ثقافة

“شموع السلام”.. رسالة محبة وسلام لسورية

مع إضاءة شموع السلام ها هو طائر الفينيقي السوري ينفض عن جناحيه رماد الفناء بعد أن حاولوا دفنه، ليحلق في سماء دمشق معلناً للعالم أن الحضارة السورية التي خلقت منذ الأزل ستستمر إلى الأبد، لقد حاولوا دفننا، ولكنهم نسوا أننا بذور سنبلة تموت وتملأ الوادي سنابل، ففي دمشق كان السوريون القدامى أول شعب يعبر البحار ليحمل للبشرية جمعاء أول أبجدية، وأول لون، وأول نوتة موسيقية مكتوبة، وأول رسالة سلام مكتوبة.

في الأمس، اجتمع في دار الأسد والفنون فنانون من كل أنحاء سورية مع زملاء من بلدان عربية آمنوا بقضية سورية، وتحملوا مشقة السفر ليمتعوا العين والسمع ويشاركوا في إضاءة “شموع السلام” كرسالة لكل من ساهم في نشر ثقافة الموت والتخلف.

“شموع السلام”
بعد افتتاح المعرض من قبل معاون محافظ دمشق د. أحمد نابلسي، تحدث عضو المكتب التنفيذي في المحافظة فيصل سرور في هذه المناسبة أكد على دعم المحافظ لهذه التظاهرة نظراً لأهمية العنوان “شموع السلام”، ونحن اليوم بأمس الحاجة لإيصال رسالة سلام للعالم لكي يعرفوا معاناتنا من الإرهاب في هذه الحرب الكونية، خاصة بوجود الكثير من الفنانين العرب المؤمنين بالشعب السوري وقوته وإرادته.

إضاءة الشموع
من جهتها أكدت منظمة الحفل الفنانة التشكيلية لينا رزق أن عدد المشاركين في المعرض 75 فناناً من مختلف الجنسيات من سورية ولبنان وسلطنة عمان والعراق، واستطعنا جمعهم في مكان واحد في هذا الصرح الثقافي “دار الأوبرا للثقافة والفنون” لنكون يداً واحدة وإضاءة شموع السلام في بلدنا الحبيبة سورية. ويضم المعرض ما يقارب 100لوحة، ومن لم يستطع الحضور أرسل لوحته لنا. وتضيف رزق أن الهدف من هذا المعرض تعريف العالم كله أننا بلد نطالب بالسلام وبلدنا آمنة.

العيش المشترك
ومن شدة حبه لسورية جاء الفنان اللبناني غابرييل عبد النور ليشارك في إحياء أمسية غنائية بعنوان «لكأني الشام» فيقول: بعد أن قدمت أمسية “سلام” في حلب، وشاهدت وجع الناس ودموعهم وخوفهم من فقدان مدينتهم، لم أقبل أن يمر هذا المشهد مروراً عابراً في مسيرتي الفنية، بل كان السلام خطي الرئيسي في علاقة كونية مع أخي الإنسان بدأت منذ ألبومي الأول حتى اليوم، عبر شعلة السلام التي أضأتها داخل وخارج لبنان. وأقف اليوم في هذا الصرح الثقافي الكبير لكي أقول أن ما يحدث في سورية يصيبني في هذه الهجمة التكفيرية، لكن أمنيتي أن تبقى سورية قوية وأبية ومثال للعيش المشترك.
وبما أن الفن يجمع يقول عبد النور: إن الفن هو علاج، وله رسالة كبيرة، ورسالة السلام التي أقدمها في أعمالي كانت وستكون سورية محطتي الكبيرة لأنها بلد تحتاج السلام.
رسالة تاريخية
في الأمس، جاء من لبنان حوالي 35 فناناً من لبنان للمشاركة في معرض متنوع من داخل سورية وخارجها، يمثل حميمية في التعاطي معه فيقول نظير كوكاش –المنسق اللبناني للمعرض: هذا المعرض هو تظاهرة تجمع فناني الوطن العربي، واجتمعنا لنكون يداً واحدة من خلال باقة من الفنانين لكي نثبت للعالم أن سورية كانت وما زالت منارة، وكانت الفكرة أن نضيء كلنا شموع السلام على أمل الاستجابة لدعائنا، ولم يكن هناك أي تردد من قبل الفنانين، لإيمانهم أن الفن رسالة وظاهرة تاريخية.
هذا الإقبال والتعاطي مؤشر إلى أن الفن يجمع الناس في بلد المحبة وهي لفتة مهمة  يقول عنها كوكاش: حاولنا حصر الدعوة في البلاد العربية لنقول ما فرقته السياسة يجمعه الفن، وستبقى سورية بلد الحروف والحضارة، ونتمنى أن يعم السلام في هذا الوطن الحبيب.

فرصة ذهبية
وتحدثت الفنانة التشكيلية السورية صريحة شاهين عن أهمية إقامة مثل هذا المعرض قائلة:
يضم المهرجان مجموعة من الفنانين من كل أنحاء الوطن العربي، والمشاركة فيه هي فرصة جميلة لنكون يداً واحدة، ونضيء شموع السلام لتشعل محبتنا في الوطن العربي. الفن رسالة وطنية تبث من خلالها المحبة والصدق وقوة التمسك بالقيم والمحبة الإنسانية التي تربط الناس ببعضهم، وهي فرصة للتعرف على تجارب الآخرين.

جوهرة ثمينة
وأحبت الفنانة اللبنانية مارال مانيساليان المشاركة في المعرض ضد الإرهاب، فتقول: أجد أن السياسيين الذين يفرقون الشعب الفن يجمعهم، وأنا شاركت بفني مع الفنانين السوريين واللبنانيين.
ومن المشاركين في المعرض التشكيلية اللبنانية إيفا هاشم بلوحة معبّرة تضم حماماً  يرش الياسمين، وكما هو معروف أن الياسمين يحمل عبق الشام فتحدثت عن مشاركتها: نحن نتطلع للسلام وإنهاء حالة الحرب، وقد جئنا من لبنان لنشارك السوريين أفراحهم، ولنقف معهم ضد الإرهاب، فسورية هي جوهرة كالألماس “كلما عتقت جوهرت أكثر”.
وفي ختام الحفل تم تكريم جميع الفنانين المشاركين في المعرض.
جُمان بركات