أخبارصحيفة البعث

المرتكزات العنصرية للكيان الصهيوني

 

يقول “يَهْوَه ملك بني “إسرائيل” لأتباعه في سفر الخروج: “أيُّ أرض تصلها بطون أقدامكم هي لكم”، وكذلك قال: “إذا رأيتم من زَلَّت قدمه في النهر من غير اليهود أجهزوا عليه ولا تنقذوه”. وخاطب أرئيل شارون وزير الحرب ورئيس الحكومة السابق للكيان الصهيوني جنوده:” أينما يضع الجندي الإسرائيلي قدمه فهو لنا”. وقد أقدمت عصابات الهاغانا وشتيرين والآرغون، وهي من شتات يهود العالم المهاجرين من فلسطين على الاستيلاء على ممتلكات مليون نسمة من العرب الفلسطينيين الذين طُردوا من ديارهم وأراضيهم قسرا بمؤامرة وتواطؤ من أمريكا والدول الغربية وسط هزيمة مُنيت بها سبعة جيوش عربية دخلت الحرب لـ “نصرة عرب فلسطين”، وهذه الجيوش السبع كانت تحت أمرة الأمير عبد الله الذي أوكل هذه القيادة بدوره للضابط البريطاني غلوب باشا. وقد وقف بن غوريون أول رئيس وزراء لهذا العدو مخاطبا تلك العصابات التي تشكَّل منها فيما بعد ما يُسمى جيش الكيان الإسرائيلي، حيث قال: “أهنئكم على قيام دولتكم لكن أحب أن أقول لكم إن انتصاركم لم يكن من قوتكم إنما جاء من ضعف عدوكم”. وفي قول آخر لأحد قادة الصهاينة في هذه المناسبة: “إننا لم نَهزم العرب في جميع حروبنا، إنما هزمنا جيوشهم التي انسحبت من الحرب بقرار”.

سأستحضر أرقاماً وتواريخ وأسماء ومستندات كلها أسهمت في نكبة فلسطين، فهناك مرتكزات بنى عليها الكيان الصهيوني دولته:

أولا: المؤتمرات الصهيونية التي بدأت عام 1897 في سويسرا برئاسة زعيم الحركة الصهيونية العالمية تيودور هرتزل، حين قال في افتتاح أول مؤتمر حضره 300 من حكماء بني صهيون: “لقد بدأنا بوضع اللبنة الأولى في بناء الدولة اليهودية”. وقد اختتم المؤتمر قائلا: أُبشركم لقد بنينا هذه الدولة، وَسَترى النور بع 50 عاما”. وقد كان له ذلك، وفي يومياته قال: “إذا قدر لنا وأخذنا القدس فسأمحو وأزيل كل أثر لا يمت لليهودية بصلة”.

ثانيا: في العام 1907، جمع رئيس وزراء بريطانيا كامبل هنري بنرمان وزراء خارجية دول أوروبا الاستعمارية وقال لهم: “علينا أن نمنع الوحدة العربية بين المشرق العربي والمغرب العربي بزرع جسم غريب في قلب الأمة العربية”، وكان ذلك تمهيدا لوعد بلفور الذي جاء بعد عشر سنوات من عام 1917.

ثالثا: معاهدة سايكس بيكو بين وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا بعد مؤتمر سان ريمون 16/5/1916.

رابعا: وعد بلفور الصادر 1917.

خامسا: صك الانتداب البريطاني الذي أقرته عصبة الأمم على فلسطين بتاريخ 24/7/1922 والذي مهد لتنفيذ وعد بلفور بقدوم المهاجرين اليهود إلى فلسطين.

سادسا: قرار التقسيم بتاريخ 29/11/1947 الذي قسَّم فلسطين إلى دولة عربية وأخرى يهودية.

سابعا:- اغتصاب كامل فلسطين بتاريخ 15/5/1948.

عرف الصهيوني المتطرف دافيد ترشيش في كتابه “دليل فلسطين السياحي” حدود الكيان الصهيوني: “لا يعتبر المسافر خارج البلاد إلا إذا اجتاز حلب في الشمال والأسكندرية في الجنوب”. وأضاف: إن أرض إسرائيل ليست فسطين إنما تمتد ايضا إلى المدينة المنورة وكذلك أرض السبي والأسر، وكان يعني بذلك إشارة إلى العراق”.

وتحدث ماكس نوردار في المؤتمر الصهيوني المنعقد في لاهاي بتاريخ 14/7/1917، أي قبل اعلان وعد بلفور بحوالي أربعة أشهر قائلا: “إن هذه الحدود سوف تكون امتدادا للحدود الحضارية الأوروبية حتى تصل إلى نهر الأردن”.

وأخيرا، جاءت غولدا مائير رئيسة وزراء العدو الصهيوني لتقول في نشوة النصر عام 1967: “لن تعين لنا حدود ولم يعينها أحد. نحن الذين نعينها”.

مجلة كيفونيم العنصرية الصهيونية عام 1982، وعقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، نشرت مقالا على درجة من الخطورة، يستحق الالتفات إليه، تضمن خطة مدروسة لتقسيم الوطن العربي وتدميره ، وإشعال الفتن المذهبية والحروب الطائفية فيه، تمهيدا لاحتلاله، فهل كنا حينها نقرأ، لنعلم ما يخفيه لنا هذا العدو.. وقد تحقق له ما أراد.

وفي مذكراته التي احتوت 5 مجلدات، يقول هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا و في المجلد الثالث: “سياستنا تقوم على إشعال الفتن بين الدول العربية”، في حين جاء ديك تشيني وزير الدفاع الأمريكي الأسبق متوافقا مع نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني على خطة مضمونها تدمير الجيوش العربية الثلاث: مصر- سورية – والعراق.

إن الكيان الصهيوني إلى زوال.. عاداته وتقاليده لا تأتلف مع عاداتنا وتقاليدنا، فهو جسيم غريب في جسم سليم، ولابد أن يزول، وحتمية التاريخ تقضي بزواله.

المستشار رشيد موعد