أخبارصحيفة البعث

وصمة عار على ضميرهم

تقرير إخباري

تتزايد المخاوف العالمية بشأن الأزمة الإنسانية في غزة يوماً بعد يوم، فقد أصدر 70 سفيراً لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف نداءً مشتركاً لوقف فوري لإطلاق النار، واتخاذ تحرك دولي لإنهاء إراقة الدماء والمعاناة في غزة. كما حثوا المجتمع الدولي على ممارسة أقصى قدر من الضغط لضمان وصول المساعدات الإنسانية الطارئة إلى القطاع الفلسطيني.

ووفقاً للسلطات الصحية المحلية في غزة قُتل أكثر من 11 ألف فلسطيني منذ أن شنت “إسرائيل” حملتها العسكرية، حيث يشكل الأطفال والنساء وكبار السن 75 بالمائة من الضحايا، كما أصيب ما يزيد عن 26 ألف شخص. ومع ذلك فإن هذه ليست الحال إذا حكمنا من خلال البيان المشترك الصادر بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في اليابان الأسبوع الماضي، والذي فشل في الدعوة إلى وقف إطلاق النار. تحب الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تصوير نفسها على أنها أبطال حقوق الإنسان، وتتحدث عادة عن انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك فإن صمتهم الجماعي إزاء ما يجري في غزة يصم الآذان.

لم تكتف مجموعة السبع بتكرار الخطاب الأخير للبيت الأبيض، إذ دعت إلى “وقفات إنسانية وممرات لتسهيل المساعدة المطلوبة بشكل عاجل” بدلاً من وقف إطلاق النار.

رداً على ذلك وافقت “إسرائيل” التي ليس لديها نهاية واضحة لهجومها باستثناء الرد الغاضب على غزة، على تنفيذ هدنة إنسانية يومية لمدة أربع ساعات بينما أعلنت في الوقت نفسه أن قواتها ستكثف حملتها في القطاع. من الواضح أن الولايات المتحدة والدول الغربية تتمتع بنفوذ كبير على “إسرائيل”، وعليهم ممارسة المزيد من الضغوط على تل أبيب، لأن فشلهم حتى الآن في القيام بذلك لا يكشف إلا عن نفاقهم ومعاييرهم المزدوجة فيما يتعلق بحقوق الإنسان.

وقف إطلاق النار أمر حتمي، لأنه الأمل الوحيد لشعب غزة من أجل البقاء، وإن حقيقة أن ما يقرب من 100 طفل فلسطيني يموتون كل يوم ينبغي أن تدفع المجتمع الدولي بما في ذلك دول مجموعة السبع إلى إعادة “إسرائيل” إلى رشدها.

ينبغي على جميع الدول، بما في ذلك مجموعة السبع، أن تضع الاعتبارات الجيوسياسية جانباً، وتركز جهودها على ضمان وقف إطلاق النار.

هناء شروف