الصفحة الاولىصحيفة البعث

استراليا تعتزم منع المهاجرين الجدد من السكن في المدن الكبرى

 

يتصاعد الاهتمام في الدول الغربية حالياً بقضية الهجرة التي باتت هاجساً يؤرّق ساسة هذه الدول، وخاصة بعد إدراكها أن السياسات التي اتبعتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا هي السبب الرئيس الذي يغذي دافع الهجرة لدى مواطني هاتين المنطقتين إلى الغرب، فقد أكد وزير في الحكومة الاسترالية أن بلاده تعتزم منع بعض المهاجرين الجدد من الإقامة في أكبر مدنها، سيدني وملبورن وبرزبين “لبضعة أعوام على الأقل” بهدف تخفيف التكدس في المناطق الحضرية.
ومع توقع أن تكون الهجرة إحدى القضايا المهمة في الانتخابات المقبلة في استراليا، تسعى الخطة للمساعدة في حل مشكلات البنية التحتية في المدن التي تعاني من الكثافة السكانية العالية.
وعبّر منتقدو الخطة عن قلقهم من أن تؤدّي قواعد التأشيرات الجديدة المقترحة إلى نقص في العمالة.
وأظهرت بيانات حكومية أن نحو 70 بالمئة من 186 ألف مهاجر استقروا في استراليا العام الماضي، وصلوا بتأشيرات تمنح للمهاجرين المهرة، وانتقل جميعهم تقريباً إلى سيدني أو ملبورن.
ولا يوجد حالياً أي قيود على المكان الذي يمكن للأفراد أن يستقروا فيه، بعد الحصول على تأشيرة مهاجر يملك مهارة.
وقد تؤثر الخطة الجديدة في نحو 40 بالمئة من المهاجرين الذين يملكون المهارات المطلوبة، ويبحثون عن عمل بعد الوصول، وتصنّف الخطة خمس مدن هي داروين وبيرث وهوبرت وأديليد وكانبيرا، كمراكز إقليمية يمكن للمهاجرين الاستقرار بها.
وفي هذا السياق قال وزير البنية التحتية الحضرية والسكان آلان تدج، في كلمة ألقاها في مدينة ملبورن: “نهدف إلى تخفيف ضغط السكان عن المدن الثلاث الكبرى، وتحقيق نمو أسرع للولايات والمناطق الأصغر”.
ولم يذكر تفاصيل بشأن كيفية تطبيق هذه السياسة، لكنه أشار إلى أنها قد تشمل حوافز، وأضاف: “يمكن أيضاً وضع شروط على تأشيرات الإقامة في منطقة معينة ولو لأعوام قليلة”.
من جهته صرّح مسؤول في مكتب الوزير تدج طلب كتمان اسمه، بأن منع المهاجرين من الإقامة في المدن الكبرى قد يمتد إلى خمس سنوات.
وفي شأن متصل، حذّر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير من تصاعد العنصرية في بلاده، وقال، خلال اجتماع مع ممثلي جمعيات المهاجرين التابعة لبلدان مختلفة ببرلين: إن بلاده ستناقش “بشكل مكثف خلال المرحلة المقبلة موضوع العنصرية الذي يشكل أمراً مقلقاً له”، وأضاف شتاينماير: إن “المهاجرين رغم قدومهم على أنهم عمال ضيوف إلا أنهم لعبوا دوراً مهماً في تنمية البلاد وبناء مستقبلها”.
وتشهد القارة الأوروبية تنامياً ملحوظاً في النزعة العنصرية ضد المهاجرين، وهو ما ظهر جلياً من خلال صعود الأحزاب اليمينية المناهضة للهجرة خلال الانتخابات التي شهدتها الدول الأوروبية على مدى السنوات الماضية.