“من يحمل لوني عني ” نصوص نثرية حرة تهيم في انفعالات المرأة السورية

تخطو الشاعرة والإعلامية حنان علي خطوتها الأولى نحو عالم الشعر والنثر من خلال ديوانها الشعري الأول “من يحمل لوني عني” عبر مجموعة نصوص نثرية تتفاوت بين طويلة وقصيرة ومكثفة، ولم تحمّل علي نصوصها أي أسماء بل تركتها حرة تهيم في عالم النثر فمنحت بذلك قارئها حرية اختيار الاسم الذي يريد والذي تختاره كلماتها في قلبه، فهي لم تقيده باسم أو عنوان، ولم تحده بانطباع معين بل تركت لكلماتها أن تفعل به ما تشاء.

حالات مختلفة
تتناول نصوص علي المتعددة حالات وجدانية كثيرة من الحب والحنين والمشاعر الجميلة، وتسلط الضوء على المرأة بمختلف حالاتها وانفعالاتها فتارة تتحدث عن المرأة القوية العنيدة، وتارة أخرى تكون المرأة الحنونة بطلة حروفها. ولاتنسى علي أن تعطي جانباُ من نصوصها لعلاقة المرأة مع الرجل الموجود في حياتها، وكذلك غير الموجود بفعل الظروف الراهنة والحرب التي نعيشها، فركزت  في معظم نصوص “من يحمل لوني عني” على  الإنسان السوري ومايعانيه من قهر وحزن وآسى في أيامه الراهنة بسبب الأزمة الحالية التي فرضت معها حالات يأس وألم لا مفر منها.
نجاة من الأزمة
“البعث” التقت بالشاعرة علي والتي ستوقع ديوانها يوم السبت القادم في صالة “نينار آرت” الكائنة في باب شرقي برعاية دار التكوين للطباعة والنشر وملتقى جسور الثقافي، وقد أكدت علي أن “مجموعة النصوص النثرية التي يضمها الديوان هي عبارة عن قصائد مكتوبة منذ بداية الأزمة السورية، لكن أردت في هذه الفترة أن أجمعها في كتاب واحد، ففعل الكتابة هو نجاة من هذه الظروف التي نحياها”، منوهة إلى أنها  لم تمنح نصوصها النثرية- التي تتناول حالة الإنسان السوري بكل تجلياتها- عنواناً بل منحتها أرقاماً لاتينية، لأن القصيدة هي عنوان بحد ذاته ولكي لا تحجّم القصيدة بل تمنحها بعداً أوسع وتفسح مجالاً أوسع لخيال القارئ.

لون مختلف
ولأن شخصية علي الحساسة تظهر في نصوصها المترامية بين دفتي “من يحمل لوني عني” كان لابد من سؤالها عن سبب اختيارها لهذا العنوان وليس سواه، فتجيب: هذا اللون هو شخصيتي التي اعتبرها مختلفة عن المحيط الذي أنتمي إليه،  وهذا الاختلاف وعدم الانسجام المطلق مع المحيط اعتبره اختلاف لون، ومن الطبيعي أن يحمّلني هذا الاختلاف في اللون والشخصية الأقرب إلى الحسية عبئاً  أمام هذا المجتمع المادي الذي لم يعد يكترث بالمشاعر، بل يفضل المادة في مختلف تعاملاته، فهي ترى أن انسجامها سيخلصها من عبء الاختلاف وتبعاته.

غنى وغموض
ويكتنف نصوص الديوان حالة من الغموض وعدم الوضوح تقول عنها علي: “إن سمة الغموض وعدم الوضوح التي تكتنف نصوص الديوان بسبب أنني أستخدم كلمات غنية ومفردات غير متداولة، لذلك يمكنني القول أن ديوان “من يحمل لوني عني” هو نوع شعري إشكالي يحتاج لقراءة معمقة لقراءة لما بين السطور، وفهم معانيه وصوره.
لوردا فوزي