اقتصاد

هذا ما تحاوله “تنمية وترويج الصادرات” دراسة للربط بين المتغيرات الاقتصادية الكلية الأساسية والحدّ من الآثار السلبية للصدمات

تحاول هيئة تنمية وترويج الصادرات السورية تشخيص واقع الاقتصاد السوري، والصدمات التي يتعرّض لها، وما تفرضه هذه الصدمات على متخذي القرار من ضرورة الربط بين المتغيرات الاقتصادية الكلية الأساسية عند صياغة السياسة الاقتصادية، وذلك بهدف تعظيم المنفعة القومية، ووضع البدائل للحدّ من الآثار السلبية الناتجة عن تلك الصدمات، حيث تنشأ أهمية وجود نماذج قياسية للتنبّؤ بسلوك المتغيرات الاقتصادية الكلية، ما دفع الهيئة بالتالي إلى إعداد دراسة في مجال النموذج الكلي للاقتصاد السوري، عرضت الإطار المنهجي لأنموذج اقتصادي كلي مبني بشكل أساسي على أنموذج التوازن العام البسيط، وأنموذج توازن سوقي السلع والمال، بسبب استخدام هذه النماذج في إجراء التحاليل الاقتصادية القصيرة والمتوسطة المدى.
واستعرضت الدراسة الأسس النظرية الخاصة بأنموذج التوازن العام البسيط وأنموذج توازن سوقي السلع والمال، حيث تضمّنت الأولى التدفقات الحقيقية والاسمية والأسعار وشروط التوازن ومعدلات الحسابات القومية المبنية على متغيرات داخلية (يتم حسابها من خلال المعادلات الخاصة بالأنموذج) ومتغيرات خارجية (يتم تحديدها من خارج الأنموذج)، وتضمّنت الأخرى المعادلات الأساسية الخاصة بنموذجي سوق السلع والمال المكونة من الطلب على السلع والنقود وميزان المدفوعات وصافي الصادرات والعلاقات الخاصة بسعر الصرف وسعر الفائدة والدخل وعرض النقود والتضخم.
واستعرضت الدراسة منهجية تحليل الأرقام القياسية، وإجراء مجموعة من التحاليل الطويلة المدى الخاصة بالعرض الكلي والطلب الكلي، مبيّنة أن هناك علاقة طردية معنوية بين العرض الكلي والإنتاج المحلي الإجمالي في العام السابق والزمن، أما بالأسعار الجارية فهناك علاقة طردية معنوية بين العرض الكلي وكل المتغيرات المختارة، كما أظهرت تأثر الطلب الكلي بالمتاح من السلع والخدمات في العام السابق والدخل الكلي والرقم القياسي العام للأسعار والزمن كتعبير عن متغيرات أخرى في الأسعار الثابتة، وأن هناك علاقة طردية معنوية بين الطلب الكلي والدخل الكلي، أما في الأسعار الجارية فهناك علاقة طردية معنوية بين الطلب الكلي والرقم القياسي لسعر المستهلك والدخل الكلي، وعلاقة عكسية معنوية مع متغير الزمن، ومن ناحية أخرى يتأثر الطلب الكلي بالمتاح من السلع والخدمات في العام السابق وسعر الفائدة والإنفاق الحكومي ومعدل ضريبة الدخل ومتغير الزمن بالأسعار الثابتة أو الحقيقية، وأن هناك علاقة طردية معنوية بين الطلب الكلي والمتاح من السلع والخدمات في العام السابق والإنفاق الحكومي ومعدل ضريبة الدخل وعلاقة عكسية معنوية بين الطلب الكلي وسعر الفائدة ومتغير الزمن، أما بالأسعار الجارية فهناك علاقة معنوية طردية فقط مع المتاح من السلع والخدمات في العام السابق، مع الإشارة إلى أن فجوة الدخل تزداد مع الزمن.
دمشق – حسن النابلسي