رياضةصحيفة البعث

اتحاد السلة يعين بتراشي مدرباً للمنتخب.. وملاحظات حول الأسباب!

دمشق – عماد درويش

يبدو أن سلتنا أصابتها الغيرة من كرة القدم، وعمدت إلى التعاقد مع المدرّب الأرجنتيني فوكاندو بتراشي لتدريب منتخبنا الوطني للرجال الذي يستعدّ لخوض النافذة الأولى من التصفيات الآسيوية، إلى جانب منتخبات لبنان والبحرين والإمارات، والمؤهلة لكأس آسيا المقررة في السعودية.

اتحاد السلة أراد أن يحذو حذو نظيره اتحاد كرة القدم الذي تعاقد العام الماضي مع الأرجنتيني هيكتور كوبر لقيادة منتخب الرجال المشارك في كأس آسيا حالياً وينتظره لقاء مصيري يوم غدٍ مع الهند.

ويبدو أن عملية التعاقد مع بتراشي التي أعلنت عبر منصات التواصل الاجتماعي لاتحاد السلة هي عملية “إرضاء” للمدرّب الذي كانت له اليد الطولى في عملية إحضار اللاعبين المغتربين لصفوف منتخبنا، ورغم مساعدته لسلتنا في هذا الملف، إلا أن العملية فشلت فخسر المنتخب جهودهم لأسباب إدارية بحتة لسنا في وارد ذكرها الآن، والمدرّب الذي كان يساعد على عودة اللاعبين المغتربين اليوم أصبح يعمل معهم.

ويأتي التعاقد مع بتراشي ليكون بديلاً للإسباني خافيير خواريز الذي أخفق بتحقيق نقلة نوعية لمنتخبنا، وحلّ في المركز الأخير في تصفيات أولمبياد باريس 2024 التي أقيمت في دمشق، إلا أن الكثير من خبراء اللعبة رأوا أن قدوم بتراشي بدلاً من خواريز جاء بعد شعور عددٍ من اللاعبين بعدم الراحة تجاه المدرّب خواريز، وهي الأزمة التي حاول اتحاد السلة إخفاءها نتيجة الإساءات المتكررة من المدرّب الإسباني ومساعده للاعبي المنتخب، في حين أن المدرّب الأرجنتيني يُعدّ صاحب تجارب ناجحة بخلق أجواء مريحة ومتماسكة ضمن الفريق اكتسبه من خلال قيادته لفريق أهلي حلب لفترتين، ولاسيما أننّا مقبلون على مرحلة تغيير في جسد المنتخب الذي ينتظره مشاركة قوية الشهر المقبل في دورة المنتخبات الودية التي ستستضيفها قطر وتمتد ثلاثة أيام بمشاركة منتخبات كـ: مصر، قطر، السعودية ولبنان، والدورة فرصة احتكاكية مناسبة للجهاز الفني للمنتخب قبل التصفيات المؤهلة لأمم آسيا.

وتبقى المشكلة التي تؤرّق محبي وعشاق سلتنا مسألةُ انقطاع المدرّب بتراشي عن تدريب الفرق لسنوات خلال فترة عمله بمناصب إداريّة فنيّة “مهمّة” في الاتّحاد الأرجنتيني، والتي تغاضى عنها اتحاد السلة عند التعاقد معه، وهي نقطة مهمة كان يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، مع الأمل أن تكون القناعات فنيّة في تعيينات كهذه، وألّا ننظر للمدربين كمجرّد صلة وصل لتشكيل علاقات لنا في بلدانهم، فالمطلوب النظر بدقّة أكبر في مزايا كلّ مدرّب وحجم الفائدة الفنيّة القابلة للتحصيل عبره، لأن الإبقاء على “خواريز” لفترة طويلة لمجرّد أنّه مدرب في ريال مدريد لم يشكّل تجربة ناجحة في هذا الجانب!