ثقافة

أيهم عرسان في أول تجربة تليفزيونية له: “رائحة الروح”.. بعيداً عن مناخات الأزمة

بعد أن اكتملت التحضيرات بتوزيع المخرجة سهير سرميني كافة الشخصيات على الممثلين سواء بالنسبة للشخصيات الرئيسية والثانوية، واستطلاع وتثبيت كافة مواقع التصوير للعمل، بات من المقرر أن يبدأ تصوير مسلسل “رائحة الروح” خلال الأيام القادمة من كتابة أيهم عرسان في أول عمل له على صعيد التلفزيون، وكان عرسان قد أنجز نصا تلفزيونيا من ثلاثين حلقة إلا انه لم يجد بعد طريقه لأن ينتج.

غنى المجتمع السوري
ويتخذ المسلسل كما بين كاتبه أيهم عرسان مسارا دراميا يبتعد به عن تناول الأزمة في سورية كما درجت معظم المسلسلات السورية الاجتماعية في السنوات الأخيرة، وذلك بغرض تسليط الضوء على قضايا اجتماعية كانت الأزمة وتداعياتها في حال تناولها العمل ستفرض سطوتها عليها بشكل يعيق التركيز عليها وتسليط الضوء على تفاصيلها كما ينبغي.
وأشار عرسان إلى أن العمل  يتحدث عبر خطوط متوازية عن مسارات درامية لمجموعة من العائلات تختلف في مستوياتها الاجتماعية والثقافية،حيث تعيش هذه العائلات صراعات مختلفة باختلاف أحلام وتوجهات وبنية كل أسرة والنوازع البشرية النفسية التي تعصف بكل منها ككل وبأفرادها على وجه خاص، كما يعمل على مسألة التباين أو(الكونتراست) بين وضعية أفراد الأسر والانطباع المتخذ مسبقا عنها استنادا للمهنة والوضع الاجتماعي إلا أن العمل  برأيه يحاول أن يقدم اقتراحا مختلفا لقراءة تلك الشخصيات.منوهاً عرسان إلى أن العمل  يعبر من خلال هذا المسلسل عن روح وغنى المجتمع السوري وان رائحة روح الإنسان (وهي صيغة مجازية بالتأكيد) يستطيع الإنسان أن يصوغها من خلال سلوكه وحيثياته في مجتمعه ودوائره الصغيرة أو الكبرى وان مايصوغه ههنا هو ما يشكل طاقته التي يتعامل معها المحيط بسلبية أو بإيجابية وتفاعل مجموعة العناصر أو العوامل النفسية والسلوكية والاجتماعية هو ما يكون شخصية الإنسان ومساره عبر حياته.

رهان كبير
وأوضح عرسان وهو الذي اعتاد أن يتوجه للجمهور من خلال السينما أن الكتابة للسينما وللتلفزيون تشتركان في أنهما وسيلتين للتعبير الدرامي وتتشابهان إلى حد كبير في الأدوات المستخدمة، إلا أن الاختلاف بينهما في الذهنية والمزاج  فالكتابة السينمائية أو الكتابة للسينما تتطلب الاختزال والتكثيف واستخدام الحلول البصرية كداعم للحوار في إيصال ما يريده الكاتب ثم المخرج، أما الكتابة للتلفزيون – خاصة ضمن صيغة الثلاثين حلقة السائدة حاليا – فتنحو نحو الإطالة واللجوء إلى الحوارات المطولة وافتعال الأحداث التي تبدو في العديد من الأعمال مفتعلة وغير متسقة مع المسار الدرامي وذلك بهدف شد المشاهد وجعله متحفزا منشدا إلى العمل دون أن يدخل إلى قلبه الملل كما يعتقد العديد من العاملين في الدراما من كتاب ومخرجين وحتى ممثلين. إلا أن هناك برأيه أنواعا من الصيغ الدرامية بعضها يتفق مع هذه المقولة والبعض الآخر لا يتفق معها، وهو يعتقد أن ما يهم هو خلق حالة التماهي أو الإيهام الدرامي لدى المشاهد، بصرف النظر عن وجود أحداث كثيرة أم قليلة في العمل. وعندما يتحقق هذا الأمر يكون العمل ناجحا ويشد مشاهديه لمتابعته والتفاعل معه. معترفاً عرسان أن توجهه للكتابة للتلفزيون رغبة منه في الوصول إلى أوسع الشرائح من المشاهدين، فالعمل السينمائي خاصة في بلدنا جمهوره محدود ونوعي إلى حد كبير، أما التلفزيون فيضمن الوصول إلى نسبة كبيرة من الجمهور، وهذا الأمر كما أكد عرسان يتطلب مراعاته في أي عمل درامي تلفزيوني فلا يستطيع الكاتب أن يذهب بعيدا في العمل على الحلول البصرية أو الفكرية للخطوط الدرامية كما لو كان يكتب نصا سينمائيا، فالمشاهد للتلفزيون يندرج ضمن طيف واسع فهناك من هو مثقف واسع الاطلاع وهناك من يريد مشاهدة عمل يسليه بالدرجة الأولى وهناك المشاهد البسيط الذي يجب التفكير به أيضا ومحاولة الوصول إليه أيضا.متمنياً أن يكون مسلسل “رائحة الروح” من المسلسلات الدرامية التي تستطيع جذب أوسع طيف من المشاهدين. وفي هذا رهان كبير لديه لأنه كتبه بمزاج يجمع بين السينما والتلفزيون وببنية سردية لا تعتمد على حشو العمل بالأحداث لشد الجمهور لقناعته  أن روح العمل هي ما يمكن أن تشد المشاهد أكثر.

أمر واجب
وخلفية السيدة سهير سرميني السينمائية كمخرجة سينمائية وتلفزيونية ساهمت برأيه وبالدرجة الأولى في تشجيعها لتبني المسلسل والسعي لإنجازه، وقد تشاورا كثيرا في مجمل العناصر الفنية للعمل، وأسعده جدا وجود هذا الشغف لديها للعمل والتقاطها لروحه وهو متفائل بأنها ستقدم في عملها التلفزيوني الطويل الأول كل ما لديها لتقديم عمل جيد كما نتمنى. وعلى اعتبار أن المرأة هي أمه وأخته وزوجته وصديقته وزميلته، فقد شكل هذا  التماس والتعايش الدائم مع المرأة واقترابه ككاتب من عوالمها، مكنه في هذا العمل الذي يتناول قضاياها من التقاط حالاتها المختلفة ودراماها الاجتماعية الحياتية والمشاكل التي تتعرض لها في المجتمعات العربية، ومنها مجتمعنا وهذا أمر واجب على الكاتب،لأن عالم المرأة هو عالم غني مليء بالمشاعر، وهو عالم حساس وغني جدا بغنى وجودنا في حياتهن ووجودهن في حياتنا.

بطاقة الفيلم
“رائحة الروح”: إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، يشارك فيه 180 فناناً منهم وائل شرف، فراس إبراهيم، خالد القيش، سلمى المصري، وفاء موصلي، محسن غازي، رنا أبيض، روبين عيسى، سليم صبري، نجاح سفكوني، بشار إسماعيل، ريم عبد العزيز، جيانا عنيد، جوان خضر، محمد قنوع، تيسير إدريس، غادة بشور، رشا إبراهيم، عهد ديب، رشا بلال، ريهام عزيز، علي بوشناق، ميريانا معلولي، زهير درويش، علا الباشا ،مي مرهج، هشام كفارنة، إبراهيم عيسى..، المخرج المنفذ سليم شامية، مدير الإنتاج عبد لمعين الموحد، مدير الإضاءة والتصوير تمام شبطا، تصوير أحمد صمودي، المونتاج والعمليات الفنية حسام الحمد، الموسيقا التصويرية والشارة آري سرحان، ديكور واكسسوار زياد الصغير.‏
أمينة عباس