ثقافةصحيفة البعث

“حلم طائر” إلى فلسطين ومسرح الطفل للطفل

حلب- غالية خوجة

يقف المخرج محمود درويش على منصة مسرح الفنان عمر حجو في المركز الثقافي بالعزيزية، سائلاً الأطفال: متى يوم الطفل العربي؟.

فترتفع أصابع الأطفال، وتصل الإجابة: (1/10) وهو يوم استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة، وتتوالى الأسئلة: ما رأيكم أن نحكي حكاية الأقزام السبعة؟ السندباد؟ إلاّ أن الأطفال يقولون مللنا، ونريد “لعبة القراءة” ليبدأ المشهد الثاني من عرض مسرحية “حلم طائر” التي ألفها ومثّلها سبعة أطفال هم إنجي عتقي، دعاء ماردنلي، ساندي محلي، ريماس علوية، حمزة محمد حمدو، شام سعدو، محمد قضيماتي.

تحضر في العرض معلومات عامة عن شخصيات عربية وعالمية مثل الشيخ صالح العلي، عز الدين القسام، أديسون، غراهام، ويتفاعل الأطفال مع فضاء القراءة مجيبين عن أهميتها في الفكر والعقل والخيال، ليتواصل المشهد الثالث مع قال الراوي، لنصل إلى أسئلة الأطفال الممثلين الموجهة إلى أطفال القاعة.

ثم ننتقل إلى مشاهد المحور الثاني “حلم طائر” الذي يكتب فيه الأطفال أحلامهم على طائرات ورقية يرسلونها في الفضاء، كتبوا عليها عبارات مؤثرة من الواقع، منها: نحن أطفال حلب نحبّ كل الأطفال ونطالب العالم بحماية أطفال فلسطين.

وبين مشهد وآخر يتحرك الأطفال بعفويتهم بين أداء واستعراض، ويلقون أشعاراً وطنية لكل من سليمان العيسى ومحمود درويش ونزار قباني، ويغنون لفيروز “يا شام” إضافة لبعض الأغاني المكتوبة خصيصاً لهذا العمل، ومنها وطني شمس للحرية، وطني وطن الإنسانية.

هاجسي الطفل واكتشاف مواهبه وتأسيسه فنياً

وعن مسرح الطفل الموجّه للطفل، سألت “البعث” المؤلف والمخرج المسرحي محمود درويش، فأجاب: أعتقد أن فرقتنا فرقة النور المسرحية ـ مديرية الثقافة، هي الفرقة الوحيدة في حلب التي تعتمد على تأليف وتمثيل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة، ومؤلفة من 20 طفلاً، وتقبل انضمام المواهب الجديدة، وفي هذا العرض المسرحي يشارك 7 أطفال تأليفاً وتمثيلاً، وأعتمد على الأفكار التي يقدمونها مكتوبة، ثم تتمّ صياغتها مع الأطفال، لضبط الأفكار وإيقاع المشاهد والتبديل بين مكان وآخر من أجل البناء الدرامي.

وأضاف: سأقول سراً لـ”البعث”: العمل كان باتجاه آخر، وكان يحكي عن أحلام أطفال سورية، ورسائلهم التي يطيرونها إلى العالم عن حقوقهم بعد الحرب الظالمة والحصار الذي ندعو العالم لفكه عنا، لكن أطفال العرض، وبعد أحداث غزة، صرّحوا أن يكون العمل لغزة بأحداثها ومقاومتها ورسائلهم الموجهة لأطفال غزة وأطفال العالم، ومن أهم تلك الرسائل (القراءة) كهدف أول وأخير للطفل وفي مختلف المجالات، والرسالة الثانية هي (الطائرات الورقية) التي يطيرونها لأطفال غزة ويكتبون عليها رسائلهم مثل نشعر بجوعكم، وعندما ننام نذكر أنكم في العراء، نطالب العالم بحقوق الطفل ومنها الحماية.

وعن تجربته المتواصلة في مسرح الأطفال، أجاب: منذ بدأت العمل للمسرح كان هاجسي مسرح الطفل، وقرأت التجارب والمختبرات العالمية، والتقيت الفنان عدنان سلوم وانطلقت تجربة “الأطفال يعدّون مسرحهم”، إلى أن وصلت مع الأطفال إلى هذه المسرحية المقامة بالتعاون بين مديرية ثقافة الطفل ومديرية الثقافة بحلب، والتي عرضت في المركز الثقافي بنبّل ثم، الآن، بمركز العزيزية على مدى يومين متتاليين، وأشير إلى كل من عمار قربي الإضاءة، وعبد السلام تومان ديكور، وعمار عساني الموسيقا، وكلمات الأغاني للشاعر فخري قدورة.

الأطفال المشاركون في العرض

الطفلة شام سعدو ـ الصف الثاني، أصغر مشاركة في التأليف والتمثيل، قالت: أمثل وأكتب، وأشارك بدور شام القوية الحلوة مثل عاصمتنا الشام، وأنشد قصيدة سليمان العيسى “فلسطين داري”.

وأخبرتنا عليا الحاج عمر ـ مديرة مدرسة كفر نايه عن الانضمام إلى فريق مهارات الحياة، وكيف اكتشفت موهبة الطالبة شام سعدو ورغبتها وقدرتها من خلال المسرح المدرسي، وتواصلت مع المخرج ومدير المركز، لتكون من فريق هذه المسرحية.

وقالت الطفلة ساندي محلي المشاركة: ركزت على التخلّص من البخل والحسد، لأن الإنسان الكريم والإنسان الذي لا يحسد الآخرين هو الأفضل.

طفل القراءة الحاضر مصادفة

ومن الحضور الطفل محمد مزيك ـ الصف الثامن الذي أجابني عن العرض: حضرت المسرحية مصادفة، لأني جئت إلى المركز الثقافي لشراء كتب للقراءة بعدما كنت أبحث عنها في دار الكتب الوطنية أيضاً، وشاهدت عرضاً عن فلسطين وأطفالها ورسالتها الموجّهة من أطفال سورية، وأعجبتني الأغاني الوطنية، وأنا أغني أوبرا وأرسم وأحب التمثيل، وكم أحبّ الانضمام إلى الفريق لكني أخشى ألاّ يقبلوني.

هنا، انطلقتُ به إلى جهاد الغنيمة مدير المركز، والفنان محمود درويش اللذين رحبا بانضمامه إلى الفريق المسرحي وملتقى الأطفال الأدبي.