ثقافة

عروض مسرحية وغنائية ولوحات تراثية.. في احتفالية للأشخاص ذوي الإعاقة على مسرح دار الأسد

تنوعت الفقرات الفنية التي قدمها عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن الاحتفالية التي أقامتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز الأعمال والمؤسسات السوري “مبادرة حدودي السما” مساء اليوم بين عروض مسرحية وغنائية ولوحات تراثية عبر المشاركون فيها من مختلف الإعمار عن مهاراتهم ومايتميزون به من إبداع.

وتضمنت الاحتفالية التي أقيمت على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة تكريم 215 شخصا من ذوي الإعاقة الذين يتلقون الرعاية في المعاهد التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وعدد من الجمعيات الأهلية كما تم تقديم دروع تكريمية لوزراء الشؤون الاجتماعية والعمل والأوقاف والتربية والإعلام والصحة ومحافظ دمشق ورئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان والمنسق المقيم لشؤون الأمم المتحدة في سورية.

كما شملت الاحتفالية تقديم قصص نجاح لعدد من الأشخاص ذوي الإعاقة ومعرضا لمنتجات عدد من الجمعيات الأهلية من أعمال الأشخاص ذوي الإعاقة وعرضا تعريفيا بمشروع عدسة سلام الذي نظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واستفاد منه 15 شخصا من ذوي الإعاقة في مجالات التدريب الاحترافي في التصوير والإخراج السينمائي والتصميم وإدارة المشاريع.

وفي تصريح للإعلاميين بينت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ريمه قادري أن العروض التي قدمت اليوم رغم بساطتها هي نتاج دقيق جدا لعمل الجمعيات الأهلية والمعاهد التي تعنى بشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة وتقدم خدماتها بشكل مجاني سواء من حيث التعليم والتدريب والتأهيل وتطوير المهارات لجعلهم بحالة أفضل تمكن من ادماجهم بالمجتمع.

ولفتت الوزيرة قادري إلى عدد من الإنجازات التي قدمت خلال العام الجاري بما يحقق خدمات افضل لهذه الفئة حيث تم مؤخرا ومن خلال المجلس المركزي للمعوقين إطلاق التصنيف الوطني الجديد للإعاقة الذي كان أكثر دقة وشمولية واتساعا مع دليل تنفيذي له كما تمت الموافقة على تقديم منح مادية للمقبولين في مفاضلة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الراغبين بغتمام تعليمهم المتوسط والجامعي وما بعد الجامعي كما اتخذ قرار يطبق بداية العام القادم يتضمن زيادة نسبة الإعانة المالية للمصابين بالشلل الدماغي بنسبة 40 بالمئة مبينة أن كل ذلك يترجم اهتمام الحكومة بهذه الفئة.

من جانبه أوضح أنس حتاحت رئيس مجلس إدارة مبادرة “حدودي السما” المحتضنة من مجلس الأعمال والمؤسسات السورية أن الاحتفالية مهمة جدا لجهة التعريف بإمكانيات هؤلاء الأشخاص وإبراز مواهبهم والخدمات التي تقدم لهم مشيرا إلى ضرورة العمل من مختلف الجهات الحكومية والأهلية لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع.

وأوضح مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بدمشق شوقي عون أن الفعالية تقام لتوجه رسالة إلى المجتمع بأن هؤلاء المعوقين موجودون ولا يختلفون عن الأشخاص الأسوياء ونعمل على دمجهم بالحياة السياسية والثقافية والاجتماعية لافتا إلى أن الوزارة قدمت كل التسهيلات لهذه الشريحة ليأخذوا دورهم بالحياة من خلال التنسيق والتشارك مع الجمعيات الأهلية لتقديم خدمات لهم.

من جانبها بينت رئيسة المجلس المركزي لشؤون المعوقين خولة حنا أن هذا اليوم يعتبر منبرا لتوجيه رسالة للعالم والمجتمع بأن الأشخاص ذوي الإعاقة لديهم قدرات وهم بحاجة لاستنباطها وإثباتها لافتة إلى أن المجلس يقدم الدعم لهؤلاء الأشخاص من خلال التعليم والتربية وتقدم كل التسهيلات لهم بهذه المرحلة.

ومن قصص النجاح التي عرضت بالاحتفالية قصة المهندسة سامية السيد التي بينت أن إصابتها بشلل الأطفال في سنتها الأولى لم تمنعها من متابعة دراستها لتنال إجازة في الهندسة الطبية والمعلوماتية إضافة إلى تطوير مهاراتها في اللغات وتمثيل سورية في أكثر من محفل دولي.

وأشارت عضو جمعية صندوق الرجاء سمر تيناوي إلى أن المشاركة بالمعرض كانت بعرض العديد من أعمال طلاب الجمعية التي تعتني بمصابي “متلازمة داون والتوحد وصعوبات التعلم” لافتة إلى أن الجمعية تقدم التأهيل المهني لنحو 20 طالبة في مجال الأعمال الخشبية والإكسسوارات والتلوين المائي والزيتي.

من جهته أكد عضو مجلس إدارة جمعية “أمل الغد” ماهر دلول أهمية التعاون بين مختلف الجمعيات الأهلية لتقديم خدمات أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة مبينا أن الجمعية ترعى الأطفال المصابين بشلل الدماغي الذين قدموا عرضا مسرحيا في هذه الاحتفالية.

وقال أحمد جيجان والد الطفلة رشا التي كرمت في الاحتفالية إن عمل الجمعيات وتعاونهم مع الأهالي أسهم في تطوير إمكانيات وقدرات الكثير من هؤلاء الأشخاص ومنهم ابنتي التي تدرس في معهد التأهيل المهني للمعوقين وتقوم بالأعمال اليدوية التطريز والنول.

وأعرب المكرم بدر الهجامي عن سعادته بهذا التكريم الذي يدل على أن الأشخاص ذوي الإعاقة فئة منتجة وليست مستهلكة مشيرا إلى أنه قام بعدد من ورشات العمل في التصوير والإخراج لأفلام لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

حضر الاحتفالية وزير التربية الدكتور هزوان الوز وعدد من أعضاء مجلس الشعب والمكتب التنفيذي لمحافظة دمشق وممثلي الوزارات المكرمة والجمعيات الأهلية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.