ثقافة

“زائلون” عرض مسرحي يجسد انتقال نهج الشّهادة من الجد إلى الحفيد

طرطوس- محمد محمود

ملحمة تاريخية وفكرة لا تموت عن أحقية شعب بأرضه ووطنه، وزوال كيان محتل غاصب بنى أوهامه على قاعدة من الخداع والكذب، جسدتها بنجاح فرقة “العراب” المسرحية، مساء أمس الإثنين، على خشبة مسرح طرطوس القومي بالعمل المسرحي “زائلون” ليكون رسالة دعم من مسرحيين شباب في طرطوس، لشعب فلسطين وأهل غزة في حربهم مع المحتلين.

فكرة العمل بحسب كاتبها ومخرجها عصام علام الذي تحدث لـ”البعث” عقب انتهاء العرض: “أصيلة نمت وترعرعت بداخل كل واحد منا منذ النشأة الأولى، وتجددت، مؤخراً، مع بداية الأحداث في غزة، فكان واجباً علينا القيام بعمل ما تجاه ما يحدث سواء أكان من الناحية الفكرية أم التمثيلية للقضية الفلسطينية بأبعادها التاريخية، ولاسيّما أنّ هناك الكثيرين من شبان الجيل الجديد فاتتهم تفاصيل تخص هذه القضية، لذا حاولنا إيصال أفكارنا بطريقة مختلفة، فجسدنا فكرة الشهادة والشهيد واستمرارية النهج وانتقاله من الجد للحفيد، في المقابل حاولنا إيضاح إيديولوجية الصهاينة ونشأتهم، وكيف يفكرون بكذبة، وهم يعرفون أنهم عبارة عن كذبة.

وأضاف علام: “العمل عبارة عن مشاهد تمثيلية مختلفة الأدوار، تركز على أفكار محددة، وهو مؤلف من 15 شخصية، وحاولت أن أقدم بعض الممثلين بأكثر من دور بهدف تطوير بعض المواهب لإخراج الممثل في هؤلاء الشباب، أمّا عن اللهجة المستخدمة في المسرحية فكانت اللهجة الفلسطينية، وقد حاولنا محاكاتها ولم تكن صعبة على أي من الممثلين، فنحن مجرد أن نستمع للهجة الفلسطينية نشعر أنها اللهجة الأم لضمائرنا الداخلية، لذا التقبل للهجة كان جيداً جداً وناجحاً في العمل وسبباً إضافياً لنجاحه”.

من جهته، بيّن الممثل المسرحي حسن نصر الذي جسد ثلاثة أدوار مختلفة هي مختار قرية وشخصية “إسرائيلية” وشخصية ماسونية: “جماهيرية العمل والحماس له بدأ منذ الإعلان عنه، فالقضية الفلسطينية ظهرت من جديد، وأنعشت ذاكرة الجيل الجديد والصورة التي قامت ضد الاحتلال”، مبيناً: “حاولنا التركيز على الضعف الصهيوني، وتأكيد أنّ محتل الأرض مهما ادّعى القوة سيبقى ضعيفا، وتحدّثنا عن قصة عائلة فلسطينية نزحت عن أرض فلسطين، كذلك تحدثنا عن فكرة الشهادة وانتقالها عبر الأجيال.

وتابع نصر: “تفاعل الناس كان مع أفكار بسيطة تعيش بداخلنا، تعرضنا قبل العمل للكثير من الضغوط والتأخير، لكن الحماس للعمل واحتضانه من وزارة الثقافة ساهمت بنجاحه وإيصال أفكارنا للناس”.

بدورها، بيّنت الممثلة ابتهاج علي التي أدت دور “أم العبد” الأم الفلسطينية التي استشهد ولدها، أنّ العمل أنعش ذاكرة الجيل، موضحةً كيف تعيش الأم الفلسطينية بأدوار مختلفة فهي الأم التي تربي وتفرح وتحزن وتقدم أولادها للشهادة وتدعم صمود الشعب ونضاله.