أخبارصحيفة البعث

هل يتراجع بايدن عن العقوبات؟

تقرير إخباري

مما يثير استياء الرئيس جو بايدن أن ما يسمّى أزمة المهاجرين على الحدود مع المكسيك قد تحوّل إلى قضية ساخنة في حملته الانتخابية، حيث يعبر المهاجرون غير الشرعيين الحدود الأمريكية بأعداد قياسية، بلغت وفقاً لدوريات الحدود الأمريكية 2.5 مليون في عام 2023 وحده.

وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن العديد من الناخبين يلومون بايدن ويشعرون أنه يقوم بعمل سيّئ في إدارة تدفّق المهاجرين. وقد استفاد الرئيس السابق دونالد ترامب من الوضع من خلال اللعب على مخاوف واسعة النطاق، ولكن لا أساس لها، من تأثير المهاجرين غير الشرعيين على الاقتصاد والسلامة العامة. وفي ترديد لخطاب أدولف هتلر، أشار إلى موجة الهجرة باعتبارها “غزواً يسمّم دماء بلادنا”. وجدّد تعهّده بـ”بناء الجدار” على طول الحدود، كما تعهّد أيضاً بـ”بإجراء أكبر عملية ترحيل في التاريخ الأمريكي”.

ورداً على ذلك، تحوّل بايدن إلى نهج أكثر صرامة على غرار نهج ترامب، ما يحدّ من قدرة طالبي اللجوء على دخول الولايات المتحدة ويزيد بشكل حاد من عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين. لقد تراجع بايدن عن تعهّده السابق بمعالجة “الأسباب الجذرية” الاقتصادية والاجتماعية للهجرة. ولم تفعل نائبة الرئيس كامالا هاريس، المكلفة تنفيذ هذه السياسة في أمريكا الوسطى، أكثر من مجرد اكتساب سمعة سيئة على المستوى الإقليمي من خلال إخبار المهاجرين بصراحة: “لا تأتوا”.

وفي الواقع، سياسات بايدن هي “السبب الجذري” الذي يدفع إلى الهجرة إلى الولايات المتحدة، فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، أصبح الكوبيون، الذين كانوا يشكّلون في السابق نسبة صغيرة من المهاجرين على الحدود، يشكّلون الآن نسبة كبيرة من السكان المهاجرين بسبب الظروف الاقتصادية والإنسانية الصعبة في بلدهم الأصلي، التي نتجت، إلى حدّ كبير، عن العقوبات الأحادية التي فُرضت في عهد ترامب واستمرّت في عهد بايدن. وقد تبنى ترامب، بناءً على نصيحة السيناتور الأمريكي الكوبي المتشدّد ماركو روبيو وصقر المحافظين الجدد جون بولتون، استراتيجيات “الضغط الأقصى” التي تستهدف كوبا التي وصفها بولتون بأنها جزء من “ترويكا الطغيان” وتم إلغاء خطط الرئيس أوباما للتطبيع مع كوبا وتوسّع الحصار الأمريكي بشكل كبير.

لقد فشلت هذه العقوبات في تحقيق هدفها المتمثل في تغيير النظام، وتسبّبت في معاناة إنسانية هائلة، بما في ذلك عشرات الآلاف من الوفيات التي كان من الممكن تجنّبها، كما أظهرت الدراسات.

ومن الواضح الآن بشكل متزايد أنها أصبحت مكلفة سياسياً لبايدن. لقد دقّ الديمقراطيون في الكونغرس ناقوس الخطر، حيث قادت عضو الكونغرس فيرونيكا إسكوبار في العام الماضي، الرئيس المشارك لحملة بايدن الانتخابية التي تمثل منطقة تكساس المتاخمة للمكسيك، رسالة  تحثّ فيها بايدن على “التصرف بسرعة لرفع العقوبات الاقتصادية الفاشلة والعشوائية التي هي بمنزلة عوامل دفع إضافية للهجرة”. وقد أرسل زعماء ديمقراطيون آخرون، من تينيسي وماساتشوستس، مناشداتٍ مماثلة لبايدن، في حين انتقد الزعماء الإقليميون، بمن فيهم لوبيز أوبرادور من المكسيك، وبترو من كولومبيا، وغيرهم من رؤساء دول أمريكا اللاتينية، العقوبات الأمريكية باعتبارها محرّكاً للهجرة.

ومع تحوّل الهجرة الآن إلى قضية مركزية لا مفرّ منها في حملة الانتخابات الرئاسية، هل يستمع بايدن أخيراً إلى حلفائه الديمقراطيين والمنطقة، ويتراجع عن عقوبات ترامب؟.

عناية ناصر