ثقافةصحيفة البعث

ملتقى أوغاريت الثاني للتشكيليات السوريات

مجموعة من الفنانات التشكيليات السوريات لكل منهن بصمة مختلفة في المشهد التشكيلي جمعهن ملتقى “أوغاريت” فقدمن اللوحة والمنحوتة في جو من التشاركية والتفاعلية وكذلك الخصوصية، وبعد أن كانت الانطلاقة الأولى لـ”أوغاريت” في اللاذقية اختتم فعالياته مؤخراً في قلعة دمشق، معبراً بنسخته الثانية مرة جديدة عن مكنونات وقدرات الفنانة السورية.

بصمة خاصة

وقد أوضحت الفنانة المشاركة لينا ديب عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الفنانين التشكيليين أن أقامة ملتقى أوغاريت الثاني في قلعة دمشق التي تملك إرثا تاريخيا هاما له قيمة مضافة كبيرة إلى مشروعنا الذي يهدف إلى تنشيط دور المرأة السورية بعد انتهاء الأزمة، وتعزيز دورها في بناء المجتمع وإبراز دور الفنانة السورية -بشكل خاص- وقيمة عطائها وإنتاجها، لأنها عادة ما تكون ضمن ملتقيات مشتركة لا تبرز فرادتها، مشيرة إلى أن الملتقى نقل الفن إلى أرض الواقع لكي لا يبقى نخبويا من خلال التشارك مع عدد من الجمعيات الأهلية التي تقدم الفن، وفيما يخص العمل الذي قدمته ديب تلفت إلى أنها تأثرت بالمكان فاختارت البيوت الدمشقية بجميع تفاصيلها وزخارفها عبر حوار بصري حركي بين المفردات لمنحها قيمة إبداعية تشكيلية فلا تكون مجرد طرح تسجيلي وتاريخي ضمن شكل فني معاصر جذاب.

كما أكدت الفنانة غادة حداد أنه من الجميل أن تحتضن دمشق ملتقى أوغاريت الثاني الذي يجمع فنانات سوريات يحملن أفكارا واحدة، ولكن كل واحدة منا تريد أن تقدم شيئاً مختلفاً فالجميل انه ملتقى متنوع، لا ينادي بالفصل في الفن بين الرجل أو المرأة على الرغم من كونه مقتصراً على الفنانات، ولكن أردنا أن نعطي خصوصية وبصمة للمرأة السورية ولما تريد أن تقدمه بعد الحرب، وبما أننا كفنانات منبرنا هو الفن أردنا أن نكون حاضرات من خلاله، مشيرة إلى أن أعمالها تركز على الأنثى بشكل خاص فقدمتها في هذا الملتقى في حالة من الانتظار لأنها كباقي الناس تنتظر الآن مرحلة بعد الحرب.

نواة صغيرة

ولفتت النحاتة والمدرّسة في معهد الفنون التطبيقية يسرى محمد إلى أن فكرة الملتقى جماعية انطلقت من اللاذقية لمجموعة فنانات من مختلف المحافظات السورية، وبالرغم من الصعوبات استطعنا تنفيذ الملتقى لنؤكد بأن الفنانة السورية حاضرة وقادرة على الإبداع والخلق، ورأت أن أقامة الملتقى في قلعة دمشق العريقة يمنح طلاب المعهد   الفرصة للرؤية والمشاركة في تنفيذ أعمال نحتية بأحجام كبيرة، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي وتفريغ الطاقات لأطفال وسيدات الجمعيات المشاركة، لافتة إلى أن الملتقى ضم منذ انطلاقته 8 فنانات تشكيليات يشاركن فيه على الدوام، بالإضافة إلى فنانتين تتغير أسماءهن في كل ملتقى ويمكن اعتبارهن ضيوف الملتقى ونحاول أن يتم اختيار أسماء جديدة لمنح الفرصة للجميع، مشيرة إلى أن الملتقى سيقام في مختلف المحافظات السورية وفي بعض البلدان العربية، ووجدت النحاتة أمل زيات بأن الفنانة السورية كانت موجودة كحالات فردية ولكن لم يكن هناك ملتقى خاص بها وملتقى “أوغاريت” نواة صغيرة نتمنى أن تكبر بوعي من أجل خلق مساحة ودور للمرأة السورية في الفن التشكيلي، فعلى الرغم من استمرار المعارض في ظل الأزمة إلا أنه لم يكن هناك دور فعلي وتربوي ومؤثر للفن على أرض الواقع، لذلك أردنا إيصال تفاعلنا وصوتنا، مؤكدة أن الهدف الأساسي  ليس فقط تقديم فن بل أن نعمل مع الأطفال والسيدات من الجمعيات المشاركة ونقدم لهم الأمل بأنهم قادرون على الإنجاز وتشكيل ثقافة بصرية لديهم، وكذلك تقديم إضافة عملية لطلاب معهد الفنون ومزج الخبرات المختلفة.

 

فضاء خاص

ورأت النحاتة ربا كنج أن الملتقى يمثل فضاء خاصا بالفنانة السورية ولكي نشجعها على العودة إلى العمل وأن نقول أننا قادرات على العطاء وهذا لا يعني الفصل بين المرأة والرجل، لأن الفن إنساني معتبرة أن الملتقى يوفر جوا من التفاعل وتبادل الخبرات والاستفادة من الأفكار وطريقة التعاطي مع الأدوات والمنافسة لتقديم الأجمل، مبينة أنها تعمل دائماً على العلاقة بين الأنثى والطائر ففيها حلم وانطلاق ولذلك قدمت عملا فيه نوع من التهشيم عن وجه أنثى تخرج منه الطيور، بينما لفتت النحاتة علا هلال إلى أن الملتقى يقدم للفنانة السورية فرصة الخروج من المرسم وإيصال فكرتها ورسالتها، وهو تجربة جميلة وقيمة وحوار مفتوح مع الجميع، مبينة أنها عادة ما تقدم عملا مرتبطا بالمكان الذي تعمل فيه، لذلك قدمت البوابة الدمشقية إذ تشبه المرأة بانحناءة جسدها وحركتها بكل ما فيها من قوة وشموخ ورشاقة، كما أبدت النحاتة نرجس عبد اللطيف سعادتها لمشاركتها في أول ملتقى على الخشب الذي سيكسبها الخبرة والجرأة وحمل عملها رسالة بأن المرأة قادرة على تحمل المسؤولية والصعاب والعطاء من خلال عمل تحويري بطريقة بسيطة وقريبة من الجميع.

لوردا فوزي