ثقافةصحيفة البعث

رشا النقري: أكتب قصيدة النثر لأني أجد نفسي من خلالها

هويدا محمد مصطفى

حين تقرأ حروفها تأخذك إلى عالمها الأنثوي المفعم بالجمال والحياة، فقد استطاعت أن تجعل لحروفها وقعاً خاصاً من خلال تصوير الواقع بنسيج شعري يثير القارئ، ومزجت بين حرفيتها في الإعلام بقصائد ملونة قدّمت من خلالها نفسها.. صدر لها مجموعتان شعريتان “البكاء دفعة واحدة” و”رصاص وقيصر”.. إنها الشاعرة رشا النقري التي التقيناها وكان لنا معها هذا الحوار.

حين تكتبين تثيرين حروفك لتنهض معلنة وجودك، فكيف تقدمين نفسك للقارئ؟.

أقدّم نفسي كما هي بلا مراوغة، حتى أني لا أستطيع أن أخبئ لا حزني، ولا فرحي، وأقدّم الواقع بشكل نصوص شعرية لتكون بصمتي خاصة في عالم الإبداع.

القصيدة رسالة.. ما هي رسالتك التي تودين إيصالها للقارئ من خلال نصوصك الشعرية؟.

رسالتي هي كتابة الواقع كما هو لتكون التجربة الحياتية على الورق تعليلاً لمن يلحق بنا، فالناس متشابهون بطريقة عيشهم، مختلفون بقدرتهم على الكتمان.

تكتبين قصيدة النثر، فهل وجدت نفسك بتلك القصيدة وهل حاولت كتابة التفعيلة أو الشعر العمودي؟.

وجدت نفسي في أي نمط شعري يوصل إحساسي، وأكتب غالباً النثر لأنه الأقصر، ولا يحتاج إلى وقت، أما الأنماط الأخرى فلا أسعى إلى كتابتها إن لم يأخذني الشعور إليها، شعوري هو ما يحدّد نمطي الشعري.

بماذا تحدثينا عن مجموعتيك الشعريتين؟ وهل تعدين العنوان بداية العبور لمضمون الكتاب وللقارئ؟.

“البكاء دفعة واحدة” يضمّ قصة من زمن الحرب وأحداثاً من نسج الخيال ومشاعر واقعية بحتة وهي “ليلى تبحث عن الذئب في الغابة”، كذلك يضمّ الكتاب مقالات منشورة، وكانت حول اليوميات في ظل انتشار وباء “كورونا”، والعنوان يعبّر عن عدم قدرتنا على التحمّل من حرب وكورونا وقصة لكل منا وحده يعرف تفاصيلها، فبكينا دفعة واحدة، أما “رصاص وقيصر” فمقالات منشورة عن اليوميات في ظل قانون قيصر والضغط الاقتصادي أيضاً قصة من زمن الحرب بعنوان “سمر”.

لكونك إعلامية ولديك برنامج ثقافي تستضيفين من خلاله أدباء، ماذا قدم لك الإعلام كشاعرة أولاً؟ وماذا استفدت من تجارب الأدباء؟.

الإعلام أعطاني كشاعرة الجرأة لطرح ما لديّ من خلال اطلاعي على ما يقدمه الأدباء، فتجرأت وقدمت ما لديّ، ومن خلال برنامجي مع الأدباء ومحاورتي لهم تعلمت وعلمت ما أقوم بفعله عندما أكتب، والأهم من كلّ شيء أن الشعر موهبة والموهبة لا يمكن أن تموت حتى لو ابتعدنا عنها، وتعلمت الجرأة والشجاعة من كلمات يشعرون بها، بعضهم أحياناً بالندم لعدم أخذهم الموهبة على محمل الجد، وتعلمت أن أكتب كلّ ما أشعر به بصدق وأبقى أكتب حتى لو شعرت أن الأمر ليس له أهمية لدى الكثيرين، فالكتابة موهبة ورسالة وهبة من الله.

لمن تكتبين؟ وهل القصيدة تكتبك أم أنك تكتبينها؟.

أكتب لمن يشعر كما أشعر أنا، ربما يجد جواباً، وأحياناً في السؤال جواب، والقصيدة هي التي تكتبني، لأنني أجد نفسي باتجاهها فجأة من دون تخطيط أو موعد أقرّر فيه الكتابة.

ما رأيك بالواقع الثقافي في ظل مواقع التواصل الاجتماعي؟.

مواقع التواصل ساهمت في إظهار أدباء من خلال اهتمام الناس بالكلمة، والواقع الثقافي في المواقع بحالة جيدة حتى لو تعرّض للانتقاد فلا يطفو على السطح إلا ذو قيمة.

هل حاولت طرح قضايا المرأة من خلال تجربتك الشعرية؟.

نعم طرحتُ قضايا المرأة من خلال حرفي، حيرتها من واقع لا تستطيع أن تجاريه بعقلية تجد الرجل على حق دائماً، فأكتب كلّ شيء حتى أحياناً أجد نفسي صورة على الورق، لكن أجد في ذلك شيئاً من الأمانة، ففي القراءة أجوبة، عندما نجد مشاعرنا تتشابه مع مشاعر الآخرين، ففي السطور كل شيء الأسئلة والأجوبة إشارات الاستفهام المعلقة.