دراساتصحيفة البعث

الحرب العالمية الثالثة تقترب

هيفاء علي

في تحليل دقيق للوضع، يتجه العالم مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة المخطط لها مقدماً، وأنه في الوقت الحالي، يتم استخدام الأوكرانيين من قبل الأميركيين للبحث في أنظمة الدفاع الروسية قدر الإمكان، وفي موقع وقدرات جميع قدراتهم الاستشعار عن بعد، ووقت الاستجابة والتدابير المضادة، حيث يتم إرسال الكشافة لاختبار القدرات الدفاعية، أولاً على خط المواجهة على بعد 300 كيلومتر، ثم على بعد 700 كم، وهكذا، تم التخطيط لها مسبقاً من قِبل الطباخين الاستراتيجيين الأمريكيين. يبدو أن الأمر كما فعلوا خلال حرب الخليج الثانية مع دفاعات صدام حسين، ولكن بايدن، غير كفؤ، فهل يمكنه أن يقود الغرب إلى حرب عالمية ثالثة؟

خلال عدة عقود خلت إلى الوراء، بدأت الحرب العالمية الثانية حوالي عام 1932 مع انضمام هتلر إلى مستشار ألمانيا، تحت قيادة الرئيس الألماني القديم والمتدهور، هيندنبورغ.  استغرق الأمر ما يقرب من 10 سنوات من التعبئة الصناعية الألمانية، ثم التعبئة الشعبية، والدعاية للحرب، والنقل السري للتكنولوجيا العسكرية التي يوفرها الجانب الأمريكي (مثل تكنولوجيا الرادار) وهكذا قبل أن يفهم الجميع أن كل هذا يعني الحرب. ودور بايدن اليوم هو نفس دور هيندنبورغ، بيد أنه مجرد إغراء، ومهرج خادع، وليس خصماً خطيراً، بحسب المحللين الغربيين.

ولكن خلال هذا الوقت، يتم تشكيل المحور المناهض للغرب، حيث يؤكد فيكتور أوربان ، رئيس وزراء المجر، أن روسيا هي شعب يبلغ عدد سكانه 145 مليون نسمة، متحدون حول روح الأم الروسية، ولا يتم نقلهم عن طريق دعاية وهمية مثل الحرية أو الديمقراطية، وهدفهم المركزي هو أمن شعبهم، والدفاع عن أراضي أجدادهم، ومركزية أمتهم.

يضيف إلى ذلك 1.4 مليار صيني، بالإضافة إلى بعض الشعوب من آسيا الوسطى، إيران، فهل يمكن للولايات المتحدة أن تحلم بالنصر حين تكون في مواجهة ما يقرب من ملياري شخص؟

ويضيف أن الخيار النووي هو عامل مضاعفات محتمل، ولكن مع إجراء ببعض الحسابات الإضافية: ما يقرب من 350 مليون أمريكي، و450 مليون أوروبي، و70 إلى 80 مليون أسترالي، بالإضافة إلى 100 مليون ياباني، و50 مليون كوري جنوبي-يمثل هذا جيشاً من مليار نسمة، على عكس منافسيهم “الناميين”، لا يزالون في الغالب ريفيون . هناك بعض غير محدد مثل 115 مليون فلبيني، و275 مليون إندونيسي، وأمريكا الوسطى، وماذا عن الهنود الذين وحدهم يمكنهم التنافس في العدد مع الصينيين؟

على المسرح السياسي، لا فرق بين ترامب وبايدن، لكن اليوم يعارض مرشح ترامب الحرب في أوكرانيا وضد الأقنعة واللقاحات الإلزامية، و لكن ليتذكر الجميع أن ترامب، الرئيس، هو الذي قدم الحجر والأقنعة، وهو الذي قدم العقوبات الأولى ضد روسيا، ثم ضد الصين. وعليه، لا فرق بين بايدن أو ترامب، إذاً ما هو البديل للغرب، إن لم يكن الحرب؟ الغرب مفلس، وسرعة التصنيع خارج الغرب تصيبه بالذهول، فقد أعلنت الصين عن تقدم كبير في تصميم وإنتاج مجموعة شرائح 5G، وهو آخر معقل للهيمنة التكنولوجية الأمريكية. وفي السباق من أجل الفضاء، حتى الهند تقدمت أمام الولايات المتحدة، ومع وجود القوى الكبرى الأخرى، روسيا والصين، تختفي بسرعة.  إذن ما هي البدائل التي يجب على الغرب استخدامها لحماية حديقته ؟ خلال الحربين العالميتين السابقتين، قام بمناورة لإشعال النار في بقية العالم وجعله تدميراً ذاتياً.

إذاً الحرب تلوح في الأفق عاجلاً أم آجلاً، لكن الحرب المدمرة تخلق بيئة جديدة على مستوى الأرض، وهذا لا يعني أن الحرب القادمة ستبدو وكأنها لعبة فيديو من نوع حرب الخليج. هذا لا يعني أن الغرب هو الفائز المضمون، ولكن من لديه أفضل فرصة في مثل هذه الحرب، بحيث لا تكون الحرب ممكنة إلا عندما يكون المعسكرين قويين أيضاً، أو على الأقل عندما يعتقد كل معسكر أنه قادر على الفوز، وأحياناً، يمكن للفرصة النقية فقط توجيه المقاييس لصالحها.

هذا يعني فقط أن الغرب ليس لديه خيار وهو بين الموت البطيء وحرب كاملة، فقد انتهى وقت التسوية المتفاوض عليه، ولا يمكن أن تظل السلسلة التاريخية الطويلة من الجرائم والأكاذيب سرية. حتى الأفارقة يمكنهم رؤية ذلك بوضوح ويطلبون العدالة عن الإبادة الجماعية أثناء تفشي وباء كورونا، والأكاذيب، والجرائم والانقلابات، والفظائع الاستعمارية وجرائم عدة قرون ضد معظم الإنسانية.