ثقافة

في حوار معها حول تجربتها الأدبية.. أحلام غانم: الشعر سيّد الفطرة التعبيرية الأولى.. والسبيل الوحيد لمعرفة السلف الغابر

أنا أنثى من الماء، أنام في سرير الوجود وأفتش عنه، أتقصّى الجمال في كلّ تصاريفه، كل بداية لابد أن تمتص رحيق الحياة ومن البداهة جداً أن نبدأ من صفحة البياض حسب مالارميه، فالأدب ابن الذات المبدعة شعوراً ورؤية وخيالاً، لذلك أسعى إلى كل ما يرضي هذه الذات حتى أصل إلى حالة أشبه بحالة من التناجي مع مَلكَة  البياض، بعيداً عن العيون، ونأياً عن الرياء كي أتزود بطاقات النور قبل أن أخوضَ هذا الغِمار الوعر.
بهذه العبارات قدمت الأديبة أحلام غانم نفسها في حوارها مع “البعث” حول تجربتها الأدبية وبداية تحدثت عن تنظيم الوقت وكيف تنسق بين أسرتها ونشاطاتها الاجتماعية وبين إبداعها الذي يمثل بالنسبة لها واحة تفيء إليها من زحمة الحياة فتقول:
<< الإنتاج اليومي المنتظم مسألة مهمة وضرورية في دورة الحياة اليومية والطبيعة شاهد حيّ على العمل المنظم،  يكفي أن نلقي بنظرنا حول خلية من النحل أو نبحث في حبة القمح لنرى كيف تحولت إلى سنابل، وعليه حاولت برمجة دماغي بما يقتضيه الحال، فقد بدأ ميلي للكتابة منذ أن لامس القلم أناملي، لكن لا يهم أن أعرف متى بدأت، الأهم أن أعرف من أين يبدأ الطريق لهذا التوهج والإشراق، وعندها تبدأ تراتيل الياسمين بين أوردتي ويصبح العطرُ لغةً، والصمت مملكة الشعور، وكل ما عداهُ تفاصيل الخيال.. الكتابة مشكاة الأسود على الأبيض والصراع سيبقى بينهما أزلياً، فالكتابة تمثل بالنسبة لي الوسيلة الناجعة لمجابهة الإحساس بالفقد والتمسك بقشة الأزل.

أول البوح
ومع أن ألف ليلة وليلة القائمة على الحكاية، هي التراث الذي استوحى منه الأدب العربي والعالمي، نرى غالبية الأدباء يبدؤون تجربتهم الإبداعية بالشعر وعن ذلك حدثتنا الشاعرة غانم قائلة:
<< الشعر سيّد الفطرة التعبيرية الأولى، والشعر حقيقة الحقائق ولب اللباب وعبر الكلمة نشأ هذا الواقع وتشكل. وهو مصدر اللغة والفن والتاريخ والكينونة والزمن والحقيقة وأساسها، وهو السبيل الوحيد لمعرفة السلف الغابر.. أليست ملحمة جلجامش تلك الملكة التي تحتفظ بعشبة الخلود وإكسير الوجود ما تزال متربعة على بِلاط العتمات الموغلة في البدايات وقابضة على جمر المستحيل؟ أليست صدى المعنى  للذي كان في الليل البدئي الأول والآني والآتي؟ ماذا كان يفعل هوميروس غير مخاطبتنا باستمرار من خلف خط الأفق، وهو يكتب ــشعراًــ كتاب الحضارة؟
والأدب سواء العربي أم العالمي لم يستوح البدايات من حكايات ألف ليلة وليلة، ربّما الأدب لم يقدم شخصية شهرزاد كبداية لائقة بتصورها الماضي أو المعاصر عن المرأة  كإنسانٍ يشغله الوجود، ولم يقدم حكايتها كنموذج  للبدايات من خلال السرد، بل كنموذج للجرأة والدهاء النسائي فقط.. للشعر البّدْء والختام لأن الروح السامية في الشعر تنبئ عن تطور نوعي فيما يسمى بحضارة العين.

التنوع الأدبي
وبحكم الدفق الوجداني والعاطفي، والصور الشعرية المتجددة لم تقتصر تجربة الشاعرة غانم على الشعر فخاضت غمار الرواية ربما لأنها تحتمل الكثير من التفاصيل بعكس الشعر الذي يقوم على تكثيف العبارة والمشهدية أضافت:
<< لم يكن الشعر اختيارياً لأي شاعر ولم تكن موارده إجبارية، فقط القلق المطمئن هو وقود الأديب المتحول إلى المختلف، فالتحول المستمر من طبيعة الأشياء وكل ما يأتي من جديد فيه دعم للشعر، ومن الطبيعي أن تتقارب الأجناس الأدبية بعضها مع البعض الآخر، وفي ذلك إغناء للتجربة الإبداعية، فلا يوجد من يضع قواعد تسير عليها أحاسيس الشعراء،  وإنما الشعراء يكتبون والعلماء يستنبطون. والشاعر الحقيقي جواده الشعري يمرح في خيال الرواية على سبيل الذكر لا الحصر- لكن الروائي- لا يمكنه بسهولة ركوب أمواج البحر أو الرقص فوق عمودين من نار القصيد المتوهجة أو اختراق مخدع الشّعر الحارق عارياً.. الشاعر سارق النار وما يجوز له لا يجوز للناثر.

جلنار البحر
وكما كثير من الأديبات العربيات وقعت الشاعرة غانم كتاباتها الأولى تحت اسم “جلنار البحر”، علماً أن الكتابة حالة تتطلب الجرأة- وهذا ما نقرؤه في كتاباتها– وهنا يحضر السؤال عن سبب عدم ذكرها لاسمها الصريح هل الخوف من المحيط؟ أم قلة ثقة بما تكتب أم أن هناك أسباباً أخرى أجابت:
<< لم يكن التخفي خلف الاسم المستعار ظاهرة ضعف أو قلة ثقة أبداً، بل مواجهة الخوف للخوف على هذه الذاكرة التي ترى الأنوثة في خانة الضحية والتي تواجه كل ذلك خوفاً على بكارة الأشياء في الروح.. ألم يكتب غسان كنفاني مقالات باسم “فارس فارس” كما كتب إحسان عبد القدوس مئات المقالات الموجهة للمرأة تحت توقيع “زوجة أحمد”.. كذلك كتب أنسي الحاج باسم “سراب العارف” و”بدوي الجبل” الشاعر السوري محمد سلمان الأحمد الذي يعد واحداً من أعلام الشعر العربي الحديث.
لا أخفيك آنذاك..كنت أشعر فعلاً أنني زهرة الجلنار اليتيمة الغريبة المكسورة الخاطر على شاطئ الشعر، ووجدت التخفي نجاة من قول الحقيقة وطريقاً للهروب من غضب إله البحر والمواقف الصعبة التي كرهت أحلام روحي أن تدخل فيها فيكلفها ذلك شجاعة لا تستطيع أن تدفع ثمنها، فكانت جلنار البحر المعنية بأحلام في فهم الذات وتأمل صلاتها بالعالم، لذلك لم تكن جلنار سوى ساعي بريد يحمل رسائل الحب والوطن وتصميم المقاومة حتى النصر، حيث لا تغفل جلنار عن تلك الذات الأنثى وخطابها المفتوح إلى العالم: “نحن نصنع الأسماء وليست الأسماء من تصنعنا”.. رغم وجود رقيب داخلي  حازم على كتاباتي بشكل أو بآخر، ولا أتجاوز قيمي الخاصة مطلقاً، لأني إنسانة سورية وأديبة صادقة ولو ارتديت مليون طاقية إخفاء أو تخفيت بين أجنحة مليون طائر كلام، لا يمكنني أن أكون خائنةً لوطني وسوريتي أو لإنسانيتي أو لقلمي..

نبض التجربة
ومن يقرأ نتاج أحلام الشعري أم الروائي يتساءل حول تنوع الموضوعات وشفافيتها وجرأتها في طرحها ومن أين تستمد مادة إبداعها؟ من قراءاتها وثقافتها؟ أم من تجربتها الحياتية؟ وبالتالي يطرح السؤال نفسه ماذا قدمت الحياة لإبداع أحلام أضافت:
<< أنا أكتب الحياة في نبضها اليومي باحثة في جيوب التاريخ عن قصيدة تمجد الإنسان السوري في بعده الكوني.. كللتني الحياة بقصائد جلنار البحر، ورقص على رماد الجسد، ومن الماء أنثى، الوسط البعيد، تيم البنفسج، وينكسرُ الغياب.. ورواية: في حضرة الرصاص،  وتشغلني الحياة الآن بسرد رواية زفاف الياسمين حتى تنطق أجنَّة الحياة بالموعد اليقين، وتمجد شهداء سورية وطن المحبة والسلام..
وعن دور الأديب في المجتمع، وفيما إذا كانت ترى دوره فاعلاً وهل دوره فاعل ضمن هذه التشرذمات والصراعات التي يعيشها الوسط الثقافي قالت:
<< الأدب عامة فن جميل، لكني أقدس الأدب المقاوم لأنه يصطبغ بهذا الجمال، ويحمل رسالته ووظيفته بطبيعته الفنية.. فملامح الأدب المقاوم تختزل مساحات البوح وتضيء فضاءات التاريخ بالعبرة والصلابة، وترتقي معراج القيم إلى مصافي التعبير عن كل ما هو نبيل وسام لتحقيق كرامة الإنسان وحريته وطمأنينته، ومع هذا أرى المثقف يعيش أزمته الخاصة، ولا يعيش الأزمة الجماعية، فلا يمكن أن يكون دوره فاعلاً إذا لم  يكن دمه هو مداد قلمه المقاوم. ولا يتصورنَّ أحدٌ أنَّ الوسط الثقافي والمثقفين ذو طابعٍ ملائكيٍّ، فقد يكون مجتمع المثقفين أكثر المجتمعات التي تستشري فيها قيمُ التنابذ والتحاسد والفساد والاستبداد.. وهذا ما أثبتته الأزمة السورية في تعريتها للكثير الكثير من هؤلاء المثقفين الذين ساهموا في تشويه المفاهيم والمصطلحات وتمزيق جسد اللغة الأم والتآمر عليها مع الغرب تحت عناوين براقة  كالحرية والحداثة، ورغم ضجيج العالم وفوضاه القاسية مازلت أجد بالكتابة خلاص نفسي ووجداني وعاطفي وروحي.

شاهد عصر
وربما بسبب اللغة الشعرية ذات الطابع الفلسفي نقرأ في كتابة الشاعرة غانم حالة من الحزن، وبالمقابل هناك مساحة من التفاؤل نقرؤها في إبداعها، فأسألها إذا كانت الكتابة  استطاعت أن تجمّل عالم القبح الذي نعيشه؟ وهل استطاعت أن تكون شاهدة على العصر، وهل يمثل الكاتب ضمير العصر الذي يعيش فيه تحدثت غانم:
<< الحزنُ ريحُ الشعر التي تصفر بشكلٍ دائمٍ في أحشاء الشعراء، أما تأوهاتهم فما هي إلا شعورٌ يهمي على لُجين الضمير، فيمزجون عبراتهم بمدادهم، ويسكبونَها في تراب القوافي، وتزهر أقلامهم فيما بعد شجراً شعرياً تخضرُّ منه أوراقُ الزمن، ورغم هذا الحزن يعتبر الشعر ترف العقول الخاصة التي تشكل فسيفساء الإبداع.
أما تصوير الكاتب للقبح -تتابع غانم- فهو لا يجمل القبح بقدر ما يعكس جمال الذات والتطهر من حالة الغثيان عبر الكتابة، فتكون نوعاً من تحرير الذات من الخيوط العنكبوتية الملتفة بها في المتاهات المعتمة، لأن “الروح الإنسانية تطلب الجمال الحقيقي وتشتاق إليه حتى أكثر من شعورها بالحاجة إلى الخبز” كما وصفها لورانس (داريل). وعلى الكاتب أن يمتلك قدرات وفنيات لغوية تراود الواقع الذي هو ابن المعنى وتروضه، وترتفع بالإنسان، وتجعل القارئ يستشعر المتعة والدهشة والروعة، ليتداخل الواقع بالرمز والتاريخ بالحاضر، والوجه بالقناع، والعجز بالقدرة على العطاء. يجب أن يكون دور المبدع كمقاوم في تطهير القلوب من الاضطراب والتخفيف من العناء، لإعادة الأمل والطمأنينة إلى النفوس رغم السواد الذي يلف الكون، وهذا يثبت أن الأدباء والكتاب والمثقفين يقعون في الدرجة الأولى من المجتمع في تحمل مسؤولياتهم لتصليب الإرادة وبث الوعي بملامح المقاومة وتوثيقها لتحفيز المجتمع على التمسك بقيمه وثوابته الأخلاقية والوطنية، وإلا أصبح وجودهم في المجتمع فائضاً لا طائل منه.

القارىء الشريك
وفيما إذا كان القارئ يمثل شريكاً لها في إبداعها؟ وهل تتقاطع دلالاتها مع دلالاته قالت:
<< حتماً -العمل الأدبي- لا تكتمل حياته وحركته الإبداعية إلا عن طريق القراءة وإعادة الإنتاج من جديد، ونظرية التلقي ترى: أن أهم شيء في عملية الأدب هي تلك المشاركة الفعالة بين النص الذي ألّفه المبدع والقارئ المتلقي.
أنا كشاعرة أفضِّلُ أن أسير أمام المتلقي وليس خلفه، وأرتفع به إلى مصافٍ ثقافية علوية لا أرضى أن تكون مهمة قصيدتي دغدغة الذات القارئة فقط، لأنني أرغب بالانتماء لفضاء الشعر على الانتماء لفضاء المتلقي وبالأخص المتلقي الكسول الذي يهضم ما يقرأه من نصوص شعرية من أجل هز مشاعره البسيطة وذائقته الساذجة، وليس من أجل ترقية العوالم الساكنة فيه. والكاتب الواعي هو الذي يؤسس له هوية تستحوذ على اهتمام الآخر متجاوزاً حالات كثيرة من النرجسية التي تعتبر كسلوك استعلائي قلما ينهض بالمفهوم الحقيقي للثقافة الحيّة.

حضور الزمن
ونرى حضوراً قوياً للزمان والمكان في أعمالها فمرة نقرأ حالة صراع مع الزمن، ومرة محاولة للإمساك به فلأي زمن تسعى أحلام غانم في كتابتها؟ وأي زمن ترغب أن تكون فيه أجابت؟
<< لا أعلم لأي زمنٍ أسعى بكتابتي، لكن أعلم أن النص الإبداعي، هو رهين سياقه ومرحلته، بقدر ما هو متجاوز ومتعال على قيود الزمان والمكان.  أحلم أن أكون في زمن الشعر، فمن الحلم تنهض شعرية الأشياء، وأحلم أن أقيم حيث أقام الشعر دوماً في الانتماء، حارساً للقيم التي تتأسس عليها الحياة: قيم الجمال والمحبة والإخاء والتسامح.
ورغم نضوج التجربة نرى غانم تعمل على التجريب ربما سعياً لابتكار صور ودلالات جديدة تشحنها بهذه الطاقة المتجددة، أو أنها تعتمد التجريب لخلق رؤى أخرى مختلفة عن السائد؟
<< “لاشيء له وجود خارج الشِّعر” فهو حركة، والواقع ليس وضعاً جامداً يقف على أرض صلبة مسلَم بها..لذلك أشعر أنني فراشة صوفيّة ملونة هفّت على أجنحة الضياء، لا تكف عن الرغبة في الملاحظة والتجريب، ولا تحمل لمشكاتها عنواناً.. تذهب حيث ذهب عبد القاهر الجرجاني أن الشعر”يفتح إلى مكان المعقول من قلبك باباً من العين”.

طقس الكتابة
أما خصوصية الكتابة لديها وهل من طقس تعيشه أثناءها فعبرت عن ذلك:
<< لأنني شاعرة أجد الشعر أعمق من الطقوس، يحمل جنون اللحظة الشعرية وآفاقها الخارقة لتحرير الدال من الدوال التائهة والسفر باتجاه الإصغاء العميق لنداء الذات الداخلي والتحديق في جوهر المادة والطبيعة والخلق والأشياء، ويستدعي التحليق بعيداً عن الزمن والزمان ليؤسس مشهدية المكان جغرافيته، وكي لا تتفحم بنية الكلام العالي أثناء لذة الكتابة المجنونة أدخل بخشوع ورهبة وخوف ذبيحة الكلمة وألقي  ببصيرتي إلى ذلك الأقصى بالاندفاع إلى جيش الفكر والفلسفة والوجدان والمثيولوجيا والرمز والفوضى والهلوسة والهذيان والجنون حتى تدخل الروح أرومة الشعرية في توهجاتها اللامتناهية وتتخصب الكلمة بالكتابة وتنشطر بالألم والوجود.
وفيما إذا كان قد أنصف النقد تجربتها قالت:
<< قلت الشعر ولم أخشَ فيه لومة لائم، وأحس أن روحي تحمل الإبداع أمام امتلاك أدواته، وأن نتاجي كبير كالأعمال الكبيرة التي ولدت ثقيلة ومتعبة وعسيرة على فهم المتلقي السائد، وجوبهت كثيراً بالاستهانة الكيدية المتحاملة والتصدي المقصود من لدن مَن اعتادوا المألوف الذي جُبلت عليه ذائقاتهم المريضة، وامتلأت به جيوب ذممهم المثقوبة، وأدركُ جيداً أن الكبار وحدهم يتعرضون للتشويه، لا يهمني إن أنصف النقد تجربتي أم لم ينصفها، يهمني أكثر أنني الآن وغداً  سأقف  بشموخ ودون وجل تحت قوس المحكمة الإبداعية وأعلق برقبتي أيقونة سورية كُتب عليها: “خل العسل في جراره حتى تزيد أسعاره”. وأدعم قول بول ريكور: نصا ينجح بالقدر الذي يُكتب وكذا النص حياة بالقدر الذي يؤوّل”.
وعن جديد بوحها تحدثت: القلم شمس الحقيقة الأزليّة في سطوعها، وأخطر من الرصاصة فهو حامل هالة كونية يفوق بقدرته الكامنة الطاقة النووية المعلنة، وسيظل القلم قيثارة الوجد النابضة بقدسية الموقف الوطني النبيل، وعقيدة الجيش العربي السوري ولسان المشاعر السورية المتدفقة في شرايين التاريخ الإنساني، ينز حنينه كلما مسَّتْ كف الظلم والجبروت أم النور، أو لوى الحقد عنق الحضارة السورية. ليبقى الشعر رمزاً قدسياً تجثو عند قدميه عناءات الإنسانية وتستريح في ظله سيرة العاشقين الناجين من نيران الإرهاب والتكفير، مرتكزاً بموقفه على صفاء اليقين وانبلاج سطوعه بصمت غريب من طراز صمت الشهداء في الفردوس.
حاورتها: سلوى عباس