مجلة البعث الأسبوعية

رؤية فنية جديدة لدوري كرة السلة.. وتعاقدات اللاعبين “نقمة مالية” على الأندية

البعث الأسبوعية-عماد درويش

أيام قليلة ويعود الضجيج والحياة إلى صالات كرة السلة من خلال انطلاق دوري كرة السلة للمحترفين، والذي سيكون هذا العام بحلة جديدة خاصة بعد أن قرر اتحاد اللعبة مشاركة ثمانية أندية بالدوري بدلاً من 12 نادياً هي (الاتحاد أهلي حلب والوحدة والجلاء والجيش والكرامة والنواعير والحرية والوثبة) وغياب أندية لم تستطع المشاركة (لأسباب مالية بحتة) بسبب إصرار الاتحاد على تثبيت مشاركة لاعبين أجانب مع كل فريق.

قرار خاطئ

فجأة ومن دون مقدمات اتخذ اتحاد كرة السلة منذ يومين قراراً أجل بموجبه مشاركة اللاعبين الأجانب منذ بداية الموسم لدور المربع الذهبي (بسبب الظروف السائدة التي شهدها المنطقة)، بعدما كان الاتحاد قد أقر في مؤتمر السنوي “ضمن اجتماع الجمعية العمومية” ضرورة تعاقد الأندية مع لاعبين اثنين أجانب بكل فريق، على ألا يتجاوز أربعة لاعبين طوال الموسم، ويمكن أن يتواجد اثنين فقط في أرضية الصالة.

قرار عدم المشاركة لم يسلم من انتقاد اتحاد السلة من قبل كافة الأندية خاصة فريقي الاتحاد أهلي حلب والوحدة اللذين تعاقدا مع لاعبين أجانب من أجل المشاركة بدوري “وصل” وسيؤثر على مسيرة الفريقين في الدوري.

كافة كوادر اللعبة اعتبرت القرار خاطئاً وغير شرعياً، فهو بحاجة لعقد اجتماع استثنائي للجمعية العمومية وهي المعنية بإلغاء مشاركة الأجانب وليس اتحاد اللعبة، وبعض الأندية تساءلت: كيف يتم إلغاء مشاركة اللاعبين الأجانب وأجرت التعاقدات المحلية على أساس وجود أجنبيين بأرض الملعب، ولمصلحة من الأندية صدر القرار الآن؟

كما تساءلت كوادر أخرى هل فكر الاتحاد بالأندية التي استغنت عن لاعبيها المحليين لأندية أخرى، وتعاقدت مع أجانب في مراكز معينة (السنتر وصانع الألعاب والأجنحة) وبالتالي كيف سيكون شكل المباريات والدوري في الوضع الحالي؟

أرقام فلكية

واقع المسابقة لا يبشر بمستقبل جيد، خاصة وأن أرقام سوق الانتقالات هذا الموسم تخطى حدود الخيال، وكشف عن صفقات خيالية مع لاعبين باتوا على أبواب الاعتزال، ولم يتدخل اتحاد السلة ولا القيادة الرياضية لوقف تلك المهازل، فعلى سبيل المثال أحد الأندية المثقل بالديون ولم يستطع حتى الآن دفع رواتب لاعبيه عن الموسم الماضي أبرم صفقة مع أحد اللاعبين وصلت لما يقارب “مليار ليرة” !!

فالواقع المرير الذي تعيشه أنديتنا المحترفة بالاسم فقط نجم عنه ضعف كبير في توفير المكان المناسب لممارسة اللعبة من منشآت وصالات خاصة بها، وهذا أدى لتراجع نتائجها على المستويات كافة، رغم بعض المحاولات من بعض الأندية لإيجاد حلول لتحسين واقعها المالي عبر بعض الفعاليات لتساهم بالسعي لتنويع مصادر الدخل لها ، خاصة وأن المصروفات في رواتب وحوافز اللاعبين والمدربين  إضافة لتكاليف النقل والمبالغ الطائلة التي تنفقها في فترات الانتقالات والتعاقدات قد تضخمت، في الوقت الذي تهدر موارد ضخمة في ظل عدم الاستفادة من قواعدها الجماهيرية الكبيرة لأسباب عدة، وما تزال أنديتنا تتعامل مع الجوانب المالية بإهمال كبير وبصورة تقليدية بعيداً عن الاحترافية، ذلك أن الاعتماد المالي يكون كلياً على رؤساء الأندية وتعتمد كذلك على مداخيل المباريات وتبرعات الأعضاء ودعم الاتحاد الذي لا يلبي الطموح.‏

إدارات هاوية

في كل الدول المتطورة في مجال كرة السلة، والمطبقة للاحتراف كمشروع لا بديل له نرى في التخصص الجزء الأصيل من العمل اليومي في الأندية والاتحاد والروابط المحترفة، غير أن المشكلة العامة التي تعانيها أنديتنا وفرقنا السلوية تكمن في غياب الإداري المحترف المتفرغ لدوره في إدارة العمل، والتخطيط لمستقبل اللعبة في الأندية والمنتخبات، فقد أثبتت‏ التجارب الاحترافية لأنديتنا في السنوات الأخيرة، أن معظم الأزمات تأتي من الإداريين الهواة، فقراراتهم يشوبها الارتعاش في كثير من الأحيان، والقرارات التي يتخذونها “عشوائية” غير مدروسة ولم يتم وزنها بالشكل المطلوب قبل إصدارها، ولا يكاد يمر موسم دون حدوث أزمة في قانون أو في قرار اتخذ أو في إدارة أي جانب يتعلق بكرة السلة والأمثلة على ذلك كثيرة وحتى الآن لم يتم حلها من قبل اتحاد السلة والاتحاد الرياضي العام، ولعل التخبط الإداري في مسابقاتنا السلوية، يظهر في عدم وضوح أجندة الموسم ناهيك عن التأجيل والترحيل بعضها لأسباب “واهية “.‏

إغفال للجماهير

الكثير من الأندية خاصة الكبيرة لا تعرف كيف تستغل قواعدها الجماهيرية، ولا تعرف كيفية تحويل جماهيرها من مجرد مشجعين إلى أعضاء فاعلين، يساهمون في رفد خزائنها بصورة مستمرة، من خلال دفع رسوم اشتراك شهرية تخلص الأندية من حالة الفقر التي تعانيها، إلا أن العائق حيال ذلك الأمر يتمثل بعدم توفير محفزات تدفع بالجماهير لاكتساب العضوية، لما تعانيه الأندية من حالة متردية مع عدم توفر بنية تحتية تحث الجماهير على الاشتراك في النادي ودفع رسوم الاشتراك، وهو ما يتطلب تضافر الجهود وتقديم الدعم في هذا الجانب، بحيث يكون الدعم موجها لتأهيل البنية التحتية وتهيئتها لتصبح مصدر دخل، بدلاً من أن يكون الدعم موجها لتسيير النشاط فحسب، إضافة لعدم قدرتها على الترويج الدعائي، إذ تعد عوائد الرعاية من أهم الحلول التي تسهم بشكل كبير في انتعاش خزائن الأندية وإنقاذها من شبح الأزمات الاقتصادية والإفلاس.‏

غياب النجوم

مدرب نادي الجيش هيثم جميل أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن قرار إلغاء مشاركة الأجانب سلاح ذو حدين، فمن جهة الاتحاد هو قرار صائب خاصة وأن الوضع في المنطقة صعب جداً، لكن الأندية هي التي ضررت من القرار سواء التي تعاقدت مع لاعبين أجانب أم التي لم تتعاقد بسبب الظروف المالية الصعبة، ولو اخذ القرار قبل فترة طويلة لوجدت الأندية ضالتها باللاعبين المحليين ولما استغنت عن نجومها.

وأضاف جميل: تبعات القرار من المنتظر أن ينعكس على الأندية التي اعتذرت عن المشاركة بدوري الأضواء مثل تشرين والثورة بسبب عدم وفر المال اللازم للتعاقد مع أجانب وفضلا المشاركة بدوري “الظل” والآن من حقهما المطالبة بالمشاركة بدوري الأضواء، وهذا سيربك روزنامة الدوري واتحاد السلة غير قادر على حل المشكلة حالياً، وبحاجة لجمعية عمومية للوصول لصيغة كاملة للدوري.

وأوضح جميل أن الاتحاد معني بالوصول لتوافق كافة الأندية على إعادة العقود الاحترافية للاعبين المحليين، فالأندية استغنت عن لاعبيه بسبب وجود الأجانب، وعلى الاتحاد مساعدة الأندية لدفع الشرط الجزائي للاعبين الأجانب.