ثقافة

رحيل صلاح الدين محمد .. مهندس النقد التشكيلي

فقدت الحركة التشكيلية في سورية الناقد صلاح الدين محمد، أحد أهم أعلامها المؤثرين فيها، فقد واكبها وأسهم في إثرائها وتعميق مضامينها ومضمون الثقافة عموماً، من خلال كتاباته النقدية وأبحاثه الفنية والآثارية المعمارية والسياحية.
رحل الناقد محمد بعد صراع مع  المرض غيبه لسنوات قبل وفاته، وقد عُرف بحماسته للجمال والدفاع عنه صريحاً في القول والرأي، واكب الفنون التشكيلية، بنص نقدي يليق ويضيف للتجربة التشكيلية السورية، التي شهدت نهوضاً وتطوراً منذ نهاية الستينيات، أضاء فيها وأضاف إليها الراحل منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، وتنوعت اتجاهات اهتماماته الفنية فكان أحد المساهمين في الإعداد للعديد من المهرجانات الفنية في سورية مثل “مهرجان المحبة والسلام 1983، ومهرجان الأغنية السورية في حلب للأعوام 1993- 1995-1996 وللعديد من المعارض والمهرجانات الأخرى.
كتب بالعربية والإنكليزية منذ 1970، واختير عضوا في هيئة تحرير مجلة الفن العربي الصادرة عن اتحاد الفنانين التشكيليين العرب، والهيئة الاستشارية لمجلة فن الصادرة في لندن 1987.
أعد الراحل أفلاماً عن الفنانين التشكيليين السوريين وصلت إلى 100 فيلم تلفزيوني، وقدم كتاباً عن الفنان الراحل لؤي كيالي الذي قال فيه الفنان الراحل فاتح المدرس يوماً: “استطاع المهندس والفنان التشكيلي والناقد صلاح الدين محمد خلال أبحاثه الطويلة في دراسة الحركة التشكيلية في سورية أن ينصف على سبيل المثال لؤي كيالي إذ حلل أعماله تحليلاً هندسياً علمياً، من هذه الحقيقة نعرف مدى صعوبة وجود ناقد يعرف هندسة عمارة اللوحة الفنية”.
برحيل هذا الناقد وجب القول بضرورة إيجاد صيغة حافظة جامعة لما كتبه جيل من النقاد المبدعين الراحلين أمثال طارق الشريف وعبد العزيز علون وغيرهم، فما كتب من أبحاث نقدية في الفن التشكيلي في سورية يُعد من المراجع المعرفية الهامة على صعيد التوثيق والأرشفة والبحث العلمي، وله من الخصوصية الوطنية ما يميزه عن مجموع الثقافات الأخرى في هذا الاتجاه، وهذه الضرورة من اختصاص مؤسسات ثقافية وعلمية ونقابية، راجين أن يكون هذا المطلب في عهدة وزارة الثقافة وجامعة دمشق واتحاد الفنانين التشكيليين واتحاد الكتاب ا لعرب.
أكسم طلاع