الصفحة الاخيرة

شجرة الميلاد تضيء طرطوس محبةً وسلام  

طرطوس- محمد محمود

على الرغم من الظروف الصعبة والأحداث التي تمر فيها سورية ودول المنطقة، تزيّنت طرطوس، مجدداً، لميلاد السيد المسيح، فأضاءت شجرة الميلاد كما كل عام وسط مدينتها، مستذكرة طفل بيت لحم المولود بمغارة صغيرة ليشع نور سلامه، والقيم التي حملها على العالم كله.

وتضمنت الاحتفالية التي دعا إليها غرفة صناعة وتجارة طرطوس بالتعاون مع المحافظة، ورعاية أبرشية عكار للروم الأرثوذكس، إضاءة شجرة الميلاد قرب المحافظة، واحتفالية كورالية من أغان تراثية وعالمية لكورال “أرجوان” في المركز الثقافي العربي، وذلك بحضور محافظ طرطوس فراس الحامد، وأمين فرع طرطوس لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد حبيب حسين والفعاليات الرسمية والحزبية في المحافظة، كما حضر الاحتفالية سفيرا دولتي اليونان نيكولاس بروتونوتاريوس، وصربيا رادوفان ستويانوفيتش.

الميتروبوليت باسيليوس منصور راعي أبرشية عكار للروم الأرثوذكس وراعي الاحتفالية أكد في حديثه لـ”البعث” جمالية هذه الصورة الرائعة لشعبنا السوري وخاصةً في طرطوس التي تتنوع في أصول شعوبها، والتي أغنت العالم بحضاراتها، مضيفاً: “لولا هذا التكاتف والأمل لما حققنا في سورية ما حققناه على القوى الغاشمة التي أتتنا من كل حدب وصوب بلصوص ومعتدين، لكن في النهاية لا يدوم إلّا الحق والحقيقة، وسورية هي قلب الحق والحقيقة، مضيفاً: “نعم مررنا في سورية بضيق كثير لكن بصمود شعبنا وجيشنا استطعنا أن نسقي شجرنا ونحافظ على أرضنا، فالشيء الطبيعي ليس بحاجة إلى من يعيده، بل هو من طبيعة سورية، فسورية في كل زمن ومقام تنمو وتولد من جديد لتعطي للعالم من طيبها”.

في المقابل، بيّن الشيخ عبد الله السيد مدير أوقاف طرطوس أن الحفل ليس مجرد مناسبة عابرة أو مجرد تجمع وإضاءة شجرة، فالحفل عندما يتم في سورية بعد كل سنوات الحرب والدماء وعندما نرى مثل هذه المحبة نعلم أن قيم النور انتصرت على قيم الظلام وأن أرض الخير انتصرت على غزاة الشر، وكما انتصرت في سورية ستنتصر في فلسطين، ونحن بقيمنا نجد دائماً ما يجمعنا ونجد اليد المتشابكة التي تعلي قيم الحق والإنسانية”.

من جانبه، قال رئيس غرفة تجارة وصناعة طرطوس مازن حماد: “ما يجمعنا ليس الزيارات الرسمية فقط، لكنه الجسر الإنساني العميق، فنحن اليوم نحتفل وسط أجواء من الحزن والألم التي تسيطر على منطقتنا بشكل عام وعلى بلدنا بشكل خاص انتقالا لفلسطين وما يجري فيها من جرائم إبادة لم يسبق أن حصلت في التاريخ”، مبيناً: “كانت طرطوس مصرّة على الاحتفال بذكرى الميلاد العظيم لتأكيد قناعة مطلقة أن الله لن يترك سورية وحيدة لأنّ السيد المسيح ولد في زمان كلّه آلام وأحزان وحروب وكراهية، فنشر المحبة والنور والمحبة والسلام، وكان مبعث أمل للبشرية، وهذا ما قمنا فيه منذ سنوات ثلاثة عندما قلنا إن هذه الشجرة ستبقى مضاءة كل عام لأنها رمز لوحدة سورية ورمز بقائها وانتصارها”.

واختتم الحفل بتكريم سفيري اليونان وصربيا بعد كورال غنائي منوّع لفرقة أرجوان للأطفال واليافعين بقيادة المايسترو بشر عيسى.