ثقافة

إيقاعات مؤذية بجمالها

للحقيقة لم تحاول أبداً إلا الهروب بالرقص على تلك الإيقاعات.. ولم تحاول أبداً قطع الحبل السري بينهما مذ رميت على مسرح الحياة.

عاداتها أشبه بعقاقير منتهية صلاحيتها، قد لا تفيد، ولكنها لا تضر بصحة أحد على الأقل.. عادات ليست للوراثة يد فيها، وحتى سلوكيات المجتمع هي منها براء..

تولم الحب للعصافير على صحن قلبها قبل استيقاظ الصباح.. تعتذر كل قهر من نفسها لأنها لم تمت كما وعدتها بذاك المساء..

تصفر عداد الحزن كل لفحة تفاؤل علها تبدأ من جديد هذه الحياة.. ترسم خطوطاً منحنية باتجاهك كل حنين ولا تدري بفعل ماذا تستقيم فلا تلتقيان..!.

تشرب القهوة بشكل لا إرادي.. فنزولاً عند رغبته تفعل أغلب الأشياء.. تدخل القصيدة حافية القدمين.. تدخلها من أضيق أبوابها، فالقصيدة لا تحب ضجيج النفاق..

تردد كلمة السر لباب قلبه بنومها ويقظتها، ترددها وهي تطهو أو تأكل أو تبدل ملابسها حتى بالكواليس ترددها لتنساها عند كل لقاء..

كالعادة تجعل الحب يأخذ مجراه حتى أقصاه.. لا تقرأ أبداً ما بين السطور، فهو فعل الأغبياء.. ففك شيفرة الكلمات يصيبها بالإعياء.. لا تؤمن بترتيب غرف القلب.. فبالفوضى الحميمة تولد المعجزات..

تخاف أن تنام دون قلق.. القلق وحده يوصل إما للجنون أو للكمال..

هي لا تبدل كثيراً الحالات.. إنها مجنونة حد الجمال.. لا تؤمن بالعقل إلا عند الحاجة..

تكره مواعيد الصيف حيث تأخذها من وحدتها بلا استئذان.. جل ما يخافه البشر فهي لم تخف يوماً من الله.. الله رحيم يفهم ويغفر، أما الإنسان فلاااا!!!

كل أمل تتبع الطريق الطويل في رحلتها علها عند أقرب غيمة تلقاه.. تستمتع جداً عندما يلوح لها بمعانيه البيضاء معلناً سلامه المؤقت من نافذته الزرقاء.. ويعود لجماله الأول عند كل إهمال..

من ثقب في قلبها صغير جداً قد يكون لامرئياً ترى جمالاً لا يستطيع أحد أن يراه..

لا تعول كثيراً على الذكريات.. أمها هي ملاذها الوحيد وما عدا ذلك تأويلات وخرافات.. لا تتعلم من تجاربها أبداً، فكل تجربة هي رحلة حياة.. رائحة عطره حتى اللحظة لا شريك لها..!.

تتوقع موتاً مفاجئاً بسبب نوبة إنسانية عالية الوطأة.. تسأل ودائماً لا جواب.. هل انتهى الهدوء بهذه البلاد ؟! هل صنعت الحرب وحدها كل هذا الغياب..؟!

بارعة بطهي الفرح لكنها لا تتذوق طعمه منذ سنوات.. تقرأ ما يخط لحبيبته لخبرها بأنه مصاب بحبها.. تقرأ وبه كل مرة تصاب..

لا تأخذ الحزن على محمل الجد فثمة فرح يلوح بعيداااا هناك.. حتى الآن لا تعلم كيف تثمر الحرب ببلاد تملك كل هذا الربيع.. حيث يمر عطره من هنا لحظة فيخنق بكل ما يملك من زهر رائحة البارود التي شوهت ما بجعبتنا من أحلام..

لينا أحمد نبيعة