الصفحة الاولىصحيفة البعث

اجتماع طهران يدق ناقوس الخطر: “داعش” يتمدد إلى آسيا الوسطى

 

عقد في طهران أمس الاجتماع الأول لأمناء ومستشاري الأمن القومي في منطقة غرب أسيا بعنوان “الحوار الأمني الإقليمي”، بمشاركة إيران وروسيا والصين والهند وأفغانستان، وذلك لإجراء مشاورات متعدّدة الأطراف حول الوضع في أفغانستان، وبحث طرق مكافحة الإرهاب والتطرّف والتهديدات الجديدة للإرهاب في منطقة غرب آسيا.
وأكد البيان الختامي للاجتماع دعم الإجراءات المؤثرة لإيران وروسيا في مواجهة التهديدات الارهابية، بالإضافة إلى دعم السلام والاستقرار وتعزيز التنمية والإعمار في أفغانستان، وتشجيع الدول لدعم الحكومة الأفغانية في عملية السلام مع طالبان.
وأعرب المجتمعون في بيانهم عن القلق من نقل “داعش” من سورية الى أفغانستان وآسيا الوسطى، مشددين على ضرورة العمل والتنسيق لمنع نقل الجماعات الارهابية إلى آسيا الوسطى وأفغانستان.
كما أشار البيان إلى أن الإرهاب والمخدرات والجرائم المنظمة والتدخلات الخارجية، تعرّض الأمن القومي لدول المنطقة للخطر وتستهدف نموها الاقتصادي، لافتاً إلى ضرورة محاربة التطرّف والعنف على كافة الصعد.
وحذّر أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف من أن تزايد عدد إرهابيي تنظيم “داعش” الإرهابي في شمال أفغانستان يمثّل تهديداً لأمن بلدان منطقة آسيا الوسطى، وقال أثناء المشاورات: إنه تم تأكيد هذه التقييمات في جلسة مجلس الأمن الدولي التي جرت في الـ 18 من أيلول الجاري، ولفتت الأنظار خاصة أثناء الجلسة إلى أن الزيادة المتواصلة لعدد إرهابيي “داعش” شمال أفغانستان تشكل خطراً مباشراً على أمن جمهوريات آسيا الوسطى، مشيراً إلى أن إرهابيي “داعش” يشنون بالفعل في الأراضي الأفغانية حرباً إرهابية ضد هيئات السلطة والسكان المدنيين.
من جهته، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف عرضاً عسكرياً بمدينة الأهواز جنوب غرب إيران كشف للعالم حقيقة داعمي الإرهابيين الذين لم يدينوا هذه الجريمة، مشيراً إلى أن تنفيذ اعتداء الأهواز من قبل مجموعة عميلة للقوى الأجنبية مؤشر على المحاولات المنظمة لحركة الإرهاب وأتباعه لخلق حالة من عدم الأمان، مشدداً على أهمية توسيع التعاون وتحقيق بنية أمان جديدة تقوم على دور وقوة وقدرات المنطقة في مكافحة الإرهاب.
وانتقد شمخاني اعتماد بعض الدول المعايير المزدوجة في مواجهة الإرهاب، وقال: إن استخدام الإرهاب كأداة مدعومة مالياً وسياسياً ولوجستياً وإنتاج ونشر المعتقدات المنحرفة والتكفيرية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول والاحتلال بذريعة محاربة الإرهاب أمثلة ساطعة على اعتماد معايير مزدوجة، مبيناً أن تهديد الإرهاب أمر جدي.
ولفت إلى أنه لا يزال هناك الآلاف من الإرهابيين في سورية وبلدان أخرى ومن شأن هؤلاء أن يعرّضوا مستقبل واستقرار المنطقة للخطر في حال عدم وجود مواجهة جدية لهم، مشدداً بهذا السياق على عدم جدية الإدارة الأمريكية في محاربة الإرهاب.
إلى ذلك، أعلن رئيس مركز مكافحة الإرهاب في رابطة الدول المستقلة أندريه نوفيكوف أن أكثر من تسعة آلاف مواطن من دول الرابطة مطلوبون للعدالة بين دولها بسبب جرائم ذات طابع إرهابي أو متطرف، وقال للصحفيين: حتى أيلول الجاري يوجد أكثر من تسعة آلاف مواطن من دول رابطة الدول المستقلة مطلوبين للعدالة بين دول الرابطة لارتكابهم جرائم ذات طابع إرهابي ومتطرف نحو خمسة آلاف منهم من المرتزقة أي أشخاص شاركوا في الأعمال القتالية في تشكيلات مسلحة غير قانونية ومنظمات إرهابية دولية على أراضي دولة ثالثة، مضيفاً: بدءاً من العام 2015 وبمساهمة مركز مكافحة الإرهاب لرابطة الدول المستقلة تمّ احتجاز 38 شخصاً من المطلوبين للعدالة بسبب ضلوعهم في نشاطات إرهابية وعلى أساس المعلومات المقدّمة من مركز مكافحة الإرهاب لرابطة الدول المستقلة في الفترة من العام 2015 وحتى الوقت الراهن كشفت أجهزة الاستخبارات المالية للدول الأعضاء في الرابطة 207 أشخاص ضالعين في تمويل الإرهاب.
وكان نوفيكوف حذّر الثلاثاء في اجتماع رؤساء فرق الأجهزة الأمنية لمكافحة الإرهاب التابعة لرابطة الدول المستقلة، والذي عقد في إطار المرحلة الثانية من تدريبات “مكافحة الإرهاب 2018” في قيرغيزستان، من محاولات تنظيم “داعش” الإرهابي إنشاء مركز دعم جديد له في منطقة آسيا الوسطى وتفعيل الخلايا النائمة.