الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

وفدنا في “أستانا 16”: انتهاكات الاحتلال التركي والأميركي سبب معاناة الشعب السوري

وفد سورية يجري سلسلة لقاءات في “أستانا 16”: انتهاكات الاحتلال التركي والأميركي السبب الأساسي في معاناة الشعب السوري

في إطار الاجتماع الدولي السادس عشر بصيغة أستانا حول سورية المنعقد في العاصمة الكازاخية نور سلطان، التقى وفد الجمهورية العربية السورية، برئاسة الدكتور أيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين، اليوم، كلاً على حدة، الوفد الإيراني برئاسة كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون، والوفد الروسي برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرنتييف.

دمشق وطهران: الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها

وتبادل الجانبان السوري والإيراني الآراء حول الاجتماعات التي عقداها خلال الجولة الحالية من محادثات أستانا، إضافة إلى البنود المدرجة على جدول الأعمال، ومن ضمنها الأوضاع في سورية والعملية السياسية، وكان هناك توافق في الآراء حول معظم القضايا المطروحة.

وأكد الجانبان عزمهما مواصلة العمل معاً والتنسيق المباشر بما يكفل الوصول إلى نتائج تخدم مصلحة الشعب السوري والحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها بعيداً عن أي تدخل خارجي.

سوسان: استمرار التعاطي الإيجابي مع العملية السياسية

كما التقى وفد الجمهورية العربية السورية بيدرسون، وجرى خلال اللقاء استعراض البنود المدرجة على جدول أعمال الاجتماع الحالي، وتطوّرات الأوضاع في سورية.

حيث أكد الدكتور سوسان ضرورة رفع الصوت عالياً إزاء انتهاكات قوات الاحتلالين التركي والأميركي بحق الشعب السوري، سواء ما يتعلق بدعم الإرهابيين والمجموعات المرتبطة بهم، أو سرقة الموارد والثروات الطبيعية ومقدرات الشعب السوري، لأن هذه الانتهاكات بالإضافة إلى الإجراءات القسرية أحادية الجانب هي السبب الأساسي في معاناة الشعب السوري والأوضاع الصعبة التي يعيشها.

كما تمّ التطرق إلى العملية السياسية، حيث أكد سوسان استمرار الحكومة السورية بالتعاطي الإيجابي مع هذه العملية، فيما أشار بيدرسون إلى عزمه مواصلة الجهود للتحضير لعقد الجولة السادسة من اجتماعات لجنة مناقشة الدستور في جنيف.

دمشق وموسكو: تنشيط العمل المشترك في مختلف المجالات

كما التقى وفد الجمهورية العربية السورية لافرنتييف، واستعرضا البنود المدرجة على جدول أعمال الاجتماع الحالي والتطوّرات في سورية، والسياسات الغربية الخاطئة، التي تسعى إلى استمرار الحرب على سورية، مع كل ما ينتج عن ذلك من معاناة للشعب السوري، إضافة إلى نهب ثرواته وموارده الطبيعية من قبل قوات الاحتلال الأميركي.

وأكد الجانبان عزمهما مواصلة العمل المشترك حتى انسحاب القوات الأميركية وغيرها من القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية.

وتطرّق الاجتماع إلى الأوضاع في إدلب وانتهاكات المجموعات الإرهابية الموجودة هناك وجرائمها بحق الأهالي، إضافة إلى الوضع الإنساني في سورية، حيث أكد الجانب السوري أن الإجراءات التي تتخذها قوات الاحتلال التركي ومواصلة دعمها للإرهابيين في تلك المنطقة هي السبب الرئيسي في تمادي الإرهابيين في جرائمهم.

وتمّ التأكيد خلال الاجتماع على عزم الجانبين مواصلة العمل المشترك في مختلف المجالات، وتنشيط العمل في الفترة المقبلة، وخاصة في ظل التطورات التي تشهدها دول المنطقة والعالم.

وفي وقت سابق، عقد الوفدان الروسي والإيراني اجتماعاً بحث خلاله الجانبان تطوّرات الوضع في سورية والمنطقة، وأكدا تطابق مواقفهما إزاء المسائل المدرجة على جدول الاجتماع الحالي.

لافرنتييف: “آلية إيصال المساعدات عبر الحدود” تجاوزت فائدتها

وعلى هامش اجتماعات “أستانا 16″، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية أن بلاده تصر على عدم تمديد ما تسمى “آلية إيصال المساعدات عبر الحدود” في سورية لأن هذه الآلية تجاوزت فائدتها، وقال، في تصريح للصحفيين على هامش الاجتماع السادس عشر بصيغة أستانا حول سورية: نحن بالطبع نصر على طي هذه الآلية وعلى عدم إطالة أمد عملها لأنها تجاوزت فائدتها.

وتابع لافرنتييف: أن القمة الأخيرة للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن في جنيف كانت “بناءة ومشجّعة للغاية، وأهم شيء هو أن الطرفين اتفقا ووجها الخبراء لإجراء مشاورات مفصلة حول القضايا المطروحة الآن على جدول الأعمال والتي تهم قادة البلدين، ومن بينها بالطبع الوضع في سورية”، مضيفاً: نأمل في نهاية المطاف أن يكون ما يسمّى بالغرب الجماعي اتخذ قراراً بمراجعة وتعديل موقفه بشأن سورية لهدف أكثر إنسانية في المسار الاجتماعي الاقتصادي. وأشار إلى أن روسيا ستناقش خلال الاجتماع الحالي بصيغة أستانا مع بيدرسون استمرار عمل لجنة مناقشة الدستور، لافتاً إلى أنه “تمّ خلق كل الظروف لمتابعة عملها”.

فقط للتباكي على معاناة الشعب السوري

وأشار المسؤول الروسي إلى أن الاجتماع الدوري المقبل للجنة مناقشة الدستور قد يعقد في صيف 2021، وأضاف: ” دعونا بيدرسن، للعمل في هذا الاتجاه، وأبدت جميع الوفود، بما في ذلك وفدنا والوفد الإيراني، دعمها لاستمرار هذا العمل واهتمامها به. ومن جانبه أكد لنا أنه سيواصل هذا العمل”.

ونوّه لافرنتييف بأن الغرب لم يقدّم لروسيا حتى الآن أدلة تثبت ضرورة توسيع “آلية المساعدة عبر الحدود إلى سورية”. وأضاف: “تمت مناقشة هذا الموضوع في اجتماع الوفد الروسي مع بيدرسون في مدينة نور سلطان، وأكد “لا نرى دليلاً واضحاً لصالح تمديد هذه الآلية العابرة للحدود. فقط التباكي على معاناة الشعب السوري”، وأشار إلى أنه لا توجد حتى الآن مقترحات محددة حول كيفية تخفيف معاناة الشعب السوري فعلياً من جانب “الغرب الجماعي”.

وأوضح لافرنتييف أن الوفود التي وصلت إلى مدينة نور سلطان، تدرس العديد من القضايا الآنية مع الأخذ بالاعتبار الانتخابات الرئاسية التي جرت في سورية، وأضاف: “بالطبع، يقلقنا كثيراً الوضع المترتب على الأرض، وخاصة في منطقة خفض التصعيد في إدلب”، وشدد على ضرورة بحث مسألة الوضع غير المواتي المترتب في منطقة التنف بجنوب سورية، وأشار إلى أنه لا يزال يوجد عدد كبير نسبيا من الإرهابيين الذين يواصلون زعزعة استقرار الأوضاع، في جنوب وجنوب شرق وجنوب غرب سورية.

مصادر: موقف بيدرسون من لجنة مناقشة الدستور غير بنّاء

ووفق مصادر محادثات أستانا ستبحث تمديد التفويض الأممي لإيصال المساعدات الأممية عبر الحدود، والذي ينتهي في 10 تموز، منوّهة بأن مشروع القرار الجديد الذي تقدمت به إيرلندا والنرويج يدعو لتوسيع التفويض وإعادة فتح معبر اليعربية مع العراق، بينما تطالب واشنطن بفتح معبر ثالث في باب السلامة إلى جانب باب الهوى الذي يعمل حالياً، مشيرة إلى أن مقترح توسيع التفويض يحمل أبعاداً سياسية لأن الاحتلالين الأمريكي والتركي يستخدمان المعابر بقرار أممي أو بدونه، وربما يتم لاحقاً التوصل لصيغة وسطية بتمديد التفويض الحالي لمعبر باب الهوى فقط لمدة ستة أشهر أو سنة من دون توسيع التفويض، وذلك كبادرة حسن نية تجاه واشنطن، وأشارت إلى جمود العملية السياسية على طاولة أستانا، معتبرة موقف بيدرسون غير بنّاء، حيث أنه يتدخل في العملية في حين أن القرار الأممي يتحدث عن تسيير العمل.

وفي وقت سابق، انطلقت في العاصمة الكازاخية أعمال الاجتماع الدولي السادس عشر بصيغة أستانا، ويستمر يومين، بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية، ووفود البلدان الضامنة لمسار أستانا، وهي روسيا وإيران والنظام التركي، حيث يترأس الوفد الروسي لافرنتييف، والوفد الإيراني أصغر خاجي، بينما يترأس وفد النظام التركي نائب وزير الخارجية سيدات أونال. وتشارك بصفة مراقب وفود من لبنان والأردن والعراق على مستوى السفراء ووفد الأمم المتحدة برئاسة بيدرسون.

وإلى جانب النقاط الأساسية التي بحثتها جميع اجتماعات أستانا السابقة، وهي مواصلة مكافحة الإرهاب ومسألة عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم وإنهاء الوجود اللاشرعي للقوات الأجنبية، وبينها القوات الأمريكية والتركية على الأراضي السورية، يتضمن جدول أعمال الاجتماع الحالي أيضاً تطورات الأوضاع في سورية والعملية السياسية والوضع الميداني والمساعدات الإنسانية، إضافة إلى بحث الوضع الاقتصادي والاجتماعي والوضع الصحي المرتبط بانتشار وباء فيروس كورونا، وآفاق استئناف عمل لجنة مناقشة الدستور في جنيف.

يذكر أن الاجتماع السابق الخامس عشر ضمن صيغة أستانا جرى في مدينة سوتشي الروسية على سواحل البحر الأسود يومي السادس عشر والسابع عشر من شباط الماضي، وكان من المقرر عقد الاجتماع الحالي السادس عشر في أيار الماضي، ولكن تم إرجاؤه بسبب طفرة في انتشار وباء فيروس كورونا في كازاخستان.