أخبارصحيفة البعث

الناتو يدفع نحو حرب عالمية

تقرير إخباري

زار الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ الولايات المتحدة مؤخراً بهدف مناقشة مواصلة الدعم، وضمان استمرار إمدادات الأسلحة لأوكرانيا. ويشمل هذا الدعم الموافقة على حزمة مساعدات إضافية بقيمة 60 مليار دولار، وميزانية مدتها أربع سنوات بقيمة 54.5 مليار دولار. وقد ذكر ستولتنبرغ خلال المقابلات التي أجراها في الولايات المتحدة، الصين مراراً وتكراراً، ووصفها صراحة بأنها “تحدي” لحلف الناتو. ويبدو أن زعيم أكبر منظمة عسكرية في العالم لم يعد يحصر تعريف الصراع بين روسيا  وأوكرانيا على أوروبا، بل يرى بدلاً من ذلك أنه مؤشر على صراع جيوسياسي عالمي أوسع. ونتيجة لهذا فهو يسعى إلى اكتساب الشرعية لتوسع حلف الناتو على مستوى العالم، حيث يرى أن التوسع هو حاجة داخلية للحلف، في حين أن الحرب هي حاجة خارجية. وبدون الحرب، فإن هذه المنظمة العسكرية ستفقد سبب وجودها، ولذلك يجب أن يكون لدى الناتو هدف واضح، وإذا لم يحدث ذلك، فيجب عليه خلق هدف.

وخلال زيارته، ربط ستولتنبرغ الصين باستمرار بالصراع الروسي الأوكراني. وفي خطاب ألقاه مؤخراً، أكد أن انتصار روسيا من شأنه أن يمكّن دولاً أخرى مثل كوريا الديمقراطية وإيران والصين من استخدام القوة وفقاً لزعمه..

من الواضح أن الأمر لا يقتصر فقط على سعي الناتو للحصول على الأموال، بل هو بمثابة تحضير واضح للرأي العام لتوسيع الصراع الروسي الأوكراني إلى حرب عالمية. ومن المناقشات الدائرة حول تحويل الناتو إلى منظمة ذات طابع سياسي، حيث تنظر الآن إلى روسيا باعتبارها هدفاً رئيسياً، وترى الصين خصماً محتملاً، فمن الواضح أن التعديلات الإستراتيجية لحلف الناتو وأهدافه التوسعية أصبحت أكثر وضوحاً.

إن التعديل الاستراتيجي العالمي لحلف الناتو سيجلب المزيد من المخاطر والشكوك، إذ يتبين من  كلام ستولتنبرغ أن خطى الناتو تتجه نحو آسيا. وهذا التعديل الاستراتيجي من جانب منظمة حلف الناتو قد يؤدي إلى تعزيز تماسكها الداخلي في الأمد القريب، والاستمرار في الحفاظ على مكانتها باعتبارها القوة العسكرية في العالم التي تسيطر عليها الولايات المتحدة والغرب، إلا أن ذلك قد يؤدي على المدى الطويل إلى المزيد من الانقسامات والمواجهات على مستوى العالم، مما يؤثر بشكل عميق على العلاقات الدولية والبيئة الأمنية حول الصين.

وبمجرد أن يبدأ الناتو بالتوسع في آسيا، فلن يؤدي ذلك إلى تفاقم التوترات الجيوسياسية العالمية فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى تصعيد سباقات التسلح والصراعات الإقليمية.

عناية ناصر