ثقافة

نفثات

غسان كامل ونوس

< القلب الذي انشطر حين غبت، تفتّت حين عدت.
< الزهرة التي بكّرت بلهفة، وانطفأت بحرقة؛ هل كانت تعلم شيئاً عن الفصول؟!
< اللحن الذي أشرق ذات توق، أو ألم.. لم يكن لديه الوقت ليتعلم!
< الظَّهر مكشوف، والرأس بلا هامة، والقامة بلا ظلّ؛ عبثاً تفتّش الطلقة عن مصدر اللّحن الذي أشغل الرامي عن قلب الطريدة.
< الوجع الذي ألحّ قبل الموعد، الوجع ذاته هو الذي تلاهُ، أو ربّما أكثر!
< القامة التي تعالت على الأذرع والسلال، والجباه التي استظلّت.. لن تجد من يُطرب أو يغيث.
< الخضرة التي تتشاسع محمومة، لا تفكّر كثيراً في سبيل الرجوع!
< المدار الذي استمال الكوكب المنتشي، لا ينتظر عودته الباردة.
< تمهّل، قف، تقول الشاخصة؛ لا تعدْ، لا تنتظر، ما يقوله داخلك،
ويقول النُّصُبُ المجهول شيئاً آخر!
< لم يسوّد الدخان تشاؤماً أو عبوساً، ولم يبيضّ للإعلان عن اتفاق المَجْمَع أو نضوج التنور؛ الدخان لا يعبّر دائماً عن معنى الاحتراق.
< النذور التي تقام بانتظام، لا تخشاها الخطايا!
< قلق النذور لا يقلّ عن أرق الخطايا.
< الصوت الذي صدح، لم يتوقّف عند الفتحات، ولا عليها.
< المدى المتعثّر بالتضاريس، تستدرجه السهول إلى التثاؤب والآل.
< الجبل المشجّر أكثر حذراً من العاصفة.
< فسدت الوليمة؛ ليست مسؤوليّة الطيور التي اصطيدت في الوقت المناسب.
< لا يُلام القلم الذي خطّ قصائدك المادحة والهاجية للشخص عينه.
< ليست مأساةَ الجهة وحدها، تلك التي أطلقتَ إليها عشوائيّاً.
< ليس من وجع كافر، ووجع مؤمن.
< لا يحتمل العمر المزيد من الأصدقاء، ولا يكفي ما تبقّى منه لترميم الصداقات المهشّمة.
< أيّها الغضب، ليست المناسبة لإفراغ شحناتك؛ بل الكثيرون الذين لا يليق بهم سوى الرضا والابتسام.
< أن تحبّني لا يعني أنّك ستختارني لتنفيذ رغباتك؛ هل المشكلة فيّ؟!
< من يتوقّفون طويلاً على الحاجز، أو المفرق، هم الذاهبون إلى معركة طويلة مع الحياة، أو القادمون إلى استراحة محارب؛ الآخرون يعبرون بلا توقّف.
< المطر لم يهطل، والغيم لم يعبر في سمائنا؛ أين ذهب كلّ ذلك البخر؟! أخشى أن يكون حتّى بخارنا يحتاج إلى خميرة مستوردة، ليتكاثف!
< كثير من النقد والاتّهام تسويغ وردّ تهمة منتظرة؛ كثير من الشكوى ضعف ونكوص؛ كثير من البلوى ذاتيّ المنشأ والرؤى والتبعات.
< الرسول بينك وبيني لم يعتنِ بالرسالة؛ أضاعها، أو حرّف فيها، أو أنّك لم ترسله، أو لستُ المقصود؛ ربّما لم يكن رسولاً.
< البياض الذي أَذَبْتَه، ليس مسؤولاً عن القتامة التي ستظهر.
الشراع الذي مزّقتَه، لم يكن مسؤولاً عن العاصفة.
الضوء الذي أطفأتَه، لم يكن مسؤولاً عن تفاصيل المشهد.
< في الوشوشة ما يختلف عن الكلام المباح.
< من وصل إلى الرحيق، ليست استشعارات النحل.
< لم يهتدِ الغيم الظمآن إلى الضرع المكتنز.
< الحيرة لا تشغل بال الصيّاد الهاوي.
< الضحيّة تشتهي صيّاداً يحسن الخيار لا التسديد.
< الشيطان ترفّع عن التفاصيل إلى العنوانات والنوايا.
< الحكاية لا تنتظر الرواة، والراوي لا يكتفي بالوقائع، والوقائع لا تهتمّ بالضحايا، والضحايا مشغولة بالوجع عن الأسباب، والوجع لا يعبأ بالعدد، والشهود منشغلون بالعدّ، والأعداد بلا نهاية.
< يشاغلك الطريق بالشاخصات والمفارق والضفاف عن الوصول أو الكمين.
< الحيّز الذي يتضايق بالأرق والكوابيس، ويتضاغط بالمواجع والمآسي، يمكن أن ينفتح على التأمّل والصبر والغار!
< حتّى الثمار المُرّة، تكون نتيجة إزهار جميل.
< من كتاب بالعنوان نفسه، يصدر قريباً