ثقافة

ثائر العجلاني يلتحق بكوكبة شهداء الإعلام: خُلقنا لننتصر

قبيل استشهاده كتب الشهيد ثائر العجلاني عن انجازات الجيش العربي السوري مفتخراً بها كعادته في نقله رسالته الإعلامية بمهنية واحتراف، فقد كان على الدوام في خطوط الدفاع الأولى عن أرض سورية العربية، بوصفه خط الدفاع الذكي بوساطة الكلمة والصورة المقاومة والموقف. كتب في صفحته خُلقنا لنبتسم وعلى الأرجح أنه ذهب أكثر لتقول جملته موقعة بدمه خُلقنا لننتصر. هكذا هو حينما انضم إلى كوكبة شهداء الإعلام الوطني السوري ووقع بدمه حبر البيان الختامي لمؤتمر الإعلام الذي عُقد في دمشق مؤخراً، فإليه وإلى من سبقه من شهداء الكلمة والموقف والرسالة أنتم السوريون بحق وانتم تعبرون الضفاف كلها، لتخيطوا من الشمس أثواباً لعزة سورية، يا أبناء الحياة خُلقتم أحراراً ليظل السلام نابضاً في قلب سورية، وأنتم على خطوط دفاعكم عن كل حبة تراب سورية شُبّه للإرهاب أنه دنسها أو نال منها، كنتم حجر الشمس الذي يعيد كتابة مجد سورية أو استئناف مجدها التليد. الشهيد الإعلامي ثائر العجلاني، وأنت ترتقي اليوم إلى غدك، صاعداً إلى ما تريد، وما نريد، تُطل بمتسع بهائك على سورية وهي تنتصر من براثن إرهاب عابر للحدود لا يستطيع النيل من ثقافتنا العضوية المؤسسة بفضل بلاغة وصمود بواسل جيشنا العربي السوري، فالكلمة كما الرصاصة هناك في ساح الوغى، هي طلقة الوعي أبداً على صدر مشاريعهم البائسة.
لك ولمن سبقك ولمن انتظروا تنحني اللغة لتبث ألقها بمن يصنع للفجر خيوطه أيضاً، فقد بان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، إنها تراتيل النصر فوق أرض سورية الحضارة والتاريخ والإنسان تلك الجدلية الأثيرة والتي لا يمكن هزيمتها، تلك هي ثقافة المقاومة وجذورها الراسخة هنا.
لقد قال شهداء الإعلام كلمتهم لتبقى المناعة الوطنية بوصلة من اختاروا أن يظلوا في قلب التاريخ الفاعل وصفحاته من ابتدأت بالنور لتظل حروفها مشرعة على الآتي الجميل، ولغته من اُشتقت من النصر وتراتيله الباذخة لشهداء الإعلام، بكم ينتصر الدم على السيف وترتقي الأبجديات ويغدو سفر البطولة حارس الحكايات السورية.
وكما كتبتَ يا ثائر لكل شفق حكاية، فذات صباح ستكون حكايتك السورية، هي من ننتظرها على حواف شغفنا لتقوم الروح حقاً تقوم، ونظل في إثر النصر كحكاية على خط الأفق كل نبضها، هو إعلام الرسالة والمبادئ والثوابت، هكذا يعيد التاريخ تأمل خطابه ليظل في إثر الروح السورية يكتبها في كل دورة وفي كل صيرورة للروح وتغير شكلها ومقامها ذلك هو دمهم وهو انتحار الغزاة على أسوار دمشق، ولا شيء سوى معادلة أن نكون، أو نكون في إثر حكايتنا السورية لنا شرف الوصول والبداية، لنكتب من جديد كل أسفارنا نؤولها على طريقتنا السورية الخالصة لنستحق الذهاب إلى المستقبل وحسبنا من جئنا منه. إليك أيها الشهيد ثائر العجلاني كما رفاقك، رفاق الكلمة والصورة والموقف في إثر بطولتكم نقول هي  بطولة الروح الجماعية والتي كانت كثافتها أنتم.
أحمد علي هلال