صحيفة البعثمحليات

رغم المخاطر.. ارتفاع سعر الكمأة يجذب جامعيها و٤ إلى 9 برادات للتصدير يومياً

دمشق – زينب محسن سلوم

على الرغم من جميع المخاطر التي تحيط بالمواطنين الذين يجمعون الكمأة، إلا أنهم يخرجون مدفوعين إلى جني هذا المحصول.
وأكد أحمد، تاجر في سوق الهال، أنه نظراً لارتفاع سعره في الأسواق الداخلية والخارجية فإن عدداً كبيراً من المواطنين يصرّون على العمل بجنيه في محاولة منهم لتغطية احتياجاتهم، مؤكداً أن عمله في جني وتجارة هذا المحصول هو “لقمة مغمسة بالدم”، حيث يأتي في طليعة مخاطر العمل الهجوم المتكرّر للتنظيمات الإرهابية على جامعي الكمأة، والألغام المزروعة من قبل قطعان الإرهاب في مناطق انتشاره، كما أكد أنه مهما حقق من ربح فإنه يسعى للبحث عن عمل آخر أمام تأنيب الضمير الذي يعانيه عند ارتقاء كل شهيد أو جريح يعمل في جني هذا المحصول.

وقال علاء، موظف: إن مختلف المخاطر لن تكون أقسى من حاجة أسرته وأطفاله لسدّ رمقهم، وأنه مضطر للعمل بجمعها نظراً لارتفاع سعرها بعد أن وصل الحدّ الأدنى لسعر الكيلو إلى ١٥٠ ألف ليرة وتجاوز في بعض الأحيان حدود النصف مليون ليرة وذلك تبعاً لحجم الكمأة ونوعها.

بدوره، بيّن طارق خضر، عضو مجلس إدارة غرفة زراعة دمشق وريفها، في حديث لـ “البعث” أن محصول الكمأة هذا العام كان جيداً في مناطق انتشاره ببادية دير الزور وجبل البشري والميادين، ممتداً إلى بادية الشام والقلمون والسفيرة وأثرية وريف حلب عموماً، منوهاً بأن الكمأة محصول يمكن اعتباره “استراتيجياً” نظراً لارتفاع كميته في العامين الماضيين، ويتمتع بريعية عالية جداً كونه لا يحتاج أي عمليات تدخل بشري أو إضافات أو أسمدة في مرحلة ما قبل حصاده، إضافةً الى ارتفاع سعره.
وأضاف: العرض والطلب يتحكم بشكل كبير بهذا المحصول، حيث ارتفع سعره في بداية الموسم بشكل كبير، أما الآن فبدأت أسعاره بالانخفاض الحاد.
ولفت إلى أن الكمأة السورية تعدّ من أفضل أنواع هذا الفطر وأكثرها شهرة، ولها عدة أنواع، وسعرها يختلف حسب النوع، وأغلاها سعراً هو “الزبيدي” ذو اللون الأبيض والحجم الكبير، تليه “الشيخة” ذات اللون الأصفر، ونوعها جيد ومطلوب في دول الخليج، تليه الكمأة “الحمراء والسوداء” ويكثر الطلب عليها في الأردن ولبنان والعراق وصولاً إلى دول أوروبا.
ولفت خضر إلى أن سورية تعتبر المصدر الأول عالمياً للكمأة، وخصوصاً خلال العامين الفائت والحالي، مشيراً إلى أن حجم التصدير الخارجي للمادة يقدّر يومياً بـ ٣ – ٤ برادات، ويصل في بعض الأحيان إلى ٩، وتتركز وجهتها في أغلب الأحيان إلى دول الخليج.
ورداً على سؤال “البعث” عن وجود أي مشاريع لزيادة القيمة المضافة لهذا المنتج عبر تصنيعه غذائياً، أشار خضر إلى أن الكمية التي تذهب للتعليب يومياً من المحصول تقدّر بنحو ٥ – ١٠ أطنان، في معامل الكونسروة، ويتمّ تصديرها أيضاً إلى دول الخليج وأوروبا وكندا على وجه الخصوص.
وتابع خضر: إن غرفة زراعة دمشق وريفها تساهم في تسهيل عمليات التصدير من خلال إصدار شهادات منشأ وشهادات نقل تمكن المصدّر والمزارع من إرسال منتجاتهم إلى مختلف دول العالم.