رياضةصحيفة البعث

شرارة الشغب في المسابقات الكروية تنطلق من كوادر اللعبة قبل الجمهور!

ناصر النجار

أصدرت لجنة الانضباط والأخلاق في اتحاد كرة القدم حزمة من العقوبات الانضباطية الخاصة بالمخالفات المرتكبة في مباريات الأسبوع الماضي التي أقيمت بكل الدرجات والفئات، والملاحظ أن حجم العقوبات في الدوري الممتاز انحسر واقتصر على مباراة واحدة وهي تشرين مع الفتوة، بينما خلا الدوري الأولمبي من أي مخالفة، لكن مساحة الشغب كانت كبيرة في دوري رجال وشباب الدرجة الأولى، وكان لنا في هذه الحالات بعض الملاحظات الضرورية.
أولى هذه الملاحظات تشير إلى عدم الوعي والإحساس بالمسؤولية، وذلك في الحالة التي أخطأت بها إدارة نادي الفتوة بزجّ اسم مصور معاقب في ضبط مباراة لفريقها الأولمبي، وهذا الأمر يوحي أيضاً بالاستهتار بالقوانين والأنظمة، ما كبّد المصوّر عقوبة أشد وغرامة مالية أكبر ونادي الفتوة إنذاراً.
وهنا يجدرُ الانتباه إلى موضوع الخلط بين فئات الدوري، فاللاعب المعاقب أو أي أحد من كوادر كرة القدم عقوبة انضباطية في فئة تسري هذه العقوبة على أي فئة باستثناء الإنذارات التي تبقى خاصة بالفئة التي نال فيها المخالف الإنذار، لذلك على الأندية أن تنتبه لهذه الناحية حتى لا تقع في المخالفة، خاصة وأن دوري تحت 23 سنة يضمّ خليطاً من لاعبي الشباب والرجال في الأندية.

في دوري الدرجة الأولى للرجال والشباب تحدث الكثير من الأمور العجب، ومنها ما حدث في مباراة الكسوة والشعلة لفئة الشباب، حيث لم يكن هناك بين كادر فريق شباب الكسوة أي شخص منضبط!. فكلهم اعترضوا على الحكم من أجل حالة وعطلوا المباراة وغير ذلك من شتائم وشغب ورمي للحجارة، لأن الجمهور على قلّته تفاعل مع التصرف السلبي لكادر الفريق، لكن الغريب في الأمر وجود أحد مسؤولي كرة القدم في المباراة وكان تصرفه سلبياً للغاية، واستغرب كلّ من تابع الأحداث أن يمثل هذا القيادي الكروي كل الحالات السلبية بدل أن يكون له دور إيجابي لتأكيد موقعه في اتحاد كرة القدم، وكأنه يعمل على إفشال المسابقة بدل إنجاحها.
وفي حالة مباراة فريق التل مع الحرجلة، أخطأ لاعب من الحرجلة باللفظ والحركة تجاه فريق التل وجمهوره، وكان يمكن تفادي ذلك على أرض الملعب بالحكمة والهدوء، لكن رئيس نادي التل أصرّ على القصاص من اللاعب بيده، فكانت المخالفة أكثر تأثيراً من مخالفة اللاعب، فنال الطرفان العقوبة المستحقة.
في كلّ الحالات التي تمّ ذكرها وهي غيض من فيض، نجد أن المتسبّب بالشغب إما من الكوادر أو من الإدارات، وهذه الحالات تنعكس سلباً على الجمهور، وهنا نسأل: إذا كانت الإدارات وكوادرها غير منضبطة في الملاعب، فكيف سينضبط الجمهور؟!.