تحقيقاتصحيفة البعث

13 ألف عائلة عادت إلى حي الوعر بحمص تشكو من قلة الخدمات وسوئها رغم زحمة الوعود!

مشكلات وصعوبات خدمية يعاني منها الأهالي الذين عادوا إلى منازلهم في حي الوعر بمدينة حمص، أبرزها ما يتعلق بعدم استكمال وصيانة شبكة الكهرباء والمياه والصرف الصحي وترميم الشوارع.. وغير ذلك، على الرغم من عودتهم إلى منازلهم منذ أعوام مضت وسماعهم العديد من الوعود!.

الرغبة في العودة
وفي حديثهم لـ”البعث” أشار العائدون إلى أن الكثير من الأهالي الذين لم يعودوا إلى منازلهم في أحياء حمص القديمة حتى الآن لديهم الرغبة في العودة إليها، لكن نقص الخدمات وتدنيها وعدم مقدرتهم المادية على إعادة تأهيل منازلهم وترميمها من جديد يعوق عودتهم ويقلّص رغبتهم.

فتح وترحيل
أثناء عرض شكوى الأهالي على رئيس مجلس مدينة حمص المهندس عبد الله البواب، بيّن في حديثه لـ”البعث” أن مجلس المدينة قام خلال الأعوام الماضية بترحيل الأنقاض وإزالة السواتر الترابية التي خلّفتها العصابات المسلحة في حي الوعر (الميماس وحمص الجديدة)، وتمّ العمل على فتح كافة شوارع الحيّ والتي ترتبط مع باقي أحياء المدينة وإعادتها إلى ما كانت عليه، بهدف تحفيز الأهالي على العودة لمنازلهم وإعادة ترميمها، موضحاً أنه تمّ ترحيل كمية 392 ألف متر مكعب من الأنقاض من كلا الحيين، منها 192 ألف متر مكعب تمّ ترحيلها من الوعر القديم “الميماس” و200 ألف متر مكعب من الوعر الجديد “حمص الجديدة”.

واقع الخدمات          
وعن واقع الخدمات غير المتوفرة بشكل جيد كان ردّ البواب أن مجلس المدينة نفّذ العديد من العقود والأعمال الخدمية الأساسية من كهرباء ومياه وصرف صحي وهاتف أرضي وغيرها بنسب جيدة، وذلك تسهيلاً لعودة الأهالي المهجّرين، حيث بلغت نسبة تنفيذ أعمال شبكة الكهرباء في كلا الحيين (الميماس- حمص الجديدة) نحو 50%، ونسبة تنفيذ شبكة الهاتف الأرضي فيهما نحو 90%، فيما بلغت نسبة ترميم الشوارع نحو 60%، ونسبة تنفيذ أعمال صيانة الإنارة نحو 20%، وأعمال تجهيز الحدائق وواقعها نحو 40%، وواقع المصارف المطرية وأغطية الريكارات نحو 40%، مبيناً أن واقع شبكتي المياه والصرف الصحي جيد، ووضع النظافة جيد ويوجد نحو 200 حاوية في كلا الحيين ترحل بشكل يومي، منها أكثر من 80 حاوية في الميماس وما يزيد عن 120 حاوية في حمص الجديدة.

إزالة وترميم
وأشار البواب إلى أن مجلس المدينة قام بإزالة 12 بناءً آيلة للسقوط وتهدد السلامة العامة والمرورية في كلا الحيين، منها 7 أبنية في الميماس و5 أبنية في حمص الجديدة، وباقي 13 بناء بحاجة إلى إزالة، منوهاً بأنه تمّ ترميم نحو 200 منزل عن طريق المنظمات والجمعيات الخيرية في حي الوعر القديم “الميماس”.

إحصائيات
وكشف رئيس مجلس المدينة عن أن إجمالي عدد العائلات التي عادت إلى منازلها في كلا الحيين وصل إلى 13 ألف عائلة منذ إعادة الأمن والاستقرار إليهما، منها 7 آلاف عائلة عادت إلى حي الميماس وتشكل نسبة 60% من إجمالي عدد العائلات في الحي، بما فيها سكان بساتين الوعر، و6 آلاف عائلة عادت إلى حمص الجديدة وتشكل نسبة 30% من إجمالي عدد السكان في الحي، لافتاً إلى أن مجلس المدينة يسعى لإعادة دخول الجمعيات والمنظمات إلى الحي لترميم ما تبقى من المنازل التي تحتاج إلى إعادة تأهيل.

معلومات خدمية
ولفت رئيس مجلس المدينة إلى أن إجمالي عدد المدارس في الخدمة 15 مدرسة، منها 7 مدارس بحي الميماس و8 مدارس في حمص الجديدة، وباقي 20 مدرسة ما زالت خارج الخدمة وبحاجة إلى ترميم، وأن إجمالي عدد المشافي التي بالخدمة 3 مشافي في حي الميماس وهناك مشفى بالحي خارج الخدمة وقيد الإنجاز حالياً، كما يوجد مشفى آخر في حمص الجديدة أيضاً خارج عن الخدمة حالياً وقيد الإنجاز. وبالنسبة للأفران بيّن أنه يوجد مخبز احتياطي بالخدمة في حي الميماس، بالإضافة إلى وجود 5 رياض أطفال في الحيين وهناك روضة أخرى بحاجة إلى إعادة ترميم.

مراكز خدمات عامة
وأشار البواب إلى أن حي الوعر يحوي العديد من مراكز الخدمات العامة المهمّة منها (القصر العدلي ومديرية حمص الجديدة وبنك الدم والاستشعار عن بعد ومديرية البيئة)، إضافة إلى صالة خدمة المواطن ومجمع للسورية للتجارة ومقسم للهاتف ومركز لطوارئ الكهرباء، علاوة عن وجود مركز إطفاء إلا أنه خارج الخدمة حالياً، ومستوصف طبي في كل حيّ وهما بحاجة إلى ترميم، ناهيك عن وجود كلّ من المعهد الصحي والمعهد الشرعي والمعهد الفندقي بالحي، بالإضافة إلى مقر مدرسة الصم والبكم وجميعات خيرية عديدة منها الميتم الإسلامي ورعاية الطفل والبر والرجاء للمعوقين ونقطة للهلال الأحمر السوري.

معوقات العودة
ولم يخفِ البواب أن هناك بعض المشكلات الخدمية التي تعيق عودة باقي الأهالي إلى منازلهم، أهمها عدم استكمال وصيانة أعمال الشبكة الكهربائية والمياه والصرف الصحي، وعدم دخول الجمعيات والمنظمات الإنسانية للمساعدة في إعادة ترميم منازل المواطنين الذين يرغبون في العودة، بالإضافة إلى استكمال ترميم الشوارع وصيانة الإنارة والحدائق.

نبال إبراهيم