مجلة البعث الأسبوعية

هوامش على دفتر الحرب الوحشية على غزة

“البعث الأسبوعية” – لينا عدرا

جندي “إسرائيلي” يروي حربه “البطولية” لقتل رضيع فلسطيني

وصف الجندي في جيش الاحتلال الإسرائيلي يوسي سعدون، الثلاثا الماضي، قصته المروعة والبطولية عن قتله طفلا فلسطينيا يبلغ من العمر 8 أشهر، خلال هجمة وحشية ضد المتظاهرين الفلسطينيين، في الضفة الغربية.

قال سعدون لزملائه من أعضاء الكتيبة: “كانت تجربة صادمة للغاية، كان هناك دخان وإطلاق نار في كل مكان من حولي، واتخذت قرارا في جزء من الثانية بإلقاء عبوة غاز مسيل للدموع على الرضيعة الجاثمة بين ذراعي والدها”.

وصف يوسي سعدون القشعريرة التي كانت تسري في عموده الفقري عندما أدرك أن كل ما لديه هو بندقيته الهجومية من طراز M16 وبعض الغاز المسيل للدموع لـ “الدفاع” عن نفسه ضد العائلة الفلسطينية غير المسلحة التي كانت تقف على بعد أقل من خمسة أمتار منه فقط: “كان بإمكاني رؤية بياض عيني الطفلة وسماع صرخاتها المرعبة، وعرفت أنه إما هي أو أنا.. لم يكن طفلا حديث الولادة، هل تعلمون؟ كان طفلا يمكنه على الأرجح الجلوس بشكل مستقل. كنت خائفا، لكنني تصرفت بسرعة وألقيت الغاز المسيل للدموع عليها وعلى أختها الكبرى. ومن يعلم كم عدد الأرواح التي أنقذتها عندما أطلقت النار على النساء اللاتي حاولن مساعدتها!!

فيما بعد، أبلغه قائد الكتيبة بأنه سيقدم اسمه لوسام الشجاعة، وهو أعلى وسام في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

 

بايدن يحث الأمريكيين على عدم السماح بإضفاء طابع إنساني على الفلسطينيين

بعد عودته من رحلته الدبلوماسية القصيرة إلى الشرق الأوسط، حث الرئيس جو بايدن الأمة الأمريكية يوم الخميس الماضي على عدم السماح للخطاب الخطير على الإنترنت بإضفاء الطابع الإنساني على الفلسطينيين.

وقال الرئيس السادس والأربعون: “مع احتدام الحرب بين إسرائيل وحماس، أحث زملائي الأمريكيين على البقاء يقظين، وعدم الوقوع فريسة لأي دعاية كاذبة تدعي أن الناس الذين يعيشون في غزة والضفة الغربية يستحقون الحياة الإنسانية”.

ومنذ بدء عملية طوفان الأقصى، اكتشفت المخابرات الأمريكية أعدادا لا تحصى من “الأشرار” الذين يغرقون الإنترنت بتقارير تفيد بأن العديد من الشهداء الفلسطينيين كانوا أمهات وآباء أطفال، ولم يكونوا إرهابيين، أو لا يستحقون أن يُحاصروا بدون طعام أو ماء أو وقود، وهم ببساطة ضحايا القصف الإسرائيلي الوحشي: “إذا سمعت فلسطينيا يتم وصفه بمصطلحات مثل “ابن” أو “ابنة” أو “بحاجة ماسة إلى رعاية طبية”، فعليك أن تدرك أن ما تقرأه مصمم خصيصا لإثارة التعاطف”.

وأضاف بايدن أنه يجب على الأمريكيين أيضا تجنب الدعاية الخطيرة التي تؤكد بشكل خاطئ أن مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل كان يمكن إنفاقها على أشياء مثل الرعاية الصحية أو التعليم أو تخفيف الفقر في الداخل.

 

ماذا تعرف عما يحدث في قطاع غزة

في السابع من تشرين الأول الجاري، اقتحمت المقاومون الفلسطينيون مستوطنات “غلاف غزة”، ومنذ ذلك الحين، تشن “إسرائيل” هجمات عنيفة على القطاع في تصعيد وحشي للصراع الذي ما زال مستمراً منذ عدة أجيال. إليك الإطار النمطي الذي تتحرك فيه ردود الإعلام الغربي حيال الصراع في غزة:

 

أين يقع قطاع غزة؟

لا تقلق بشأن ذلك. لن يكون موجودا بحلول نهاية الأسبوع.

 

كيف تناولت وسائل الإعلام الصراع؟

بسرعة وبدون مسؤولية.

 

كم عدد الأشخاص الذين قتلوا؟

هذا يعتمد على ما إذا كنت تحسب الضحايا الفلسطينيين أيضا.

 

هل يجوز لي أن أحزن على جميع “الضحايا”؟

قطعا لا.. عليك أن تختار الجانب المدعوم أوروبيا وأمريكيا.

 

ما هو الرد الدولي؟

لقد ساهم الناس في جميع أنحاء العالم بتدفق الرسوم البيانية.

 

كيف ردت الولايات المتحدة؟

لقد ذكّر قادة الولايات المتحدة بأن أمتهم تتحمل مسؤولية أن تكون كاهناً على مذبح الموت.

 

كيف تعمل إسرائيل على تجنب سقوط ضحايا من المدنيين؟

يتم منح المدنيين في غزة الفرصة لطردهم من وطنهم إلى الأبد.

 

أين يمكن معرفة المزيد؟

هذا موقف معقد لوجستيا وأخلاقيا يتضمن عقودا من التاريخ الحديث وآلافا من السنين.

 

ما هي الدروس التي يجب أن أتعلمها من هذا الصراع؟

إن التجريد من الإنسانية يولد التجريد من الإنسانية.