ثقافة

“معرض الخريجين الأول 2015” يفتح الأبواب أمام خريجي كلية الفنون الجميلة الجدد

كأول خطوة لهم بعد تخرّجهم الذي لم يمض عليه أقل من شهر، شقّوا دربهم في عالم الفن التشكيلي ليؤكدوا أنهم نواة واعدة للحركة التشكيلية السورية، وأنهم منتجون فاعلون ومستمرون في إعطاء الحياة ضحكتها ومستقبلها، حيث فتحت صالة الشعب أبوابها لمجموعة من خريجي كلية الفنون الجميلة- جامعة دمشق لعام 2015 في معرضهم الأول “معرض الخريجين الأول2015″، بدعم من اتحاد الفنانين التشكيليين الذي لطالما احتضن فنانيه، وقدم لهم كل الرعاية، وقد أوضح رئيس الاتحاد، د. إحسان العر لـ “البعث” أن البنية الأساسية للاتحاد هم الفنانون بمختلف أعمارهم ومستوياتهم، وواجبنا هو دعمهم، سواء بإقامة المعارض لهم ورعايتها، أو عن طريق الندوات الفنية، ونحن ملتزمون بهذا الواجب، فهو حق للفنانين ليأخذوا نصيبهم في الحركة التشكيلية، لافتاً إلى أن الاتحاد هو نواة ثقافية ضمن وزارة الثقافة، فنحن نكمل بعضنا.

وأضاف العر: يعتقد الطالب عند تخرّجه في كلية الفنون أن الدراسة انتهت، متناسياً بذلك أنها بداية حياته العملية، وعندما نزج الطالب فور تخرّجه في معرض تشكيلي في صالة من أهم صالات سورية، وهي صالة الشعب، فهذا يشكّل دفعة قوية ونزعة إيجابية لمسيرته القادمة، إذ يؤسس نواة فنان جيد، موضحاً أن الجانب الأهم هو إعطاء حافز للفنان المتخرّج حديثاً ليتعرف على آلية العرض في السوق، وكيف يسوق نفسه فنياً ضمن المجتمع.  وعن سوية الأعمال المشاركة نوّه العر إلى أنها أعمال أكاديمية تعرضت لتحكيم لجنة من أساتذة الكلية، مستواها جيد، وهي مدروسة، وليست اعتباطية، ورغم أنها قد تحوي بعض المداخلات من الأساتذة، لكن العمل يحمل في الحد الأدنى جزءاً من شخصية الفنان.

اختصاصات مختلفة

المعرض من تنظيم مجموعة “تريو لتنظيم المعارض”، وهي مبادرة مؤلفة من ثلاثة شباب من خريجي كلية الفنون هم: “علي العايق، راما السمان، صبحي ريا”، وليست مرتبطة بأية جهة رسمية، ولا تمتلك صالة عرض خاصة، إنما تقوم على التنسيق بين الفنانين وصالات العرض، وتقوم بتنفيذ الحملات الإعلانية المساهمة بتسويق المعرض وإنجاحه ليكون معرضاً كما يريد الشباب، بعيداً عن الفكر التقليدي، ووفق أفكار جديدة عصرية، حسبما ذكر علي العايق الذي لفت إلى أن المعرض يضم 23 فناناً وفنانة من خريجي 2015 باختصاصات مختلفة هي: النحت والتصوير والحفر، ولا يجمع الأعمال موضوع محدد، ولكن ضمن نظرة عامة، فإن جميع ما قدم  يدور حول أحداث البلد الحالية، مؤكداً أن الغاية هي الحالة بحد ذاتها، وإثبات أننا مستمرون في الحياة والعطاء، منوهاً إلى أن جزءاً من ريع اللوحات سيعود إلى منظمة آمال التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة.

تفادي الأخطاء

وعن تجربة تنظيم المعارض لفتت راما السمان إلى أنه مع الوقت يتبلور لدينا الفكر التنظيمي أكثر، ففي كل مرة نتفادى الأخطاء السابقة، ونحسنها أملاً في جعل الحركة الثقافية أفضل وأرقى، وتحفيز الشباب ومنحهم فرصة عرض أعمالهم، مشيدة بتجاوب الخريجين مع فكرة المعرض، ومشيرة إلى أن فكرة المعرض ظهرت لأن الأعمال الفنية للمشاركين تستحق أن تعرض في صالة لعدة أيام، وتتم رؤيتها من أكبر عدد متاح، خاصة أنها مشاريع تخرّج استهلكت جهد وتعب عام كامل.

عدم وجود دعم حقيقي

وعن الصعوبات التي واجهت  مجموعة “تريو” أثناء التنظيم، وخصوصاً أنهم مجموعة شباب في بداية طريقهم، نوّه صبحي ريا إلى أن “الدعم كان شفوياً لا أكثر، حيث لم نتلق أي دعم حقيقي من أية جهة رسمية باستثناء اتحاد الفنانين التشكيليين، وجاء المعرض نتيجة جهود فردية شخصية دون تشجيع من الجهات التي من المفروض أن ترعى أي نشاط ثقافي، مضيفاً أن ثقافة الاقتناء ضعيفة وغير منتشرة، وهذا ما يزيد من الصعوبات”.
أعمال ومشاركون

وعن آراء المشاركين فإن معظمهم رأوا في المعرض خطوة إيجابية وبداية موفقة نحو تحقيق بصمتهم الخاصة، فالفنانة غالية الحجار التي شاركت بعملين من مشروع تخرّجها “الخصب” عبّرت من خلاله عن المرأة التي تمنح الحياة في العالم،  واعتبرت المعرض دفعة نحو مستقبل مفتوحة أبوابه، خاصة أنه من تنظيم خريجين شباب مثلها أرادوا تسهيل الطريق أمامها وأمام زملائها، كذلك شاركت نور وردة خريجة قسم الحفر والطباعة بأعمال من مشروع تخرّجها “حالات أنثوية”، ورأت بمشاركتها بداية جديدة، أما رهف السطم فقد أشارت إلى أن الفن مهم في كل وقت ومكان، ونحن الآن بأمس الحاجة لهكذا معرض نقدم من خلاله تجاربنا، وتحت عنوان “كراسي” كان مشروع تخرّجها الذي حمل طابعاً تراثياً أبعد ما يكون عن السياسة، كذلك تناولت رشا عباس، خريجة قسم الحفر والطباعة، الأشياء التراثية في مشروع تخرّجها “رؤية”، بينما جسدت نرجس عبد اللطيف، خريجة قسم النحت، تجربتها كابنة شهيد في مشروع تخرّجها “إيماءات” المتعلق بقوة الحياة واستمراريتها.

لوردا فوزي