هل الملح يجعلك سمينا؟ وما هي مخاطر تناول الكثير منه؟
“البعث الأسبوعية” ــ لـينا عدرا
يعد الملح محسناً للنكهة، مما يعني أنه يمكن أن يعزز حتى الأطباق الأكثر رهافة ودقة. لهذا السبب نميل في كثير من الأحيان إلى جعل أيدينا خفيفة جداً مع مثل هذه البهارات التي يمكن أن ينطوي الإفراط باستخدامها على عواقب صحية خطيرة. ما هي مخاطر تناول الكثير من الملح؟ هل النظام الغذائي الخالي من الملح يجعلك تفقد الوزن؟ إليك الإجابة!
لماذا لا يجعلك الملح سميناً على هذا النحو؟
يُعرف الملح كيميائياً باسم كلوريد الصوديوم، وهو معدن بحري ينتج ويستهلك على نطاق واسع لدى كل الشعوب. ويستخدم 20 ٪ من الإنتاج العالمي من الملح فقط لصنع ملح الطعام، أما نسبة الـ 80٪ البقية فتستخدم في صناعة المستحضرات الغذائية الصناعية.
لا يحتوي الملح على أي مغذيات للطاقة، ويقال إنه “كالوري”، أي أنه لا يحتوي على سعرات حرارية. كما لا يمكن أن يساهم بشكل مباشر في زيادة الوزن، والذي ينتج عن تناول الكثير من السعرات الحرارية.
ومع ذلك، لا يمكن القول أن تناول كميات كبيرة من الملح ليس له أي تأثير على الوزن.
لماذا يساعد تجنب الملح على إنقاص الوزن؟
الملح هو محسن نكهة فعال للغاية. ما يعني أنه يجعل الطعام مستساغاً ويشجعك على تناول المزيد. ومن السهل جداً رؤية ذلك عن طريق إجراء اختبار باستخدام طبقين من الفول، أحدهما بدون ملح مضاف والآخر مملح: هناك فرصة جيدة لأن يكون الاستهلاك العفوي والتلقائي للفول المملح أعلى بكثير من الفول غير المملح. وتأكدت هذه الملاحظة من خلال دراسة أجريت، عام 2016، من قبل باحثين من جامعة داكين في أستراليا، والتي كشفت أن الملح الموجود في الأطعمة الدهنية يساعد على زيادة الشعور بالمتعة عند تذوقها وتثبيط الشبع، ما يدفعنا لتناول أكثر من اللازم.
النظام الغذائي الخالي من الملح: ما هي المؤشرات؟
إذا كان الملح معدناً أساسياً للجسم، فإن استهلاكه المفرط هو أحد عوامل الخطر الرئيسية لارتفاع ضغط الدم، وبالتالي أمراض القلب والأوعية الدموية.
والكمية اليومية من الملح التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية هي 5 غرام للفرد، ومتوسط الاستهلاك الحالي هو من 8 إلى 10 غرام للفرد في اليوم. لذلك نميل إلى تناول الكثير من الملح، وبالتالي فإننا سنستفيد جميعاً من تقليل تناول الملح للبقاء بصحة جيدة.
هناك العديد من التباينات في الأنظمة الغذائية الخالية من الملح، والتي يمكن أن تكون قاسية وصارمة أو قياسية اعتماداً على مؤشراتها. ويوصى بالنظام الغذائي الصارم الخالي من الملح للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى أو القلب، مثل قصور القلب. يوصى بالنظام الغذائي القياسي منخفض الصوديوم في حالات ارتفاع ضغط الدم (ارتفاع ضغط الدم) وتسمم الحمل أثناء الحمل (ارتفاع ضغط الدم، بيلة بروتينية، زيادة الوزن، وذمة).
على الرغم من أن النظام الغذائي الخالي من الملح في البداية ليس نظاماً غذائياً مخصصاً لفقدان الوزن، إلا أنه يؤدي بشكل عام إلى فقدان الوزن لعدة أسباب. بادئ ذي بدء، فإن الأطعمة الغنية بالملح، والتي يتم استبعادها من هذا النظام الغذائي، غالباً ما تكون دهنية جداً: رقائق البطاطس، والبسكويت فاتح للشهية، والجبن، واللحوم الباردة، والوجبات الجاهزة التجارية.. إلخ. ومن خلال التحكم في الملح في نظامك الغذائي، فإنك تضطر إلى تفضيل الأطعمة الطازجة وغير المصنعة، وبالتالي تناول طعام صحي.
علاوة على ذلك، كما رأينا، فإن النظام الغذائي الخالي من الملح يشجع الناس على تناول كميات أقل، لأن الأطعمة قليلة الملح أقل استساغة.
لماذا لا تأكل الكثير من الملح؟
الملح الزائد له العديد من العواقب الصحية المحتملة.
- أولاً، يؤدي هذا المعدن إلى ارتفاع ضغط الدم وبالتالي فهو عامل خطر مهم لأمراض القلب والأوعية الدموية.
- يزيد الملح الزائد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، عن طريق إبطاء امتصاص الكالسيوم وزيادة التخلص منه عن طريق الكلى.
أخيراً، يمكن أن يتسبب الاستهلاك المفرط للملح في حدوث خلل في وظائف الكلى عن طريق زيادة كمية البروتين في البول.
هل يسبب ملح الطعام انتفاخا؟
عندما نستهلك الملح الزائد، فإنه يصبح شديد التركيز في أنسجتنا، ويجذب الماء إلى هناك عملاً بمبدأ التناضح. ثم يتراكم الماء في الأنسجة، مما يحد من التخلص منه: وهذا ما يسمى احتباس الماء أو السوائل.
لسنا جميعاً متساوين عندما يتعلق الأمر باحتباس الماء، لكن أولئك الأكثر عرضة له سيستفيدون بشكل خاص من تقليل تناول الملح وشرب الكثير من الماء!