رياضةصحيفة البعث

مع كثرة المحللين والمنظرين.. هل تمتلك كرتنا نجوماً بالأساس؟

المحرر الرياضي  

مع اقتراب موعد انطلاق كأس آسيا لكرة القدم في قطر يوم الجمعة المقبل، والتي سيخوض منتخبنا الوطني منافساتها ضمن المجموعة الثانية التي تضمّ إلى جانبه منتخبات أستراليا وأوزبكستان والهند، طفت على السطح ظاهرة غريبة لكنها ليست بجديدة تمثلت بكثرة المنظرين والمحلّلين الذي أشبعوا منتخبنا وكادره الفني ملاحظات كان بعضها مثيراً للسخرية بما تضمنته من معلومات ضحلة وقلة دراية.

المشكلة أن بعض التحليلات والانتقادات التي وجهت للمنتخب في هذه الفترة الحسّاسة كانت من لاعبين سابقين في صفوف المنتخب ممن يصنّفون على أنهم نجوم، حتى أن أحدهم حكم على اللاعبين الجدد من المغتربين بأن تواجدهم لن يشكل إضافة وسيمثلون عبئاً على زملائهم كونهم غير جاهزين لمثل هذه البطولة، بينما ذهب آخر لسرد تفاصيل ومعلومات غير حقيقية عن بعض لاعبي المنتخب دون أن يدري أن وجود شبكات التواصل الاجتماعي اختصرت الوقت والجهد، وبات جميع المتابعين قادرين على معرفة التفاصيل الصحيحة وأين يتواجد كل لاعب وفي أي دوري!.

ما سبق ومجموعة التصريحات التي صدرت عن بعض اللاعبين الذين تمّ استبعادهم على المنتخب أبرزت سؤالاً كبيراً ربما يكون فجاً بعض الشيء، لكن الإجابة عليه تحتاج لجرأة كبيرة وعدم مواربة في ظل أرقام ومعطيات لا تكذب: “هل كرتنا بالأساس تمتلك نجوماً أو أصحاب بصمة تذكر؟”.

دائماً ما يكون الحنين للماضي سمة ملازمة لكل إنسان وليس للرياضيين فقط، كون العقل يختار بشكل انتقائي ما يفرح من الذكريات، لكن عند سرد مشاركات منتخباتنا الكروية على مدى السنوات الطويلة يدرك أن الإنجازات تكاد تكون معدودة والنجوم الحقيقيين ليسوا سوى قلة، وكل ما يتمّ الحديث عنه مؤخراً عن نجوم سابقين ربما يكون قريباً من الوهم.

فكرتنا وصلت مرتين للملحق المؤهل لكأس العالم (1986- 2018) وتوّجت بلقب كأس آسيا للشباب 1994 وذهبية دورة المتوسط 1987 مع تحقيق فريقي الجيش وأهلي حلب كأس الاتحاد الآسيوي 2004 و2010 وفريق الكرامة لوصافة دوري أبطال آسيا 2006 مع ومضات هنا وهناك لأنديتنا على الصعيد العربي وتواجد في كأس العالم في مناسبات محدّدة لمنتخبات الفئات العمرية، أي أننا لم نستطع سابقاً بلوغ المونديال ولم نتوّج باللقب القاري على صعيد الرجال.

أما على الصعيد الفردي فيمكن القول بأن كرتنا زخرت وتزخر بالمواهب، لكن تصنيف النجم لا يمكن أن ينطبق إلا على بعض الأسماء، وكلهم تمكنوا رفقة أنديتهم داخلياً وخارجياً من ترك بصمة لكن الحصاد مع المنتخب لم يكن بتلك الجودة ولم يصل لمرحلة الإنجاز التاريخي.

ونحن هنا لسنا بوارد نكران جهود أي لاعب مثل المنتخب وقدم جهداً وبذل عرقاً، لكن الأفضل “لنجومنا” أن يكونوا واقعيين في كلامهم وتقييمهم للمرحلة الحالية، فكرة القدم تغيّرت ومن أخذ فرصة سابقة ولم يوصل كرتنا للعالمية أو الآسيوية لا يحق له أن ينظّر حول ما كان وما سيكون، فكرتنا تحولت في فترة من الفترات لحقل تجارب والبعض أخذ فرصته كلاعب ومدرّب وإداري ولم يفلح، فالأفضل له أن يقول خيراً تجاه المنتخب في هذا التوقيت أو فليصمت.