ثقافةصحيفة البعث

“قوس قزح” العاشر.. تنوع بالعروض ومشاركات جديدة

ملده شويكاني

“عالبال بعدك ياجبل حوران، شرشف قصب ومطرز بنيسان” على وقع تأثير صوت فهد بلان قدّمت فرقة “آمال للمسرح الراقص” لوحة من تراث السويداء، تكاملت مع الخلفية التي عرضت آثار السويداء وحجارتها التاريخية، وملامح من تراثها اللامادي مثل طبق القش ودلة القهوة، وذلك في دار الأوبرا في مهرجان “قوس قزح” للعام العاشر على التوالي بإشراف مؤسسه إدريس مراد، والذي يُعنى بتقديم صورة عن تراث سورية الغني بالحضارات وبتعدد الثقافات، وذلك بمشاركة “الفرقة الفنية الشركسية” و”فرقة آشتيط للتراث الكردي” وفرقة “بارمايا للتراث السرياني والآشوري”، و”فرقة سارتاراباد للتراث الأرمني” للمرة الأولى.

وتميز المهرجان بالموسيقا التسجيلية المرافقة للفرق بدور الآلات المرتبطة مع التراث مثل آلة الددوك الآلة التراثية الشهيرة في الموسيقا الأرمنية، كذلك آلة الداهولي والزرناية، في الموسيقا السريانية أي الطبل والمزمار، بالإضافة إلى تنوع الموسيقا الشرقية فيها.

وأضفت ترجمة الأغنيات العاطفية على الشاشة جمالية للعرض، ولاسيما لفرقتي “آشتي” و”بارمايا”، وترافقت الرقصات والدبكات مع رسومات الخلفية المعبّرة عن التراث الخاص بكل فرقة على مدى جغرافية سورية، وخاصة لوحات الفنان التشكيلي زهير حسيب مع فرقة آشتي الكوردية.

ولابد من وجود تقاطعات بالحركات كرفع الأيدي للأعلى وتشكيل الأرتال والثنائيات الراقصة ضمن الرقصة ككل، والرقص بالمكان، لكن الفرقة الشركسية تتصف بخصوصية سرعة الحركة والمشي بخطوات سريعة على رؤوس الأصابع وتتألق باحترافيتها والزي الخاص، وفي هذا العام ابتعدت بعرضها عن المبارزة بالقتال واستخدام أدوات القتال، وقدمت لوحات عاطفية واستعراضية تدعو إلى الحب والفرح، وهذا ما ميّز المهرجان ككل لهذا العام.

كما ابتعدت الفرقة الأرمنية عن ذكرى الإبادة واللوحات الحزينة، إذ عكست لوحاتها إرادة الشعب الأرمني وتصميمه على الحياة من خلال اللوحات الفرحة التي تميزت بالدمج بين الرقص الأرمني والتعبيري، وخاصة في حركات الأيدي وتشابكها في رتل واحد، وفي ألوان الأزياء الزاهية، ولاسيما لوحة الأثواب الزرقاء ووشاح الرأس الفضي.

أما فرقة “آشتي” التي تحظى بتفاعل كبير من الجمهور، فقدمت رقصات رائعة على تأثير الأغنيات العاطفية مثل “تعالي ياشملة” – اسم الفتاة، كذلك فرقة “بارمايا” “كوني معي ياحبيبتي لنمض معاً”، وأبدعت فرقة “آمال” بالدبكات الشعبية للوحة تراث السويداء وتراث الساحل “يا محلا الفسحة ياعيني على راس البر”.

وانتهى المهرجان بمشاركة جميع الفرق بتحية العلم السوري الذي يجمعها على تأثير صوت الراحلة ميادة بسيليس “شوفي بلدي وكيف الحب بيتصدر للبشرية” مع تصفيق الجمهور.

رقصة الشيشن

وتوقفت “البعث” مع مدرب الفرقة الشركسية ربيع خواج، فتحدث عن الفقرات الأربع التي دُمجت ضمن فقرتين خلال العرض، “حكولش” و”شيشن”، و”شكآس” و”شيشن” أيضاً، و”الشيشن” رقصة بين شاب وفتاة، يستعرض فيها الشاب مهارته وقوته الجسدية مقابل الأنثى التي تظهر رقتها، أما رقصة “حكولش” فتنسب إلى شخص أصيب بساقه ودخل حلبة الرقص ولم يتنمر عليه أحد من المجتمع الشركسي، لذلك تتميز الرقصة بميلان الحركة.

حركة الحصان

أما الرقصة الاستعراضية الأخيرة للصوليست الذي يضع “البزاجة” الشركسية على الرأس فتسمّى “الشبيرف”، وتنسب إلى إحدى الأقليات الشركسية التي تعدّ شبه انقرضت، والحركات مأخوذة من حركة الحصان، ومعظم حركات الرقص الشركسي مستمدة من الطبيعة والبيئة التي كان الشركس يعيشون بها.

رقصة آرتساخ وشوشي

سيفان آزاريكيان مشرفة الفرقة الأرمنية سارتاراباد القادمة من حلب والتابعة لنادي الشبيبة السوري والتي شاركت بلوحات خاصة للفتيات، أعربت عن سعادتها بمشاركة الفرقة للمرة الأولى في المهرجان، مشيرةً إلى أن الفرقة تضم الفتيات والفتيان، لكن مشاركتهم اقتصرت على الفتيات بثلاث لوحات، الأولى “آرتساخ” وتنسب إلى مدينة أرمنية وهي فقط للفتيات، والثانية رقصة “شوشي” مشتركة للفتيات والفتيان لكن قدمتها بعرض اليوم الفتيات فقط على ألحان آراك بوركيان، والرقصة الثالثة خاصة للفتيات تظهر دلالهن “نازباك” باقة الزهور.

أربعون دبكة

بينما تحدثت رامثا شمعون مدربة فرقة “بارمايا للتراث السرياني والآشوري” عن مشاركة الفرقة للمرة التاسعة بالمهرجان الذي يعكس التنوع بالحضارات السورية، ومن المعروف أن السريانية مهد الحضارات، والفرقة تقدم التراث السرياني والآشوري بدبكات متعددة، بالإضافة إلى رقصات الأغنيات العاطفية مثل “يبدا”، و”آراباسو”، و”كوباري” وغيرها التي تحاكي جمال الطبيعة وتتغنى بالمحبوبة، وتعتمد الفرقة السريانية على تنوع الدبكات التي تتجاوز الأربعين، المتداول منها قرابة السبع عشرة دبكة بإحياء الأعراس والحفلات، وتشارك الفرقة على المسرح بالشيخاني، والباكية -أي الفتاة الدلوعة- والدمدمر وغيرها، فنعتمد على الدبكة والتشكيل الملائم، والالتزام بالزي السرياني.