أخبارصحيفة البعث

مكافحة الإرهاب لحماية الأمن العالمي

هناء شروف

إن سيادة القانون تعني التقدم الاجتماعي والسياسي الذي يحققه المجتمع، وهناك إجماع في المجتمع الدولي على ضرورة اتخاذ تدابير مكافحة الإرهاب على أساس سيادة القانون.

وقد حدّد العديد من البلدان طريقه الخاص لمكافحة الإرهاب وفقاً لسيادة القانون وبما يتماشى مع ظروفه الوطنية، إذ تواجه بعض دول العالم تهديداً خطيراً من الإرهاب وخاصة في شكل النزعة الانفصالية والتطرّف الديني والعنف الطائش.

ومن أجل كبح الهجمات الإرهابية المتكرّرة وانتشار الأنشطة الإرهابية وحماية حياة الناس وممتلكاتهم بشكل أفضل، تظل الحكومات ملتزمة ببناء نظام قانوني يساعد مسؤولي الأمن على تخطيط وتنفيذ أعمال مكافحة الإرهاب.

ويشكّل الإرهاب تهديداً خطيراً للسلام والاستقرار، ولتعزيز أعمال مكافحة الإرهاب والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، اشتركت الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصّصة والوكالة الدولية للطاقة الذرية في صياغة سلسلة من الاتفاقيات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، ما يشير إلى الموقف الأساسي للمجتمع الدولي بشأن جعل مكافحة الإرهاب جزءاً من العمل الدولي.

وتتبع بعض الدول معايير الأمم المتحدة وتحسّن قانون مكافحة الإرهاب من خلال التعلم من المبادئ والمفاهيم والممارسات العالمية لمكافحة الإرهاب، والتمسك بالقيم المشتركة للبشرية، ودعم قيام الأمم المتحدة بدور قيادي في الحرب العالمية ضد الإرهاب وتلتزم بدقة بميثاق الأمم المتحدة والقوانين والاتفاقيات الدولية الأخرى المتعلقة بمكافحة الإرهاب.

الصين كانت من أوائل الدول التي تدعو إلى التعاون الإقليمي لمكافحة الإرهاب بشكل أفضل وتعزيز صياغة سلسلة من وثائق مكافحة الإرهاب في إطار اتفاقية شنغهاي لمكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرّف واتفاقية التعاون لمراقبة الحدود لمنظمة شنغهاي للتعاون، كما انضمّت البلاد إلى 12 اتفاقية عالمية لمكافحة الإرهاب ونفّذت قرارات مكافحة الإرهاب التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي من خلال التشريعات وغيرها من الوسائل.

كذلك تلتزم الصين في صياغة قوانين وقواعد مكافحة الإرهاب ليس فقط بالقوانين الوطنية واللوائح الإدارية المتعلقة بمكافحة الإرهاب على المستوى الوطني، ولكن أيضاً بالقوانين واللوائح المحلية، وكذلك قواعد الحكومة المحلية على أساس الاحتياجات المحدّدة لمختلف المناطق.

وفيما يتعلق بتنفيذ القانون والممارسة القضائية، اتخذت الصين تدابير لضمان عدم انتهاك حقوق الإنسان في سياق أعمال مكافحة الإرهاب، واتخذت تدابير ليس لحماية حقوق الضحايا وأسرهم فقط، بل أيضاً المشتبه فيهم والمتهمين وغيرهم من أصحاب المصلحة. وفي إطار جهودها للقضاء على الإرهاب لم تتخذ الصين إجراءاتٍ صارمة ضد الجماعات الإرهابية وأعضائها فحسب، بل نفّذت أيضاً تدابير وفقاً للقانون لمنع انتشار الإرهاب.

وتظل الصين ملتزمة بحماية الأمن الوطني وسلامة وأمن الشعب بشكل أفضل، الأمر الذي عزّزت من أجله الدعاية والتثقيف من أجل القضاء على الأرض الخصبة للإرهاب وزيادة قدرتها على مكافحة الإرهاب. وتواصل البلاد تحسين وتحديث قوانين ولوائح وممارسات مكافحة الإرهاب. إن التشريع الصيني بشأن مكافحة الإرهاب لا يفيد الصين وشعبها فحسب، بل يستفيد منه المجتمع الدولي أيضاً، فقد صاغت الصين قوانينها ولوائحها الخاصة بمكافحة الإرهاب بطريقة تعزّز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية وترغب في العمل مع الدول الأخرى لتعزيز الحرب ضد الإرهاب.