ثقافة

“سهريةحب” على قناة سورية دراما

هو الحب كان حاضراً في “سهرية حب” التي بثتها قناة سورية دراما في وداع عام مضى واستقبال عام جديد. مع طاقم القناة وضيوفهم عشنا حالة من الحب الذي تدفق إلينا غديراً من الوداد، فتح لنا نافذة صغيرة من الفرح أطلت على قلوبنا بعد أن ظننا أننا غادرنا بعضاً من أجزائنا.
هي الساعات الأخيرة من عام 2016 والناس يحتفلون بليلة رأس السنة يودعون عاماً حمل حقائبه واعتمر قبعة الرحيل، معلناً قدوم عام جديد أطل علينا بكل ما يحمل من مفاجآت وأحلام يفردها حلماً حلماً، فيدغدغ آمالنا، ويرسم لنا آفاقا بطيوف ملونة ننسجها بخيالنا وأمانينا الخضراء، كربيع نثر وروده في أروقة الزمان والمكان ليفوح عبيرها عطراً شذياً. عام رحل تاركاً وراءه الكثير من الخيبات والانكسارات والأحلام المشروخة.
من دار الأسد للثقافة والفنون، هذا الصرح الشامخ الذي شكل منارة للثقافة والفن منذ انطلاقته حتى الآن، وازداد  دوره إشعاعاً في سنوات الحرب، محققاً شعار محاربة القبح بالجمال والفن، من هذا المكان العابق بالتاريخ استقبل فريق “القناة” ضيوفهم من فنانين دراميين ومطربين وموسيقيين يدفعهم فرحهم وحلمهم الذي يرغبون أن يعيشوه في بلدهم سورية ولها، فكما طفولة الصبح تعلم الشمس كيف تغازل النهار لينشر إشراقتها على الكون، هكذا كانوا أمام وعدهم لجمهورهم بأنهم معهم دائماً، أطل ضيوف السهرة مشرقين بالمحبة والسلام، يحملون في وجدانهم سورية بكل تاريخها، وبكل ما تعانيه من نزف وألم، بعد أن كانت تحرسها عيون أهلها الذين جمعهم حب الحياة والأخوة والهم المشترك، كانوا صوت السوريين جميعاً، ليؤكدوا أن الغد سيزهر في سورية، وكل شخص سيبقى تاريخه ملازماً له وحده، وسيتجلى كل إنسان بضميره الذي يخدم قضيته، حيث تألقت السهرة بحضور الفنانين دريد  لحام، جيانا عيد، أيمن رضا، محمد خير الجراح، نظلي الرواس، محمد قنوع طلال مارديني، ربى الحلبي، وخلود عيسى. وكانت هناك وقفة مع الغناء قدمها المطربون عماد رمال، سامر كابرو، سليمان نصرة، دريد عواضة، والأخوين شلبي، وختمها المطرب شادي جميل بأغنيات جميلة لسورية، ولحلب مدينته التي رفعت بيارق نصرها في سماء المجد ليجسد شعبها مآثر البطولة والصمود في وجه من حاولوا أن يقتلوا في أرواحهم حب الحياة، لكن هذا الشعب الجميل كان أقوى، مدركين أن الوطن يكبر بأبنائه ويكبرون به.. وأنهم سياجه المنيع يصونونه، ويدافعون عنه. وهذا ما جسده أبناء حلب في احتفالاتهم التي عاشوها فرحين بالنصر وقدوم العام الجديد مؤكدين عشقهم للحياة، عبر إشراقة الحب التي شعت من عيونهم وهم يطلون عبر شاشة “سورية دراما” ليقدموا التهنئة لأهاليهم وأصدقائهم، وليؤكدوا تمسكهم بوطنهم، فامتزجت الدموع بالحزن والفرح وهم يطوقون عنق الحلم متحدين الحرب التي أفسدت عليهم أوقاتهم وسرقت منهم راحتهم وأمانهم، فكانت هذه السهرة بلسماً لهذه القلوب التي عاشت مساحة الحب وعفوية الحياة ونقائها، وكان القاسم المشترك بين الناس جميعاً هو حب الوطن، متعالين على جراحهم ومتمسكين بسوريتهم التي يبدؤون يومهم باسمها ليصبح نداؤه بلسمهم ودواءهم،  وحتى نهاية العمر.
في هذه السهرة فتح الجميع – ضيوفاً وأهل بيت- نوافذ قلوبهم المفضية للحياة.. وطيّروا في سمائها حمامة من أمنيات وآمال، حمّلوها وجدهم  وأحلامهم الندية، أن يشع ضوء النهار في أرواح السوريين جميعاً، وقدموا وردة من حب وأمل أن تكون سنة 2017 مباركة على الناس جميعا، وأن تكون سنة خير وعطاء مزهرة بالأحلام والأمل دائما.. فشكراً قناة سورية دراما على هذه السهرة التي افتقدناها في زمن أغرقنا في تفاصيل الحياة، وكل عام وسورية نجمة متلألئة في سماء المجد.
المحررة الثقافية