الصفحة الاولىصحيفة البعث

شهيد في القدس.. واعتداءات جديدة على غزّة

دعا الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات في بيان له، أمس، إلى عقد مجلس وطني توحيدي، وجاء في البيان: “ينتظر شعبنا من قيادته السياسية في هذه الأيام ردّاً واقعياً على ما سُمي “صفقة القرن” الصيغة الراهنة للمؤامرة الأمريكية الصهيونية والرجعية العربية لتصفية قضية شعبنا الوطنية وتكريس الرؤية الصهيونية للصراع التاريخي بين مشروعنا القومي والوطني التحرري والإنساني والمشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني الرجعي العنصري”.

وطالب سعدات في البيان من القيادة السياسية ألا تخذله، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني لم يخذل يوماً هذه القيادة، وحتى في محطات بيع الأوهام والبناء على مفاوضات أوسلو العبثية ومرجعيته، وفي هذه اللحظة السياسية المفصلية من تاريخ شعبنا وأمتنا، ولفت إلى أن مفتاح بناء الوحدة وتجديد مشروعية المؤسسات الكفاحية القيادية هو إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية جامعة وديمقراطية.

ورأى البيان أن ما يجري اليوم من محاولات لإعادة إنتاج الانقسام تقرع بشدة أجراس الخطر، وتضع على قوى شعبنا وفئاته الوطنية وتعبيراته السياسية والاجتماعية الاصطفاف لحماية المصالح الوطنية، ومحاصرة كل الفئات التي تقتات وتتغذّى من استمرار حالة الانقسام، وتغذي في الوقت نفسه كل الأدوات التي تحاول تسويق “صفقة القرن” وتداعياتها على الوضعين الوطني الفلسطيني والقومي العربي.

كما ورد في البيان: “إن الاستجابة لاستحقاقات الرد الوطني والقومي على “صفقة القرن” وإغلاق الطريق أمامها، يتصدّرها ضرورة إنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، مشيراً إلى أن كل من يعارض أو يرفض هذه الصفقة هو أيضاً هدف للرماية لقتله مادياً أو معنوياً كما كان الرئيس القائد الشهيد ياسر عرفات هدفاً لبندقية رؤية بوش الابن في وقت سابق”.

واعتبر البيان أنه ما دام هناك إجماع فلسطيني عام على حماية المنظمة، وفق ما هو موثق في اتفاق القاهرة “آذار 2005” وفي الاتفاقات التي بُنيت عليه لاحقاً، وأيضاً على ضرورات عقد المجلس الوطني التوحيدي فليس هناك أي مبرر لانفراد قيادة فصيل أو تحالف ضيق بالدعوة لمجلس وطني يستثني حضور وتمثيل كل قوى شعبنا السياسية والاجتماعية، واعتبر أن النجاح في تحشيد عناصر قوة الوطنية يشكّل المقدمة الضرورية لرصّ صفوف الأمة في معركة إفشال وهزيمة “صفقة القرن”، وشدّد على ضرورة اتخاذ موقف شجاع برفض أي دعوة لتكريس الانقسام، والدفع نحو الالتزام باحترام قرارات واتفاقات الإجماع الوطني بما يؤسس لعقد المجلس الوطني تحت مظلة فلسطينية جامعة.

من جهته، أكد وزير الخارجية اللبناني السابق عدنان منصور أن غاية الهجمة الأمريكية في المنطقة إضعاف محور المقاومة وتقوية الوجود والدور الصهيوني العدواني، مشدداً على أن هذه المقاومة تشكل الرادع الحقيقي لأي عدوان إسرائيلي جديد، وأضاف: “إن إقدام العدو الإسرائيلي على تصفية القضية الفلسطينية يمس بلبنان بشكل مباشر ويقضي على حلم الفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم”.

ميدانياً، اقتحم أكثر من مئة وخمسين مستوطناً بحراسة العشرات من قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك، وذكرت مصادر محلية أن الاقتحامات تمّت من باب المغاربة وعبر مجموعات، مشيرةً إلى أن حراس وسدنة المسجد فرضوا رقابة صارمة على المقتحمين لمنعهم من أداء صلوات تلمودية في المسجد المبارك.

كما اعتقلت قوات الاحتلال ثمانية فلسطينيين خلال عمليات دهم في مناطق بالضفة الغربية، وقالت مصادر فلسطينية: “إن قوات الاحتلال اعتقلت أربعة أطفال من بلدة العيسوية في القدس المحتلة بعد دهم منازل ذويهم، فيما اعتقلت أسيراً محرراً من بيت ساحور شرق بيت لحم بعد دهم منزله وتفتيشه”، وفتى من بلدة جيوس شرق قلقيلية بعد مداهمة منزل عائلته، إضافة إلى اعتقال فلسطينيين اثنين في مناطق أخرى.

إلى ذلك، داهمت قوات الاحتلال عدداً من منازل الأهالي في بلدة بديا غرب مدينة سلفيت وقامت بتفتيشها، فيما استشهد شاب فلسطيني جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه داخل البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، وزعمت شرطة الاحتلال أن الشاب طعن حارساً أمنياً في منطقة باب الواد بالبلدة القديمة وأصابه بجروح خطرة.

وأغلقت قوات الاحتلال مداخل البلدة القديمة وبشكل خاص شارع الواد والطرقات المؤدية له ومنعت الدخول والخروج منها.

وفي قطاع غزة، توغلت عدة آليات عسكرية لقوات الاحتلال شرق خان يونس جنوب قطاع غزة وقامت بأعمال تجريف في المنطقة.

وكانت طائرات الاحتلال قصفت مناطق في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة ما أوقع أضراراً في منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم، وذكرت مصادر فلسطينية أن طائرات الاحتلال قصفت بنحو عشرة صواريخ أراضي زراعية في حي الزيتون وقرب مفرق الشهداء محدثةً حفراً عميقة في المكان وأضراراً في المنازل القريبة من منطقة الاستهداف دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وحلقت طائرات الاحتلال بشكل مكثف وعلى ارتفاعات منخفضة في أجواء قطاع غزة.

وكانت دبابات قوات الاحتلال قصفت، أول أمس، أراضي زراعية شرق مدينة غزة ما أدى إلى إصابة فلسطيني بجروح وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات.

وكالات