ثقافة

معرض “يوم الأرض” للدفاع عن حق العودة

جسدت الأعمال الفنية في معرض يوم الأرض قدرة الفنانين الفلسطينيين على التعبير بطرائقهم المختلفة عن شعورهم تجاه وطنهم، وتشبثهم بأرضهم من خلال لوحات فنية بألوان متنوعة أكدوا فيها على التضحية من أجل التحرير ومقاومة المشروع الصهيوني إضافة للكثير من القضايا الاجتماعية والوطنية والإنسانية.

ورشات عمل

وكان اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين قد افتتح مؤخرا في صالة الشعب المعرض السنوي ليوم الأرض، حيث أشار رئيس الاتحاد الفنان عبد المعطي أبو زيد إلى أنه في كل عام يتنافس الفنانون لتقديم أفضل الأعمال لتجتمع كلها في معرض فني واحد، وهذا العام ضم مختلف أنواع الفنون التشكيلية من الرسم والنحت والتصوير الضوئي والغرافيك، إذ حاول جميع المشاركين أن يكون المعرض أكثر تطوراً من خلال الموضوعات المطروحة. وأضاف: نحن من خلال تحضيرنا للمعرض حاولنا الاعتماد على مجموعة من الفنانين الشباب وتوزيعهم على المناطق السورية، وتحويلها إلى روابط ليكون هناك حركة جغرافية متنوعة لكل مجموعة، ومن خلال هذه الروابط أنشأنا ورشات عمل كانت نتيجتها اختيار مجموعة من أعمال الشباب شاركت اليوم في هذا المعرض، وبفضلهم استطعنا سد الثغرات التي خلفتها هجرة معظم فنانيه،  بالإضافة إلى وجود مجموعة أساسية مشاركة من الفنانين الكبار.

تضحيات الجيش

ولفت أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين الفنان إبراهيم مؤمنة إلى أن هذا المعرض يقام بمناسبة انتفاضة الأرض الفلسطينية، وهو يعبر عن التمسك بالأرض والدفاع عن التراث الفلسطيني جنباً إلى جنب مع البندقية المقاتلة، ولوحتي التي شاركت بها تجسد بطولات الجيش العربي السوري والمقاومة، وتحية لشهداء الجيش الذين مازالوا يضحون بأرواحهم رغم مرور سنوات الحرب القاسية على سورية، لذلك يجب تقديم هدية لهم فكانت لوحتي بما تحمل من قيم الإباء والوفاء لمن رووا بدمائهم تراب الوطن، وقضوا دفاعاً عن وطنهم وتمسكهم به.

معرض الكرامة

وبسبب الأزمة وبعد انقطاع عدة سنوات عن معرض يوم الأرض، عاد الفنان محمود خليلي للمشاركة في المعرض رغبة منه  في ملامسة هذا الواقع القاسي، فتحدث قائلاً: استطعت مقاربة الأزمة التي نعيشها، وأيقنت أن الفن التشكيلي هو حالة خاصة لا يمكن الاستعاضة عنها بأي فن آخر كوني أعمل في التمثيل أيضاً، فهو فعل فردي ويستطيع الفنان أن يكون حراً طليقاً وأن يقدم أفضل ما عنده. وأضاف: في بداية تأسيس هذا المعرض وكان عنوانه “معرض الكرامة” ضم الفنانين الفلسطينيين شباباً ورواداً، واليوم أهم ما في المعرض أنه تظاهرة للقاء الجميع، وأن نحتفي ببعضنا عبر تقديم أعمال فنية معظمها فلسطينية مؤسسة على فعل المقاومة والموقف العربي، وليس فيه أي شيء له علاقة بالترف الفني، فكل لوحة في  المعرض حملت توازناً في الشكل والمضمون.

الزيتون والمفتاح

بدوره لفت معاون وزير الثقافة المهندس علي المبيض أن المعرض أقيم بمشاركة فنانين فلسطينيين وسوريين لوحدة الهدف وهو المقاومة، إذ يضم لوحات مختلقة ومتنوعة للفنانين من مختلف الشرائح العمرية، والفكرة الرئيسية هي حق العودة، وهذا واضح من خلال رموز موجودة في اللوحات مثل أغصان شجر الزيتون المباركة والمقدسة التي تعتبر من المزروعات الفلسطينية، والمفتاح وقبة الصخرة وأشكال العمارة الفلسطينية، والأهم هو وجود الأم الفلسطينية التي ترمز إلى الخصوبة، بالإضافة إلى الهدف الأساسي وهو “التمسك بالأرض” واستمرار الرسالة من جيل إلى جيل، هذه الرسالة التي تتجسد أيضاً في هذه الفترة التي تمر بها سورية نتيجة هذه الحرب الظالمة.

المرأة والأرض

ووجه رئيس اتحاد كتاب العرب د.نضال الصالح تحية للفنانين المشاركين في هذا المعرض بمناسبة يوم الأرض، ولأولئك الرجال الذين صنعوا مجد هذا اليوم، وأكد على تلك العلاقة التي تنهض عادة من خلال التعبير إما بالكلمة أو بالريشة، حيث قال: نمثل نحن والفنانون التشكيليون قيمة تتكامل فيما بينها، ويأتي هذا المعرض استجابة لقيمة عالية تتعلق بارتباط الإنسان بأرضه، وتتجه اللوحات إلى تثمين هذه القيمة وتأكيدها، وثمة حضور لافت للمرأة في معظم اللوحات، وغير خاف أن العلاقة الرمزية بين المرأة والأرض، وهي معروفة في الأساطير والديانات والثقافة الشعبية كتعبير عن الخصب، والأرض الفلسطينية على مر التاريخ كانت مفعمة بالرجال والنساء الذين يدافعون عنها، والأرض التي صمدت في وجه غزاتها واستطاعت أن تقاومهم على الرغم من مرور سنوات طويلة من احتلالهم لها.
جمان بركات