ثقافة

دراما “البيئة الشامية” لا جديد وتكرار الحكايات مستمر

مرّ الموسم الدرامي الرمضاني 2014 ولم يحمل معه أي جديد بخصوص دراما البيئة الشامية التي تابعت غرقها في اجترار نفس المواضيع والحكايات الفارغة من أي مضمون والتي لا يمكن أن تقدم لمسيرة الدراما أي جديد مهما تكرر انجاز هذا النمط من الأعمال فمكائد النساء وصراع الزعامة ومعه صراع الخير والشر هو العنوان الأبرز لنمط هذه الأعمال حتى أن النهايات أصبحت معروفة ومملة ولم تعد تحمل التشويق الذي كانت تحمله عند انطلاقاتها الأولى منذ عدة سنوات.
في الموسم الحالي ظهرت ثلاثة أعمال تنتمي للفانتازيا الشامية ولعل أشهرها الجزء السادس من مسلسل “باب الحارة” للكاتبين سليمان عبد العزيز وعثمان جحى والمخرج عزام فوق العادة و”طوق البنات” للكاتب احمد حامد والمخرج محمد زهير رجب و”الغربال” للكاتب سيف حامد والمخرج ناجي طعمي. ولعل القاسم المشترك الأكبر بين هذه الأعمال هو غياب الحقيقة والمضمون الواقعي ولعل تحول باب الحارة إلى مقاربات تاريخية لم يسعفه وأخرج بعض شخصياته عن السياق وأصبح تحولها غير مقبول إلا أن العمل بقي على قاعدته الفانتازية والتي كانت السبب بشهرته وأما “طوق البنات” وعلى الرغم من محاولة سرد حكاية اجتماعية من خلاله إلا أنه لم يخرج عن نطاق الفانتازيا ولم يفلح أن يحدث اختراقاً في دراما الفانتازيا الشامية فعانى من عدد من الأخطاء الإخراجية،   أما “الغربال” فعلى الرغم من جمعه بين النجمين عباس النوري وبسام كوسا بعد غياب استمر منذ الجزء الثاني لمسلسل “باب الحارة” إلا أنه لم يقدم أي جديد بل أعاد تقديم نفس الحكايات والقصص وصراع الخير والشر مع اختلاف القوالب والمسميات وبقي صراع الزعامة هو العنوان الأبرز للعمل فيما عاني العمل من مطبات إخراجية.
إذا يمكن القول إن أعمال الفانتازيا الشامية لم تقدم أي جديد على صعيد النص أو الإخراج فبقيت الحكايات نفسها والمواضيع تشابهت رغم اختلاف التفاصيل بين هذا العمل أو ذاك وأصبح جلياً أن هذا النمط الدرامي استنزف إلى آخر رمق وأصبح العمل فيه كالدوران في حلقة مفرغة لا طائل منه وبالتالي فإن الابتعاد عن هذا النمط الدرامي والتخفيف منه إلى أقصى درجة أصبح أمرا هاما لأسباب عديدة يأتي في مقدمتها غياب شغف المحطات بهذا النوع من الأعمال والأهم هو التحول لتقديم دراما التاريخ الشامي وخصوصاً أن تاريخ أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ يحمل الكثير مما يجب تسليط الضوء عليه في الدراما أكثر من حكايات مزيفة وخناجر وشوارب مفتولة فالشام لم تكن كذلك ولن تكون.
خلدون عليا