ثقافة

د. ثائر زين الدين: الهيئة أنجزت خطتها.. والعام القادم يبشر بالخير

تستعد الهيئة العامة السورية للكتاب للمشاركة في احتفالية يوم الثقافة التي تفتتحها وزارة الثقافة اليوم الخميس في دار الأسد للثقافة والفنون وتستمر فعالياتها لمدة أسبوع تحت شعار “يوم الثقافة لوعي الحياة”.

وبيّن  د.ثائر زين الدين المدير العام للهيئة أن حصة الهيئة في هذه الاحتفالية جيدة من خلال عدة أنشطة تشارك فيها، وأولها المعرض الضخم الذي يُفتتح اليوم في دار الأسد للثقافة والفنون والذي زوِّد بعدد كبير من العناوين الجديدة “1200” عنوان، إلى جانب معرض آخر يقام بالتعاون مع مكتبة الأسد، مع إشارته إلى حفل إعلان جوائز وزارة الثقافة في مسابقاتها الثلاث التي سبق وأن أعلنت عنها : جائزة حنا مينه للرواية وجائزة سامي الدروبي للترجمة وجائزة عمر أبو ريشة للشعر وتكريم الفائزين ولجان التحكيم فيها، مبيناً أن جوائز مالية ستُمنَح للفائزين وهي 500 ألف ليرة للفائز الأول و400 ألف ليرة للفائز الثاني و300 ألف ليرة للفائز الثالث، والأهم برأيه أن الهيئة ستتبنى الأعمال الفائزة من خلال طباعتها وتقديم نحو 75 نسخة لصاحبها، كما ستصرف الهيئة لكل عمل مكافأة جديدة كأي مخطوط جديد يُقدَّم لها، منوهاً إلى أنه سعيد بالإقبال الكبير على المشاركة بهذه المسابقات من خلال العدد الكبير من المخطوطات التي قُدِّمت للمسابقات، حيث قُدِّم نحو 400 مخطوط في مسابقة الرواية وعدد أكبر من ذلك بكثير في مسابقة الشعر، في حين تقدم عدد دون الطموح في مسابقة الترجمة، موضحاً زين الدين كذلك أن الهيئة ستقيم في احتفالية يوم الثقافة مهرجاناً شعرياً تشارك فيه نخبة من الشعراء السوريين يمثلون أجيالاً شعرية مختلفة : مناة الخير، نذير العظمة، عبد الكريم الناعم.. وغيرهم من مختلف المحافظات، مؤكداً أن كل مديريات وزارة الثقافة ستشارك في الاحتفالية عبر نشاطات مسرحية وسينمائية وندوات مختلفة، منها ندوة عن الباحث د.عفيف بهنسي تكريماً له، وتكريم نخبة من الأدباء والفنانين والرسامين.

عام مميز في مسيرة الهيئة

وأشار د.ثائر زين الدين إلى أهمية احتفالية وزارة الثقافة بيوم الثقافة بهذا الشكل الجماهيري، مع تأكيده على أن الهيئة تحتفي بيوم الثقافة بشكل يومي من خلال عملها الدائم الذي لا يتوقف بإصدارها الدائم للكتب وإقامة المعارض التي بلغ عددها حتى الآن نحو 12 معرضاً على مستوى سورية، إلى جانب معارضها الدائمة في منافذ الكتب التابعة لها، منوهاً إلى الاحتفالية التي نفذتها وزارة الثقافة مؤخراً في حلب وقد رعاها وشارك فيها السيد وزير الثقافة واستمرت لعدة أيام أقيمت خلالها المعارض وحفلات توقيع الكتب وتكريم مبدعي حلب.

وبالحديث عن أهم إنجازات الهيئة خلال العام 2017  أكد  د.زين الدين أن هذا العام كان مميزاً في مسيرة الهيئة التي شهدت إطلاق روح جديدة وقد عادت إلى دورها الذي كان قبل أن تُشنّ الحرب الظالمة على سورية، حيث فعَّلت جوانب كثيرة فيها، مع رفع تعرفة الكتابة بحيث تمت مضاعفتها ثلاث مرات، الأمرالذي تقدمت به الهيئة على هذا الصعيد والذي كانت له آثار إيجابية على الكتّاب وتفاعلهم الكبير والسريع مع الهيئة.. ومن الإنجازات المميزة أيضاً للهيئة طرحها للمشروع الوطني للترجمة الذي بدئ العمل به من خلال لجنة تضم كبار المترجمين في سورية وهي التي تضع آليات الخطة التنفيذية بعد أن أنجزت الوزارة ما أسمته الخطة الوطنية للترجمة التي انتهى مفعولها في بداية العام 2017  لتطلق الهيئة المشروع الوطني للترجمة على أن تضع خطة تنفيذية سنوية، وقد ترجمت الهيئة العديد من الكتب الهامة سواء بالتكليف أو من خلال كتب قُدِّمت لها، مشيراً إلى أن أولويات المشروع تكمن في وضع القارئ السوري والعربي بصورة عامة في مستجدات الثقافة العالمية وأهم ما يُطرَح اليوم في كثير من الحضارات والثقافات وتسليط الضوء على الكتابات  التي تناولت الواقع العربي المعاصر وهي كتب أضاءت الغطرسة والأفعال التي قامت بها دول وجهات كثيرة فيما عشناه من دمار وخراب في سورية مثل كتاب ” قتل الديمقراطية” وهو كتاب ضخم لنخبة من المؤلفين كشف أفعال الإدارات الأميركية المتعاقبة ودور البنتاغون في تدمير الديمقراطيات في الدول الناشئة، وكذلك كتاب “أمراءنا الأعزاء جداً هل هم أصدقاء” لباحثين فرنسيين تحدث عن سيطرة مشيخات الخليج  على النخب الحاكمة في فرنسا بالتأثير على الساحة السورية والعراقية، وهذه النوعية من الترجمات  افترضها الواقع الذي نعيشه في سورية إلا أنه برأي د زين الدين لم يكن هذا الجانب هو الطاغي حيث كانت الأولوية الثالثة في المشروع الوطني للترجمة الاتجاه شرقاً نحو ثقافات كثيرة لم يُترجَم الكثير من أدبها وثقافتها  ومعارفها إلى اللغة العربية وكذلك ترجمة الأعمال الأدبية  الحديثة “روايات ، قصص، شعر” الصادرة في بلادها، منوهاً إلى أن هناك خطة محددة لترجمة مختلف وجوه المعرفة.

الكتاب الناطق

وعن مشروع الكتاب الناطق وهو من أهم إنجازات الهيئة للعام 2017 بيّن د. زين الدين أنه يمثل وجهاً حضارياً  في وزارة الثقافة حيث لم تكتفِ بوجود الكتاب الورقي التقليدي حين أتاحت للقارئ وسيلة يمكن من خلالها أن يقرأ كتاباً مسموعاً في أي مكان يتواجد فيه، حيث يكتفي بوضع قرص مدمج في سيارته ليستمع إلى كتاب  كامل وهو في رحلة طويلة، كما أن هذا الكتاب يتيح لذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة ممن فقد بصره ولا يستطيع قراءة الكتب الورقية أن يقرأ كتباً كثيرة من خلال الاستماع للكتاب الناطق، وقد أصدرت الهيئة حتى الآن 4 كتب بأسعار زهيدة، وخطة الوزارة مستمرة في إصدار هذه النوعية من الكتب بحيث يتضمن المشروع العام القادم إصدار كتاب في كل شهر وذلك بهدف نشر الثقافة بأساليب مختلفة منوهاً د. زين الدين إلى أن الهيئة وخلال عام 2017 أعادت أيضاً أطلاق مجلة جسور الثقافية المتخصصة في مجال الترجمة التي توقفت خلال الأزمة وهي مجلة فصلية صدر منها حتى الآن ثلاثة أعداد وتحضر اليوم للعدد الرابع ليصدر قبل نهاية هذا العام إلى جانب  إطلاقها لمجموعة من السلاسل الثقافية  التي تيسر المعرفة ومنها سلسلة تناقش قضايا لغوية حياتية معاصرة بشكل مبسط، وقد صدر منها أربعة كتب تناولت قضايا لغوية بشكل جميل ومبسط دون أن تتنازل عن أساسيات اللغة مع استمرار الهيئة بإصدار سلاسل أخرى تقدم الشخصيات  والأعلام السوريين لتعريف جيل الأطفال والناشئة بمبدعينا في شتى المجالات، موضحاً د.زين الدين أن الهيئة أنجزت خطتها من ناحية العدد حيث أصدرت نحو 160كتاباً ورقياً إلى جانب الكتب الالكترونية وإحداثها لموقع الكتروني تُنشَر عليه كافة الكتب الورقية والدوريات بعد أسبوع من إصدارها لتصبح بين أيدي القراء وبكل الوسائل إلى جانب عقدها لمجموعة من الندوات الهامة وإعلانها عن مسابقة للغة العربية بهدف تمكين اللغة العربية، وقد خصصت هذه المسابقة لهذا العام لحفظ الشعر العربي وتقدم لها عدد كبير من المتسابقين وتم الإعلان عن الفائزين فيها، مشيراً د.زين الدين إلى أن أفكاراً جديدة سيتم طرحها العام القادم، معترفاً أن الهيئة والوزارة ورغم ما عانته البلاد من حالة حرب ودمار وخراب ظلت تنتج الكتاب والمجلة وتقيم الندوات، وهي تحاول ضمن هذا الإطار والميزانية المخصصة لها أن تستمر في إنجاز أعمالها والمحافظة على ما أنجزته وإضافة إنجازات جديدة وخاصة الطباعة التي تطورت على صعيد الأغلفة والورق.

 

أهمية الكتاب السوري

ورداً على من يقول أننا لا نملك خطة ثقافية رأى د. ثائر زين الدين أن هذا الكلام مجحف بحق وزارة الثقافة، وهو كلام غير عادل وأن الوزارة والهيئة مستعدتان لتلقي كل الملاحظات الحقيقية من منطلق البناء وليس من منطلق الإساءة في الوقت الذي نرى فيه الكتاب السوري  مرغوب ومطلوب في أنحاء الوطن العربي.

ولأن إصدارات الهيئة ذات قيمة عالية على صعيد المضمون كان التركيز منذ فترة على جودة الكتاب من الناحية الفنية واعتماد أغلفة ملفتة للانتباه بورق من النوع الجيد معتمدين أحياناً على مصممي أغلفة من خارج وزارة الثقافة، ولا ينكر زين الدين أن فنانين كثر ساعدوا الهيئة وقبلوا بالإمكانيات البسيطة، منوهاً إلى أن مطبعة الوزارة لا يقتصر عملها على منشوراتها فقط فهي تتحمل نفقات طباعة بعض الدوريات الأخرى مثل: الكاتب الفلسطيني وزهرة القدس ومجلة رابطة المحاربين القدماء وكل بروشورات مديريات الوزارة، مذكراً بأن الهيئة أصدرت  كتباً هامة مؤخراً ضمن سلسلة الأعمال الكاملة حيث صدرت الأعمال الكاملة لحيدر حيدر الجزء الثاني  مع صدور قريب لأعمال حسن م يوسف والجزء الثاني لأعمال اعتدال رافع وقمر كيلاني.

ويؤكد مدير الهيئة العامة السورية للكتاب على أن كل العاملين في وزارة الثقافة يرغبون في بناء علاقة مميزة مع كل المؤسسات الشبيهة والتي تعنى بالشأن الثقافي، لأن يداً واحدة لا تصفق وكل من يشوش على هذه العلاقة إنما يعمل ضد الثقافة في سورية.

أمينة عباس