صحيفة البعثمحليات

الغطاء الأخضر من التراجع إلى النماء.. والزراعة تدعم حملات التشجير والتوعية البيئية

دمشق – زينب محسن سلوم

مع دخولنا موسم البرد وزيادة الضغط على بساطنا الأخضر، وخاصة خلال سنوات الحرب، نظراً لتداعيات الحرب الاقتصادية المفروضة على سورية، والتي سبّبت هجمةً جائرةً على غاباتنا وحراجنا التي تمّ زراعتها منذ عقود، تتجدّد الأسئلة حول إجراءات وزارة الزراعة والجهات المعنية الأخرى والمواطن على جميع المستويات في إعادة تأهيل هذا التراجع لتلافي تداعياته على بيئتنا ومناخنا، وعن وضع المشاتل الحراجية التابعة للوزارة، ودورها في دعم الفعاليات المتعدّدة الهادفة للتشجير.

وبيّن الدكتور علي ثابت، مدير الحراج في وزارة الزراعة في حديث لـ “البعث” أن حملات التشجير متنوعة وتُقام على مستويات متعدّدة، منها عيد الشجرة المركزي الذي يقام كل عام في محافظة معينة، وعيد الشجرة الفرعي الذي يقام في المحافظات بالتنسيق مع المحافظ الذي يعتبر رئيس لجنة التشجير الفرعي ضمن محافظته، حيث يجري تحديد المواقع المراد تشجيرها والإجراءات اللازمة لذلك، إضافةً إلى حملة التشجير الأسري التي تهدف إلى تشجيع كلّ أسرة للمشاركة في فعاليات حملات التشجير وتوسيع الغطاء الأخضر والحفاظ على ثروة الغابات، كما توجد حملة للمدارس والجامعات تهدف لتوعية الطلاب للمشاركة في غرس الأشجار في مدارسهم وجامعاتهم ومعاهدهم، فضلاً عن وجود حملة للنقابات والاتحادات والهيئات المختلفة، مشيراً إلى إضافة حملة تشجير جديدة وهي “حملة خمس غراس مجانية” التي توزع للأسر بموجب دفتر العائلة لزرعها في المنازل والحدائق والشوارع.

وحول إجراءات التنسيق مع الجهات المختلفة، أوضح ثابت أن الزراعة ممثلةً بمديرية الحراج تنسق مع الوزارات بدمشق، كما أن مديريات الزراعة في القطر تنسق مع المحافظات لتحديد الأماكن التي ينبغي تحريجها وتعزيزها بالغطاء الأخضر، والإجابة على طلبات الجهات والفعاليات الراغبة بالمشاركة في حملات التشجير التي تقام في كلّ عام بين الأول من تشرين الثاني ولغاية آذار من العام الذي يليه، كما يتمّ اختيار أنواع الغراس المناسبة لطبيعة الموقع ومناخه، إضافة للتنسيق مع الاتحادات والنقابات والهيئات المختلفة لتحديد المواقع وما يناسبها، مبيناً أن الوزارة تقوم بتقديم كلّ المساعدة والدعم اللوجستي والفني لإنجاح تلك الحملات، وحتى بعد الحملة تساهم الوزارة في فعاليات رعاية الغراس وسقايتها إن أمكن، وخاصةً خلال أول عامين من زراعتها.

وفيما يتعلّق برسائل التوعية، أكد مدير الحراج تواصل بثّ مختلف أشكال التوعية بأهمية الغابات والحراج، وخاصةً للفئات في مقتبل العمر في منظمتي الشبيبة وطلائع البعث، وتعريفهم بخطورة التغيرات المناخية وظواهر ارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن انحسار الغطاء النباتي، وأهميته في دعم الاقتصاد الوطني، وتثبيت التربة ومنعها من التدهور، والحفاظ على المياه الجوفية وتعزيزها، وتنقية الجو من الغبار وزيادة الأوكسجين والحدّ من كميات ثاني أكسيد الكربون في الجو، مشدّداً على أهمية دور الإعلام والإرشاد الزراعي والحراجي في تسليط الضوء على حملات التوعية ودعمها، والتنويه بأهمية حملات التشجير وخطورة التعدي على الغطاء الأخضر والغابات، وتعزيز مسؤولية ودور جميع أفراد المجتمع على هذا الصعيد.

وبخصوص وضع المشاتل، أشار ثابت إلى وجود 32 مشتلاً تابعة لوزارة الزراعة ضمن الخدمة في الوقت الراهن، تقوم بإنتاج أنواع الغراس المناسبة لكل بيئة وتقدّم الغراس مجاناً لحملات التشجير، واليد العاملة للتحضير لمواقع التشجير المختلفة، والمشاركة في عمليات السقاية وفقاً للإمكانيات المتاحة، منوهاً بالاهتمام الكبير المقدّم لانتقاء الأنواع اللازمة للتشجير وتلافي الأنواع والأصناف التي لم تثبت جدارتها.

كما نوّه ثابت بأن خسائر الغطاء النباتي والغابات وتعرّضها للحرائق ومخالفات التحطيب الجائر والكسر تقلّصت منذ عام 2020، وبدأ التحسّن بفضل الإجراءات المتنوعة المتخذة على جميع الصعد لزيادة الحراج والغابات كماً ونوعاً، مبيناً أن الوزارة لديها خطة عمل لإعادة تأهيل الحراج تتركز على المواقع التي تعرّضت للتدهور والكسر والقطع الجائر، إضافةً إلى إدخال مساحات جديدة ضمنها، مع الحفاظ على جميع المواقع الموجودة من أي مخالفات أو تراجع.