مجلة البعث الأسبوعية

ماذا يحدث في بيلاروسيا؟ “ثورة النعال”.. الاستخبارات المركزية الأمريكية استنفدت خياراتها اللونية!!

“البعث الأسبوعية” ــ سمر سامي السمارة

تسمى محاولات الولايات المتحدة للإطاحة بحكومة أجنبية من خلال المظاهرات “السلمية”، عاة، على اسم لون ما، وفي بعض الأحيان وردة.. هكذا، كانت هناك “ثورة وردية” في جورجيا، و”حركة خضراء” في إيران، و”ثورة برتقالية” في أوكرانيا. ويبدو أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومجموعات منظمات الدعم استنفدت الآن خياراتها اللونية. وإلا كيف يمكن تفسير أن آخر محاولة لها في بيلاروسيا سميت “ثورة النعال”؟!

 

ما الذي يحدث في بيلاروسيا؟

كما هو السيناريو الذي بات معروفاً، تم إطلاق آخر ثورة مخملية عقب انتخابات رئاسية “مثيرة للجدل!!”. وتم التشكيك بالنتائج حتى قبل بدء الانتخابات. وعندما أعلنت النتائج رددت وسائل الإعلام الغربية أنها جاءت مخالفة للتوقعات، ولابد أنها مزورة. وتم دفع الناس إلى الشوارع للاحتجاج. وإذكاء الفوضى، وهنا، يمكن استخدام بعض القناصة لإطلاق النار على الشرطة والمتظاهرين معاً.

خرجت المعارضة البيلاروسية في حشود ضخمة إلى شوارع مدن عديدة، وأعلنت سفيتلانا تيخانوفسكايا نفسها “زعيمة وطنية” لبيلاروسيا (“مؤهلها” الوحيد لقيادة المعارضة هو أن زوجها في السجن).

شكلت المعارضة لجنة تنسيق، ووضعت برنامجاً – “بسيطاً للغاية” – أسمته “حزمة الإصلاحات من أجل بيلاروسيا”: انتخابات “نزيهة” جديدة، يليها االانسحاب من جميع الاتفاقات المبرمة مع روسيا (بما في ذلك دولة الاتحاد، ومنظمة شنغهاي للتعاون، وما إلى ذلك)، والانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وطرد جميع الوحدات العسكرية الروسية، وحظر المنظمات الروسية في بيلاروسيا، كما ستحظر القنوات التلفزيونية الروسية. يجب إغلاق الحدود مع روسيا. وبعد ذلك، يجب إنشاء “كنيسة أرثوذكسية بيلاروسية” جديدة ومستقلة. وأخيراً، “إصلاح” الاقتصاد البيلاروسي ـ أي أن كل ما يمكن بيعه سوف يباع، فالبلاد سوف تُحدَّ من التصنيع (مثل أوكرانيا أو دول البلطيق).

 

المعارضة في الشارع

في بداية الحملة الانتخابية، بدأ بعض المتظاهرين المناهضين للرئيس لوكاشينكو بالتلويح بالنعال، رداً على دعوة يوتيوب الشهيرة والمرشح الرئاسي سيارهي تسيخانوسكي لسحق الرئيس البيلاروسي “مثل صرصور”. لم يكن لدى المتظاهرون – الذين كانت الشرطة قد عرّفتهم في وقت سابق على أنهم “أطفال المدينة الأغنياء، أبناء الأغنياء الذين ضاقوا ذرعاً بالحياة الرغيدة”، وأبناء الطبقة الوسطى الذين يعملون في صناعة تكنولوجيا المعلومات المزدهرة في البلاد – القدرة على مهاجمة قوة شرطة مسلحة بشكل جيد ومتحمسة. وبينما تظاهر البعض بسلام، تم تجنيد عدد من العناصر الإجرامية التي هاجمت قوات الأمن بمهارة وعنف كبيرين. تم إعدام رجل شرطة.. أطلقت النار على البعض، والبعض الآخر تلقى ضربات السكاكين ومضارب البيسبول وقنابل المولوتوف والقنابل اليدوية البولندية، والألعاب النارية.

قام بضع مئات من العمال في شركة MTZ بالخروج، ولكن MTZ لديها 17000 موظف، والـ 16500 الذين لم يخرجوا يعرفون جيداً لماذا لاتزال لديهم وظائفهم. فإن سقط الرئيس لوكاشينكو من المرجح جداً أن يتم بيع شركتهم المملوكة للدولة مقابل بنسات، ما يعني أن معظمهم سيكون خارج العمل. خلال السنوات الثلاثين الماضية، كانوا يرون ذلك يحدث في جميع أنحاء بيلاروسيا، وليست لديهم الرغبة بتجربة ذلك بأنفسهم.

أمكن للوكاشينكو اتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء أعمال الشغب. وهذا ما فعله! حيث واصل السماح بالمظاهرات، ولكن عندما كان المتظاهرون متوجهين لاقتحام القصر الرئاسي رأوا رداً مسرحياً، ولكنه قوي: لوكاشينكو ارتدى بزته العسكرية بكامل معدات القتال، وطار في طائرته العمودية فوق مينسك، ثم هبط في مبنى الرئاسة. ثم سار إلى رجال الشرطة، وشكرهم بحرارة، فردت قوة الشرطة كاملة بالتصفيق له. بالنسبة لمعظمنا، قد يبدو هذا السلوك غريباً نوعاً ما، إن لم يكن سخيفاً ومستهجناً، ولكن في سياق الأزمة البيلاروسية، التي هي أزمة بروباغاندا في المقام الأول، فإن من المنطقي تماماً أن يكون ذلك منطقياً.

تم القبض على زعيم MTZ، سيرجى ديليفسكي، عضو مجلس التنسيق، بينما كان يحرض لشن المزيد من الضربات، وتم استدعاء أعضاء آخرين في المجلس لاستجوابهم في قضية جنائية. وفي الوقت نفسه، طارت مرشحة المعارضة التعيسة، سفياتلانا تسيخانوسكايا، التي ادعت زوراً أنها فازت في الانتخابات، إلى ليتوانيا.

في الوقت الحاضر، تقول آخر الأخبار أن الكي جي بي البيلاروسية منعت اغتيال تسيخانوفسكايا، وقد يكون هذا صحيحاً، نظراً لأن تيخانوفسكايا البريئة من شأنها أن تقدم “حملاً تضحياً” مثالياً ـ وسياسية مخيفة، إذا تم انتخابها على الإطلاق.

 

علاقة صعبة

كانت استجابة الرئيس البيلاروسي لوباء “كوفيد-19” سيئة مثل ردة فعل ترامب. كما أن دخل الدولة من تكرير وبيع المنتجات النفطية الروسية المدعومة آخذ في الانخفاض.

حافظ لوكاشينكو على التوازن مع روسيا المجاورة لفترة طويلة، لكن ليس كثيراً. ونادراً ما يضع عقبات في طريق السياسة الروسية، لكنه قاوم أيضاً ضغوط الكرملين لتشكيل دولة موحدة كان جرى الاتفاق عليها في عام 1999.

 

تشمل المعاهدة التى وقعت فى عام 1999، أيضاً، الدفاع المشترك والتكامل الاقتصادي بالاضافة الى برلمان اتحادي ومؤسسات أخرى. وهي تهدف أساساً إلى دمج بيلاروسيا – وغيرها من الدول السابقة في الاتحاد السوفييتي – مع روسيا. ولكن في حالة الاتحاد بحد ذاتها، فإن الدور الشخصي الذي كان يلعبه لوكاشينكو سوف يتلاشى إلى حد كبير. لقد كان يجرجر قدميه في كل مرة تحاول فيها روسيا تحريك القضية إلى الأمام.

قدمت روسيا الدعم لأسعار الغاز الطبيعي والنفط الخام اللذين تزود بهما بيلاروسيا. ويستخدم النفط جزئياً فقط داخل البلد نفسه. حيث تقوم بيلاروسيا بتصنيعه وببع منتجاته بالعملات الصعبة في الأسواق الغربية. وكان النفط المدعوم حتى وقت قريب “إيجار الاندماج” الذي تدفعه روسيا لإبقاء بيلاروسيا داخله.

وفي نهاية عام 2019، التقى لوكاشينكو وبوتين في قمة في سوتشي. وأصر الرئيس الروسي مرة أخرى على إحراز المزيد من التقدم فى تشكيل دولة الاتحاد، بينما واصل لوكاشينكو سحب قدميه. ونتيجة لذلك، خفضت روسيا “إيجار الاندماج” من خلال المطالبة برفع أسعار نفطها.

غيّر لوكاشينكو تكتيكاته. وتودد علناً إلى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، وأصر فجأة على سيادة بيلاروسيا. حتى أنه اشترى النفط الصخري الأمريكي.

لذلك، وعندما فشلا مرة أخرى، في كانون الأول الماضي، في الاتفاق على سعر جديد للنفط، خفضت روسيا إمداداتها مؤقتاً، فتعهد لوكاشينكو بتنويع موردي النفط إلى بيلاروسيا، واشترى شحنات من أذربيجان والنرويج والسعودية، خلال الأشهر الخمسة الماضية، مستفيداً من الصدمة التي تسبب بها فيروس كورونا في أسعار النفط.

 

الاقتراب من الغرب

نجحت الألعاب البهلوانية التي قام بها لوكاشينكو في شراء النفط من أماكن أخرى إلى حد ما. وفي أيار، وافقت روسيا مرة أخرى على تسليم النفط إلى بيلاروسيا، ولكن بكميات لم تتجاوز نصف إمدادات السنوات السابقة.

زار بومبيو مينسك في أوائل شباط، وعرض عندها، ولأول مرة، بيع النفط الأمريكي بـ “سعر تنافسي”. كانت تلك أول زيارة يقوم بها كبير الدبلوماسية الأمريكية إلى بيلاروسيا منذ تولى لوكاشينكو السلطة. بعد ذلك، في نيسان، أعاد البلدان العلاقات الدبلوماسية رسمياً، وافتتحت الولايات المتحدة سفارة ضخمة في مينسك، وتم تعيين جولي فيشر، المسؤولة الكبيرة في وزارة الخارجية لشؤون أوروبا، سفيرة في بيلاروسيا، وهو منصب ظل شاغراً لأكثر من عقد من الزمان.

كان الغرب لسنوات يطلق على لوكاشينكو أسوأ أنواع النعوت والصفات.. فجأة بات يحظى بـ “كل الابتسامات”.

غير أن الاقتراب من “الغرب” له ثمنه أيضاً. لقد موّلت المؤسسة الوطنية الأمريكية للديمقراطية، في العام الماضي، ما لا يقل عن 34 مشروعاً ومنظمة في بيلاروسيا، ولكن الأمر كان يزداد سوءاً، فالولايات المتحدة أرسلت إلى بيلاروسيا جيفري جيواك، أحد أكثر مسؤوليها خطورة، والمسؤول الاستخباراتي في وزارة الخارجية، والذي يتأبط سلسلة طويلة من المهام المزعزعة للاستقرار.

وأخذن تحركات السفير الأمريكي في مينسك تشي بأن مؤامرة لتغيير النظام ليست بعيدة أبداً، فالاهتمام المفاجئ الذي تلقاه بيلاروسيا من منظمات المجتمع المدني والمنظمات المنحازة للولايات المتحدة دليل أكيد على أن شيئاً ما كان يجري الإعداد له في الخفاء.

سارع الغرب لاتخاذ موقف موحد ومشترك تجاه الأزمة. لم يعترف بنتيجة الانتخابات، وألقى بثقله الكامل وراء ما يسمى بـ “المعارضة”. اتصل الزعماء الغربيون ببوتين – على ما يبدو – لمطالبة روسيا بعدم التدخل في بيلاروسيا. وبدا واضحاً تماماً أن حكام الإمبراطورية المريكية قد كرهوا لوكاشينكو وهم أحبوه فقط لإعطاء مظهر من الخير سريع الزوال. وهاهم يتحدثون الآن بالفعل عن إعادة فرض العقوبات على بيلاروسيا، وعلى لوكاشينكو شخصياً.

 

 

العلاقة مع روسيا

ولكن إلقاء اللوم على الولايات المتحدة، والاندماج مع روسيا ولوكاشينكو لا يروي القصة كاملة. والحقيقة هي أن بيلاروسيا دولة لا تستطيع ببساطة البقاء بمفردها، كما أنها لا تستطيع أن تأمل في البقاء إلى الأبد متكئة على روسيا. وفي حين أن من المهم والمثير للاهتمام دراسة جذور القومية الأوكرانية، فإن مثل هذه الممارسة لا طائل من ورائها في حالة بيلاروسيا، لأن القومية البيلاروسية هي حقاً شيء تاريخي، ولا أساس لها خارج العقائد الأيديولوجية الغربية.

بيلاروسيا لا تتمتع بأهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة لروسيا، ولكنها حيوية للغاية بالنسبة للأمن الروسي. وهذه النقطة بحاجة إلى مزيد من التوضيح. ولا تقع بيلاروسيا في موقع حيوي استراتيجياً فحسب، بل إن القوات المسلحة البيلاروسية مجهزة ومدربة تدريباً جيداً، لا يقارن مع القوات الأوكرانية، وهي تمثل رصيداً عسكرياً رئيسياً للكرملين. كما تنتشر القوات الروسية في بيلاروسيا. وأخيراً، فإن الاتصالات بين الجيشين البيلاروسي والروسي ودية وعميقة جداً، واستيلاء حلف شمال الأطلنطي على بيلاروسيا سوف يشكل حقاً مشكلة كبرى بالنسبة لروسيا.

 

مثلث لوبلين البولندي

أخيراً، يبدو أن المعارضة البيلاروسية تتحدث الآن عن سجل فشلها الأولي الواضح. ولكن ذلك لا يعني أن محاولات إشعال ثورة ملونة قد انتهت، وأن الولايات المتحدة وبولندا سوف تحزمان أمتعتهما وتغادران، فمؤامرة الإطاحة بلوكاشينكو مستمرة، ويمكن أن تنجح مرة ثانية. وسوف تعمل الولايات المتحدة وأوكرانيا وبولندا كل ما في وسعهما لتحويل بيلاروسيا نسبياً إلى نوع من أوكرانيا ثانية.

وكما هو متوقع, فالبولنديون يفكرون بوضوح باستعادة ما يسمونه “الكومنولث البولندي”، بمعنى أنهم يحلمون بتفتيت روسيا مع شركائهم.

لقد أعطيت طموحات بولندا لاستعادة مكانتها كقوة أوروبية عظمى زخماً جديداً بعد إنشاء ما يسمى “مثلث لوبلين” الذي يضم كلاً من بولندا وليتوانيا وأوكرانيا، والذي يهدف إلى إحياء الكومنولث البولندي باعتباره قلب مبادرة البحار الثلاثة التي تقودها وارسو. وهذه المبادرة في وضع جيد لإزالة العديد من العقبات التي تواجه روسيا في أوروبا الشرقية، ولا سيما فيما يتعلق بالشراكة الاستراتيجية مع حليفتها البيلاروسية المتقلبة.

لقد مضت بولندا إلى أقصى حد، وقدمت نفسها، في السنوات الأخيرة، على أنها شريك موثوق مدعوم من الولايات المتحدة، في وقت تسعى بيلاروسيا إلى إيجاد وسيلة لـ “تحقيق التوازن” مع روسيا. وقد فعلت ذلك أساساً من خلال “مبادرة البحار الثلاثة، والتي تتمثل رؤيتها في إنشاء قطب قوة أوروبي جديد يتمحور حول بولندا. وليس من المصادفة أن بيلاروسيا دخلت في مناقشات مع بولندا بشأن “المبادرات الإقليمية”، وأن ترامب تعهد بنشر ألف جندي إضافي في بولندا.

وإذا قبلنا فكرة أن “مثلث لوبلين” يهدف إلى إحياء منطقة النفوذ البولندية على أراضي كومنولثها السابق، ومن ثم بسط نفوذها على كامل المجال الأوسط والشرقي لأوروبا، في توافق تام مع الأهداف الجيوستراتيجية للولايات المتحدة فيما يتعلق بروسيا، فلابد أن يتبع ذلك أن بيلاروسيا يمكن أن تكون الحالة المدرسية المثالية لاستمرارية مثل هذه المشاريع. يريد التحالف البولندي الأمريكي “التغول” في الجمهورية السوفيتية السابقة، وتشجيعها على الدخول فيما يسمى “اتفاقية الشراكة الشاملة والمعززة (سيبا)”، مع الاتحاد الأوروبي، تماماً مثل تلك التي وقعتها أرمينيا، وهي دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوراسي، قبل بضع سنوات، مع العلم أن ذلك من المحتمل أن يدفع روسيا إلى فرض قيود طارئة لحماية اقتصادها، وبالتالي خلق نقطة دعم أخرى يمكن استغلالها في وقت لاحق.

 

خاتمة

إنها المعركة من أجل بيلاروسيا التي برزت مؤخراً كواجهة جديدة للحرب الباردة الجديدة بين روسيا والغرب. ولكن إذا لم يكن تأمين بيلاروسيا من الناحية العسكرية مشكلة للجيش الروسي، فهو من الناحية السياسية سيشكل أزمة كبرى، لأن الغرب سيقفز ليس فقط لفرض المزيد من العقوبات – وهذه لم تعد مشكلة في الواقع – ولكن أيضاً لخلق حرب باردة جديدة “يغرق” فيها الأوروبيون تحت سيل من الشعارات الهستيرية من نوع أن “الروس قادمون!”.

وفي الوقت الحاضر، يبدو أن الغرب يخشى التدخل الروسي جدياً، وهو يتصور بسذاجة أن روسيا يمكن أن تقدم على ذلك بسهولة، وحينها لن يستطيع أحد، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي أن يفعل شيئاً حيال ذلك. وقد يكون ترامب شخصياً غير معني كثيراً بالأمر، لكن وزير خارجيته النرجسي ربما يشعر أنه قادر على تحويل بيلاروسيا إلى أوكرانيا أخرى تغبث بها الولايات المتحدة.

إن مستقبل بيلاروسيا على المدى الطويل هو على عاتق روسيا، واقتصادات البلدين متكاملة بالفعل إلى درجة كبيرة. والشعبان يتحدثان اللغة نفسها، ولديهما تاريخ مشترك والدين نفسه، وروسيا لديها مصلحة قوية في إبقاء بيلاروسيا في مجالها، ومن الصعب التكهن بردة فعلها إن استمرت “الثورة الملونة” التي تقودها الولايات المتحدة.