أخبارصحيفة البعث

تحذيرات من تدهور الأوضاع بشكل مرعب في غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي

عواصم – تقارير   

حذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز من أن توسع نطاق العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة يمكن أن يؤدي إلى سيناريو أكثر رعباً قد تعجز العمليات الإنسانية عن التعامل معه.

ونقلت وكالة فرانس برس عن هاستينغز قولها في بيان: إن “توسع العمليات البرية الإسرائيلية نحو جنوب القطاع أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين إلى اللجوء إلى مناطق تواجه ضغطاً متزايداً، وحيث ينتابهم اليأس في مسعاهم للعثور على الغذاء، والماء، والمأوى والأمان”.

وأوضحت هاستينغز أنه “لا مكان آمناً في غزة ولم يبق مكان يمكن التوجه إليه”، مضيفة: إن “ما نشهده اليوم يتجسد في مراكز إيواء بلا إمكانيات، ونظام صحي منهار، وانعدام مياه الشرب النظيفة، وغياب الصرف الصحي الملائم، وسوء التغذية في أوساط الناس الذين ينهشهم الإنهاك العقلي والجسدي في الأصل، وصيغة نجدها في الكتب المدرسية للأوبئة ولكارثة صحية عامة”.

من جهته، جدد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدعوة إلى “وقف إطلاق نار إنساني دائم في غزة”، مطالباً قوات الاحتلال الإسرائيلي بـ “تجنب أعمال جديدة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي أساساً في غزة، وتجنيب المدنيين في القطاع مزيداً من المعاناة”.

بدوره، ذكر “ريتشارد بيبركورن” ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أن طفلاً واحداً يقتل كل 10 دقائق بمعدل وسطي في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان وحشي وهجمات مكثفة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ الـ 7 من تشرين الأول الماضي.

وأضاف بيبركورن خلال مؤتمر صحفي عقد في مكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية: “أعتقد أننا قريبون من أحلك لحظة في تاريخ البشرية.. نحن بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة”.

ولفت بيبركورن إلى أن نحو 16 ألف شخص استشهدوا في غزة منذ الـ 7 من تشرين الأول الماضي، أكثر من 60 بالمئة منهم نساء وأطفال.

من جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية من كارثة إنسانية متزايدة في قطاع غزة نتيجة تزايد سوء الأوضاع في القطاع تزامنا مع العدوان الإسرائيلي المتواصل بحق الشعب الفلسطيني.

وقال ممثل المنظمة في القطاع ريتشارد بيبركورن قوله للصحفيين: إن “الوضع يزداد سوءاً كل ساعة والقصف مكثف في كل مكان بما في ذلك المناطق الجنوبية وخان يونس ورفح”، موضحاً أن “المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة قليلة للغاية ومنظمة الصحة العالمية تشعر بقلق بالغ إزاء ضعف النظام الصحي في القطاع”.

وأضاف بيبركورن: “سنشهد نفس النمط الذي حدث في شمال غزة”، موضحاً أنه “بصدد كارثة إنسانية متزايدة”.

بدوره قال مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في غزة توماس وايت: “رفح لن تتمكن من التكيف مع وضع يتضاعف فيه عدد النازحين إليها إلى المثلين”.

وفي سياقٍ متصل، دعا مجلس الحكماء الذي أسسه الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا ويضم عددا من الشخصيات العالمية، ومن بينها الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون إلى تحرك دولي لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

وقال المجلس في بيان: “إن ما تقوم به “إسرائيل” بلغ مستوى لا يطاق من اللاإنسانية تجاه الفلسطينيين”.

وأشار المجلس إلى أن “الحكومات التي تقدم الدعم العسكري للكيان الإسرائيلي مع علمها بأن فظائع ترتكب أو على وشك أن ترتكب، تخاطر بأن تكون متواطئة”، مضيفاً: إن “قادة العالم يجب أن يتحركوا الآن لردع الفظائع ووضع حد للإفلات من العقاب، بما في ذلك إجراء إعادة نظر عاجلة في الدعم العسكري المقدم لـ سرائيل”.

إلى ذلك، دعا المجلس الحكومات إلى تمكين المحكمة الجنائية الدولية من تسريع تحقيقاتها في الجرائم الفظيعة المرتكبة في قطاع غزة.