ثقافة

الأم الشهيدة والمقاتلة والمربية.. في احتفالية التكريم

لأن الأم هي مثال التفاني والعطاء، ودرة الحنان، ونشيد السلام المكتوب على الزمان، ولأنها الجامعية والمربية والأديبة والصحفية والمقاتلة، وفوق كل هذا هي أم الشهيد، ووفاءً وتقديراً لجميع الأمهات الوطنيات المخلصات، كرّم فرع دمشق لاتحاد الكتّاب العرب بالتعاون مع مجموعة “وطن، شرف، إخلاص” عدداً من الأمهات بمناسبة عيد الأم في احتفالية وطنية حملت عنوان “بلدي أمي”، تخلّلها وقفات شعرية تشيد بعطاء الأم، وموسيقى وغناء من وحي عيدها.

احتفالية عرفان

بدأت الاحتفالية بكلمة للشاعر قحطان بيرقدار رئيس تحرير مجلة أسامة الذي أوضح أن “بلدي أمي” هي احتفالية حب وبرّ واعتراف بالفضل والمعروف، وهي احتفالية وطنية تقام وفاءً وتقديراً لسيدة الأمهات سورية التي هي أمنا جميعاً، وكذلك تكريماً لجميع الأمهات الوطنيات، وأشار إلى أن لكل أم من الأمهات المحتفى بهن حكاية صبر وجد وعطاء، ولكل منهن مسيرة مشرّفة تقتدي بها العقول والأرواح، لافتاً إلى أنهن أمهات أنجبتهن سورية فكنّ بحق سوريات بامتياز.

أم الشهيد

وتضمّنت الاحتفالية تكريماً لبعض الأمهات، وحرصت على التنوع في اختيارهن، فكانت الأم الشهيدة والمقاتلة والجامعية والمربية حاضرة في التكريم، ففي البداية كانت أم الشهيد أدال أحمد علي التي تحدثت عن استشهاد ابنها الذي انتسب للكلية الجوية واختار طواعية الذهاب إلى خط المواجهة، ونوهت بأنه كان بطلاً حقيقاً ذا معنويات عالية، لافتة إلى أنها لم تره خلال عامين إلا مرة واحدة، وفي المرة الثانية زُفّ إليها شهيداً، وأكدت فخرها بشهادته وطلبت من الله نصرة الجيش وحمايته.

الأم الضابط

كذلك تمّ تكريم الأم الضابط المقدم هناء نصور والأم المقاتلة رولا علي هرمز، اللتين لم تستطيعا الحضور لأنهما على رأس عملهما، فقدم كلمتهما بالنيابة عنهما  الشاعر أيهم الحوري الذي أشار إلى أن نصور ترى أن كل عواصم العالم يجب أن تغلق أمام العاصمة دمشق، فهي سماء العروبة  الشامخة وأنها تمرّ من روحها، بينما أكد أنه حيثما يكون الجيش تكون هرمز كمناضلة حقيقيّة حالها حال كل الأمهات. كما قدم لنا الحوري بعضاً من شعره، لافتاً من خلاله إلى أنه كلما تحدث عن أمه عاد جاهلاً وأمياً وغير قادر على التعبير.

الأم المقاتلة

أما الأم المقاتلة سحر برجس الأباظة فقد أشارت إلى أن اللسان يعجز عن أي كلمة في هكذا احتفالية تكرم الأم، لافتة إلى أن الشهداء هم رمز للوطن، ولأن سورية أم عزيزة على قلوبنا سوف نقدم أبناءنا كُرمى لها، وأضافت: إنها على الرغم من حزنها على أطفال سورية وشبابها، إلا أنها فخورة بعزيمتهم وصمودهم، وأن الأرض السورية أصبحت أغلى لأنها مروية بدماء أبنائنا، وترى أن هذا التكريم فخر كبير لها.

الأم الجامعية والمربية

كذلك تواجدت الأم الجامعية في الاحتفالية من خلال د. منيرة فاعور التي بدأت حديثها بالقول: نحن موجوعون وسورية موجوعة بنا، نحن نبكيها وهي تبكينا، وأنا فخورة بأني قدّمت صورة طيبة عن وطني أثناء عملي خارج البلاد وتركت انطباعاً جميلاً عن السوريين، وسعادتي كانت كبيرة عندما كنت ألقب بـ”السورية” وأكدت أن السوريين يبدعون في الخارج لأننا نحمل هماً كبيراً بتقديم نموذج حقيقي وإيجابي يليق بأمنا سورية.

من جانبها هنأت الأم المربية ماجدة حاج زينة باسمها وباسم كل المعلمات جميع أمهات الوطن بعيدهن، لأن الأم هي شجرة الوجود ومنها تنبت شجرة الحياة، وهي الفؤاد المليء بالمحبة والحنان وهي المدرسة التي نستقي منها قيمنا.

 

الأم الأديبة والصحفية

وأشارت الأم الأديبة سوسن رضوان في كلمتها إلى أنه على الرغم من أن لكل طائفة عيداً، ولكل مناسبة طقساً، إلا أن عيد الأم وحّد جميع الطوائف والمناسبات، فالأم وطن يوزع الحب، وهو قلب نابض بالحنين المفتوح دائماً للأبناء، وملاذ لمن تاه في مغاور الزمن، وفيها يروي العطاء مواسم الخير في الرحم المقدس، كذلك كان للأم الصحفية حضور من خلال الزميلة الصحفية فاتن دعبول التي رأت أنه لا توجد كلمات تفي الأمهات حقهن، فهن غراس نبتت في الوطن وأثمرت أبناء قدمتهن أمهاتهن بكل رضا قرابين لأجل الوطن، لافتة إلى أن الأم تعلم العطاء من دون مقابل وحب الوطن والتمسك به والتضحية لأجله.

وقفات شعرية وغنائية

وقدّم خلال الاحتفالية الموسيقي أحمد عبد الوهاب بضع أغنيات عن الأم، وزينها التواجد الشعري، من خلال الشعراء أيهم الحوري وغدير إسماعيل وسارة تلمساني وأسمهان الحلواني التي قالت: “لأنه كان خيمتي حين اعتراني التشرد ومظلتي حين باغتني المطر.. كنت أشدّ الطرف منه وأخشى أن أضيع الدرب.. ثوبك أمي”، وتحدث الشاعر جمال المصري فقال: “صدقيني يا شآم صوت أمي لا ينام كلما غنّت مقاماً غطّ في صدري الحمام”، كما ألقى الطفلان منصور وخديجة البراقي  شعراً عن الأم، وقدم الطفل حسين حميدي قصيدة للشاعر محمود حامد.

لوردا فوزي