الصفحة الاولىصحيفة البعث

روسيا: الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية يعرقل عملية التسوية الجيش يسيطر على مساحات واسعة في ريفي تدمر ودير الزور.. ومئات العائلات تعود إلى منازلها في حران العواميد

 

 

سجلت قواتنا المسلحة أمس إنجازات جديدة على عدة جبهات قتال حيث أحكمت سيطرتها على مساحة تقدر بـ 3700 كم في البادية السورية شرق تدمر، وفي ريف دير الزور بعد القضاء على أعداد كبيرة من إرهابيي داعش، وسيطرت وحدات أخرى على عدة تلال في ريف دمشق الجنوبي بمساحة تقدر بـ 850 كم.
وفيما عادت نحو 500 عائلة إلى منازلها في بلدة حران العواميد بريف دمشق بعد أن طهرها أبطال جيشنا من الإرهابيين وقامت الجهات المختصة بتأهيل البنى التحتية وأمنت الخدمات الأساسية للأهالي، واصلت المجموعات الإرهابية اعتداءاتها الجبانة على ريفي السويداء والقنيطرة والتي أسفرت عن استشهاد مدني وإصابة 10 آخرون بجروح، إضافة إلى إلحاق أضرار بالممتلكات.
في السياسة، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية على الأراضي السورية يعرقل عملية التسوية السياسية للأزمة ويصب في مصلحة الإرهابيين الذين يحاولون إعادة نشر الفوضى في البلاد، محذرة من التحضير لاستفزازات جديدة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية لاتهام الجيش بارتكابها.
وفي التفاصيل، واصلت وحدات من الجيش عملياتها القتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي في البادية السورية شرق تدمر في المنطقة بين سد عويرض وجنوب حميمة على امتداد جبهة بعرض 45 كم وعمق 60 كم، وأسفرت العمليات عن سيطرة الجيش على تل الكبد وارتوازية العكفان وبئر العكفان  وتلول الحباري  وبئر الطيارية  وبئر الورد وبئر زويد وبئر الصمادية وبئر العطشان وارتوازية العطشان  وبئر سيجر وبئر الباطحية  وسد الوعر  وبئر ماكر الوعر لتصبح المنطقة بالكامل آمنة بمساحة 2500 كم مربع وصولاً إلى الحدود السورية / العراقية.
كما أحكمت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة سيطرتها على المنطقة الواقعة بين قريتي معيزلية والمحطة الثانية وضهرة وادي المياه وقرية فيضة بن موينع بمساحة 1200 كم مربع بريف دير الزور بعد القضاء على أعداد كبيرة من إرهابيي داعش.
إلى ذلك أحكمت وحدات من الجيش سيطرتها على تل علي وتل أم جنيبريس وتل الضرس وتل الخيل وتل لايح وتل معرعر وتل الضحايا وتل الضباب وخربة الأمباشي وخربة الهيبرية وقبر أم مرزح في ريف دمشق الجنوبي.
في غضون ذلك واصلت التنظيمات التكفيرية اعتداءاتها على الأحياء السكنية حيث اعتدى إرهابيو جبهة النصرة بعدد من القذائف على منازل المدنيين في قرية جبا شمال شرق مدينة القنيطرة بنحو 10 كم ما أدى إلى ارتقاء شهيد وإصابة 10 مدنيين بجروح ووقوع أضرار مادية في ممتلكات الأهالي ومنازلهم.
كما استهدفت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الريف الشرقي لمحافظة درعا محيط قريتي حران والطيرة وتعارة بريف السويداء الغربي بعدد من قذائف الهاون. تسببت بأضرار مادية في أماكن سقوطها دون وقوع إصابات فيما سقطت قذيفة في قرية الطيرة أدت إلى أضرار بأحد المنازل وقذيفتان في قرية تعارة دون حدوث أضرار أو إصابات.
وبعد أن أعاد أبطال الجيش الأمن والاستقرار إلى بلدة حران العواميد بريف دمشق عادت مئات العائلات أمس إلى منازلها بعد تهجير قسري دام لأكثر من خمس سنوات بسبب اعتداءات التنظيمات الإرهابية التكفيرية على البلدة التي أعاد إليها الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار. وعبر الأهالي عن سعادتهم بالعودة إلى منازلهم بعد تهجير دام لسنوات مؤكدين أنهم سيقفون صفاً واحداً إلى جانب الجيش العربي السوري للحفاظ على بلدهم وصون الأرض وإعادة تأهيل وتنظيف بيوتهم التي دمرتها التنظيمات الإرهابية. وطالب الأهالي بتأهيل الشوارع وتنظيف الطرقات وتأمين الخدمات الصحية والكهربائية والمياه وذلك للإسراع في إعادة دورة الحياة وممارسة حياتهم الطبيعية وزراعة واستثمار أراضيهم.
وأشار رئيس بلدية حران العواميد عمار عسكر إلى عودة حوالي 500 أسرة من أهالي البلدة التي تركت منازلها هرباً من التنظيمات الإرهابية منذ أكثر من 5 سنوات، مبيناً أن البلدية تعمل على تأمين المستلزمات الضرورية وتزويد البلدة بأكثر من خزان لمياه الشرب بشكل إسعافي إضافة إلى التنسيق مع محافظة ريف دمشق لتأمين الكهرباء للمنازل وترحيل الأنقاض وفتح الطرقات وإعادة تأهيل البنى التحتية من مدارس ومستوصف ومنشآت حكومية.
بدوره لفت مدير ناحية حران العواميد النقيب محمد شاهين إلى أنه تم تفعيل ناحية حران العواميد منذ ثلاثة أشهر والبدء بتقديم الخدمات الشرطية للأهالي من تنظيم الضبوط وتسيير الدوريات، مشيراً إلى أنه مع بدء عودة الأهالي تقوم الناحية بتنظيم الضبوط الخاصة بتعويض الأضرار الناتجة عن الاعتداءات الإرهابية وتيسير أمور المواطنين حيث أنه في حال عدم تمكنهم من تقديم الأوراق الثبوتية للملكية يتم الاستعانة عنها بإفادة المختار وشاهدين وتقديمها إلى الجهات المختصة.
سياسياً، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بمؤتمر صحفي في موسكو أمس: إن الوجود الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية يعطي الإرهابيين الأمل في استئناف الفوضى واستعادة المناطق التي تم طردهم منها، وأشارت إلى أن تحالف واشنطن سارع إلى نفي تورطه في الاعتداء الذي تعرض له موقع للجيش العربي السوري وحلفائه جنوب شرق البوكمال في محافظة دير الزور وتسبب بارتقاء شهداء ووقوع جرحى. ولفتت زاخاروفا إلى أن الحياة في سورية بدأت تعود إلى طبيعتها في أغلب المناطق والحكومة السورية تعطي اهتماماً خاصاً للمناطق التي تم تخليصها من التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي لإعادة إعمار ما دمره الإرهابيون، وبينت أن روسيا لا تزال تبذل جهودها باتجاه التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة بالتعاون مع الحكومة السورية ومع شركائها في اجتماعات أستانا والأطراف المعنية الأخرى والأمم المتحدة و”المعارضة”.
وحذرت زاخاروفا من التحضير لاستفزازات جديدة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية لاتهام الجيش السوري وقالت: نتوقع ظهور حملة إعلامية جديدة حول استخدام الأسلحة الكيميائية وهذا ببساطة نشاط مدفوع الأجر وبالطبع نتلقى إشارات مفادها بأن مثل هذه الاستفزازات يجري الإعداد لها وسنتحدث عنها مسبقاً في حال تلقي معلومات موثوق بها بغية منع مثل هذه الأفعال، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة استأنفت تمويل ما يسمى منظمة “الخوذ البيضاء” التي دأبت على الاستفادة منها خلال السنوات الماضية عبر القيام بالعمليات الاستفزازية وفبركة الصور والفيديوهات لاستخدامها ضد الحكومة السورية ونشر الفوضى في البلاد.
وكشفت العديد من الوثائق التي عثر عليها الجيش العربي السوري في المناطق التي حررها من الإرهاب ارتباط ما يسمى “الخوذ البيضاء” العضوي بالتنظيمات الإرهابية ودعمها لها وخصوصاً “جبهة النصرة” من خلال التحضير والترويج لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين وهذا ما حدث في الغوطة الشرقية بريف دمشق عدة مرات وفي مناطق بحلب لاتهام الجيش العربي السوري.