مجلة البعث الأسبوعية

مخيم جباليا.. أكبر المخيمات الثمانية في قطاع غزة

“البعث الأسبوعية” – لينا عدرا

شهد مخيم جباليا مطلع تشرين الثاني الجاري مجزرتين مروعتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال أقل من 24 ساعة، ما أسفر عن سقوط العشرات من الشهداء والجرحى الفلسطينيين. وقد جاءت هذه الجريمة عن طريق “ما لا يقل عن قنبلتين بوزن يفوق 900 كيلوغرام، يمكن استخدامهما لاستهداف البنية التحتية، تحت الأرض، حسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

ويعد مخيم جباليا أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة. أُنشئ عام 1948. ويقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، بالقرب من قرية تحمل الاسم ذاته، وعلى مسافة كيلو متر عن الطريق الرئيسي (غزة ـ يافا). وتحد المخيم من الغرب والجنوب قريتا جباليا، والنزلة، ومن الشمال قرية بيت لاهيا، ومن الشرق بساتين الحمضيات التابعة لحدود مجلس قروي جباليا، النزلة، وبيت لاهيا.

واستقر 35.000 لاجئ في المخيم، في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، معظمهم كانوا قد هجِّروا من القرى الواقعة جنوب فلسطين.

بلغت مساحة المخيم، عند الإنشاء حوالي، 1403 دونماً، وصلت إلى 1448 دونماً. وبلغ عدد السكان آنذاك، حوالي 37.800 نسمة، مقسمين على 5587 عائلة، أغلبهم من مناطق أسدود، ويافا، واللد، والرملة، وبئر السبع؛ ووصل التعداد في عام 1995، إلى حوالي 80,137 نسمة، وهم نسبة المسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاحئين (الأونروا)؛ وحوالي 36884 نسمة، وهم نسبة المسجلين خارج المخيمات.

قامت إسرائيل بترحيل ما يقرب من 975 عائلة من سكان المخيم عام 1970، إلى مشروع بيت لاهيا والنزلة المتاخم لحدود المخيم. وفي عام 1971، عملت سلطات الاحتلال على هدم وإزالة ما يزيد عن 3600 غرفة تسكنها 1173 عائلة، أصبحت بدون مأوى، بدعوى توسيع طرقات المخيم، لتسمح بدخول سياراتها العسكرية لسهولة تعقب عناصر المقاومة.

ويعد هذا المخيم من أكبر مخيمات القطاع، إذ يبلغ تعداد سكانه حسب تقديرات جهاز الإحصاء المركزي منتصف العام 2023 نحو 59574 لاجئ.

 

الحصار

تسبب الحصار على غزة في جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لجميع اللاجئين في المخيم تقريباً. وارتفعت معدلات البطالة بشكل كبير وقليل من العائلات تستطيع إعالة نفسها. وعلى مدار السنين، هناك نسبة كبيرة من السكان، ممن كانوا قادرين على إعالة أنفسهم، أصبحوا يعتمدون على المساعدات الغذائية والنقدية التي تقدمها “الأونروا” لتغطية احتياجات الغذاء الأساسية. وتشكل النظافة الأساسية أيضا مصدر قلق كبير في المخيم، حيث 90 % من المياه غير صالحة للاستهلاك البشري.

 

إغلاق المعبر

مخيم جباليا هو أقرب مخيم إلى معبر إيريز مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، كان أكثر من21.000 فلسطيني يمرون عبر معبر إيريز للعمل في إسرائيل يوميا قبل الانتفاضة الثانية.

ومنذ 12 حزيران 2007، وفي إطار سياسة الحصار التي طبقت منذ بدء الانتفاضة الثانية في أيلول 2000، والتي تصاعدت بعد حزيران 2007 بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، سُمح فقط لفئة محدودة من الفلسطينيين بالحصول على تصاريح للخروج من غزة، بعد الخضوع لفحص أمني. أما الغالبية من الغزيين فلا تنطبق عليهم معايير تقديم طلب للحصول على تصاريح الخروج.

وفي السنوات الماضية، شمل من سُمح لهم الحصول على التصاريح مرضى ممن لديهم تحويلات طبية للعلاج خارج غزة ومرافقي المرضى، والتجار، وموظفي المنظمات الدولية وبعض الحالات الإنسانية الإستثنائية. ووفقا لمكتب تنسيق الشئون الإنسانية، فإن 42.220 شخصا سُمح لهم بالخروج من غزة، بينما سُمح لـ 55.689 شخصا بالدخول إلى غزة خلال حزيران 2023.