مجلة البعث الأسبوعية

خانجو.. أكثر المدن سعادة في الصين

مادلين جليس

لعل المثل الصيني الشهير الذي يقول: “الجنة في السماء، وسوتشو وخانجو على الأرض”، هو الأقرب لوصف مدينة خانجو، فهي المدينة الساحرة التي وصفها الرحالة الإيطالي ماركو بولو بالمدينة الأجمل والأكثر ترفاً في العالم.

تقع مدينة خانجو في الجهة الشمالية الغربية من المقاطعة على رأس خليج خانجو الذي يفصل بين شنغهاي ونينغبو. وتجمع مزيجاً منفرداً بين القديم والجديد، وتعد أكثر مدن مقاطعة تشجيانغ اكتظاظاً بالسكان، حيث يبلغ عدد سكان المدينة قرابة 12 مليون نسمة حسب تعداد عام 2020، أما منطقة خانجو الحضرية فيصل عدد سكانها لحوالي 21 مليون نسمة، وبذلك تعد رابع أكبر مدن الصين من حيث عدد السكان.

شهدت مدينة خانجو نمواً كبيراً في الألفية الماضية وكانت تعد محطة جنوبية للقناة الكبرى– وهي أطول قناة أو نهر اصطناعي في العالم، وقد بذلت جهوداً كبيرة في معالجة مياه البحيرة والنهر والقناة والبحر والجدول حتى صارت مدينة ماؤها نظيف وأنهارها صافية وهواؤها نقي ومناظرها خضراء جميلة. لذا، لم يكن غريباً على هذه المدينة أن تحظى بلقب “المدينة النموذجية في معالجة البيئة المائية بالصين” وأن يقال إن أهلها “أكثر السكان سعادة في الصين”.

كانت خانجو عاصمة للصين في الفترة بين عامي 907 و978 للميلاد، وهي واحدة من عواصم الصين السبعة القديمة، ورغم التطور الذي شهدته المدينة إلا أنها استطاعت أن تحتفظ بإرث تاريخي وثقافي عريق، ما جعلها مقصدا سياحيا مهما.

عرفت المدينة باسم “بيت الحرير” ويعود تاريخ تجارتها الخارجية في مجال الحرير والشاي والخزف والسلع التجارية الأخرى إلى آلاف السنين، حيث ساهم موقعها على بحر الصين الشرقي في جعلها مركزاً طبيعياً للتجارة، كما وأصبحت واحدة من أكبر موانئ الصين خلال فترة الممالك الثلاث (220 – 280 م).

أما أهم المعالم السياحية في المدينة فهي البحيرة الغربية وقرية التنين متحف الحرير الوطني الصيني، وتعد البحيرة الغربية المكان الرئيسي الذي يجذب السائحين لزيارة خانجو، فقد بنيت حولها مركز المدينة لذا فهي تعتبر أقدم منطقة في المدينة ومحاطة بالتلال والمعابد القديمة، وتمتد على مساحة 6 كم مربع، وبني فوقها جسر منذ عام 1089 ربط بين شمالها وجنوبها وجعلها من أشهر مناطق الترفيه والمتعة في خانجو.

أما قرية التنين، أو قرية لونغ جينغ فهي من أشهر قرى خانجو في صناعة الشاي وتضم الكثير من المناظر الخلابة، وهي فرصة رائعة لتذوق الشاي من أماكنه الأصلية الطازجة، ومشاهدة الاحتفالات التي تتم لزراعة الشاي وحصاده وتصنيعه.

متحف الحرير الوطني الصيني ثالث المعالم السياحية في خانجو، كما أنه يقدم عدداً من العروض الرائعة في تاريخ الغزل والنسيج الأكثر أهمية في البلاد عبر القرون، إضافةً لعروض عن أهمية الحرير وطرق الحرير الشهيرة وكيفية المتاجرة فيه، ويتم الاحتفال بموسم الحرير في جميع أنحاء المدينة وفي العديد من أسواقها ومتاجرها.

صُنفت خانجو كأحد المدن التجارية للصين من قبل فوربس، ويوجد فيها المقر الرئيسي لعدد من مؤسسات صناعة الإنترنت ومراكز التكنولوجيا الناشئة، ومقر علي بابا عملاق التجارة الإلكترونية واحتلت المرتبة الأولى في تصنيف أسعد مدن الصين لمدة تسع سنوات متتالية.

استضافت قمة مجموعة العشرين في عام 2016، وفي أيلول 2015، مُنحت خانجو شرف استضافة دورة الألعاب الآسيوية، التي انطلقت منذ أيام، وبذلك تكون ثالث مدينة في الصين تستضيف دورة الألعاب الآسيوية بعد بكين 1990 وغوانزو 2010.