ثقافة

دعوة على محمل الحب

أغلقت الهاتف وأرسلت إليك ابن الجيران النبيه ليخبرك أن تتبعني.. كتبت لك رسالة ورقية ووضعتها في كفه.. أعرف أني تأخرت كثيراً يا صديقي، ولكن قلت لي ذات شوق عندما أهديتني باقات من وقتك النفيس، ليس مهماً متى تأتي، المهم أن تأتي.. لو تعلم كم مشيت لأصل إلى بابك المفتوح على بحر الثقافات التي أحببت.. كان المشي أطول كثيراً من الطريق.. لكني وصلت على ما اعتقد..

الشهر آب والشمس بكامل نارها.. مع هذا هناك بعض الريح التي لا يشعر بها سواي، وكأن الرب أرسلها لي وحدي لأكنس فيها الموت بالحب..

سأبقى كما وعدتك “النص” اليابس الذي يقف في حلق طريق الفشل.. وسأبقى أكتب كما وعدتك أيضاً، مع أني أرى أن الكتابة هنا ليست أكثر من زراعة في حقل موهوم.. تعال نرمي كل أثقالنا ونذهب خارج التغطية من فوق خيوط الشبكة.. تعال منفي من الأوطان الافتراضية.. المزاج بحري هواه غربي، ومعي شريط كاسيت بجودة مقبولة لـ عبد الحليم (قارئة الفنجان ياولدي) وبحوزتي من اللهفة ما يكفينا لسنين.. استحلفك بالرب كل هذا ألا يغريك..؟!

اترك ضفتك الوهمية واسبح في بحري.. اسبح في ماء الحقيقة فآثار الحرب هشمت قلوب الملايين.. سنأكل من بطن البحر وسنشرب القهوة حلوة بلا سكر.. وقد نفعل ما كان يحدثنا عنه العشاق الأولون.. لا تقلق من مرور الوقت.. أنا على علاقة ممتازة به فلن يتقدم ولن يتأخر وإن نقصت الساعة قد أرشيه.. سأسمره في مكانه لينقضي ذاك المشوار الجميل.. لا تفكر بالعودة إلى هاتفك، أعرف أن أحياء كثيرون هناك ينتظرون في غرف الكلام رسالة منك ليهتدوا لطريق النوم، وليطمأنوا بأنه لم يتم خطفك في طريق افتراضي فرعي على جانب ذاك البار البعيد..

تعرف جيداً يا صديقي.. أني كتبت كثيراً عن الحب، لكني لم أجربه.. وخرجت مرات عديدة منه ولا اذكر أني دخلته.. نقلت وقلت كلاماً عن الحب والعاشقين.. كتبت شعراً عنه لم أصدقه يوماً، وكنت أحياناً يكاد يغمى عليّ من فرط الضحك.. يمر العشق بجانبي كالمنام..!

قلبي يا صديقي مغبَّر وبيتي ككثيب رملي.. وللحقيقة أحن لك ولآخر ظهور للحب على صفحة قلبي الحمراء، وعلى ما أعتقد كان في الخامسة والربع صباحاً من جمادي الأول من العام المائة والعشرين بعد الهجرة..!

هل وصلتك دعوتي.. هل أطربك  فن احتيالي فتبقى حبيبي أيها الصديق..؟!

لينا أحمد نبيعة