الصفحة الاولىصحيفة البعث

المعلم: كل الخيارات مطروحة لتحرير الجولان أرياسا: أتينا إلى دمشق للاستفادة من التجربة السورية

 

دمشق-علي اليوسف:
أتفق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، ووزير السلطة الشعبية للعلاقات الخارجية الفنزويلي خورخيه أرياسا، في مؤتمر صحفي مشترك عقد أمس في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين، على أن هناك أوجه تشابه كثيرة بين ما جرى في سورية، ويجري حالياً في جمهورية فنزويلا، لجهة العدو نفسه والسيناريو نفسه.
وأوضح المعلم أنه بحث مع أرياسا الأوضاع في فنزويلا وسورية، وحجم المؤامرة الأمريكية التي تستهدف البلدين، مبيناً أن أوجه المؤامرة على البلدين فيها الكثير من التشابه، وما يمارس على فنزويلا خبرناه في سورية منذ ثماني سنوات مرت على نضالنا ضد الإرهاب، فيما شدّد أرياسا أن الاستفادة من تجربة سورية في محاربة هذا النوع من المؤامرات مفيد جداً لمعالجة الأزمة في فنزويلا، ولهذا السبب أتينا إلى دمشق، وأشار إلى أنه حتى الآن يجمع حلفاء فنزويلا وجميع دول أمريكا اللاتينية على عدم عسكرة الأزمة الفنزويلية، وأن التعاون مع روسيا يندرج في إطار اتفاق التعاون العسكري الموقع بين البلدين عام 2001، لكن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول الآن إعادة إحياء “مبدأ مونرو” الموقّع عام 1823، والذي يسمح لأمريكا بالسيطرة على نصف الكرة الغربي لنهب ثروات أمريكا اللاتينية.
وأكد المعلم أن حق سورية في الجولان المحتل ثابت لا يسقط بالتقادم، وهو حق ثابت فالأرض مقدّسة وسيتم تحرير كل شبر من الأراضي السورية المحتلة، سواء كانت في الجنوب أو في الشمال، موضحاً أن العدو الإسرائيلي يتذرع بذرائع مختلفة لشن اعتداءات على سورية، وشهدنا عندما انطلق صاروخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة ماذا جرى.. وأنا أقول: يجب على “إسرائيل” ألا تتمادى فلدى سورية الإرادة والتصميم، وحربها على الإرهاب منذ عام 2011 حتى الآن هي لحماية سيادتها واستقلالها وتحرير كل شبر من أراضيها.
وشدّد المعلم على أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الجولان السوري المحتل لا أثر له سوى أنه زاد من عزلة الولايات المتحدة حتى عن أقرب حلفائها، وهو ما تم البرهان عليه خلال مناقشات مجلس الأمن وفي منظمة التعاون الإسلامي وفي الجامعة العربية، مجدداً التأكيد على أن حق سورية السيادي على الجولان لا يسقط بالتقادم، ولن تستطيع “إسرائيل” ضمه بفضل صمود الشعب السوري وتضحيات جيشه الباسل وأولويات قيادته وسنحرّره، وكل الخيارات مطروحة لتحقيق ذلك، ولا نستثني الخيار العسكري.
وأوضح المعلم أن الحرب على الإرهاب في سورية لم تنته وهي مستمرة في حربها عليه، وثبت أن هذا الإرهاب يتعامل مع “إسرائيل” والولايات المتحدة، مبيناً أن لكل معركة أولوياتها والتحضير لها.. واليوم معركتنا بأولوياتها هي تحرير الأراضي السورية من هذا الإرهاب، وأشار إلى أن سورية تواجه اليوم وجهاً قديماً جديداً هو الحرب الاقتصادية، ضمن المؤامرة المستمرة عليها، فبعد العدوان العسكري يأتي الآن موضوع الحصار الاقتصادي بهدف إطالة أمد الأزمة في سورية خدمة لمصلحة “إسرائيل”، لكن صمود شعبنا سيتغلب على ذلك. وأضاف المعلم: نحن في سورية برهنا على صمود شعبنا وشجاعة قواتنا المسلحة ولذلك صمدنا طيلة السنوات الثماني الماضية، ونتطلع إلى نصر قريب وصمودنا أصبح أنموذجا يحتذى به في كل الدول التي تواجه مؤامرة الهيمنة الأمريكية.
وحول الوجود الأمريكي غير الشرعي في سورية، لفت المعلم إلى أن الإدارة الأمريكية تكذب بشأن سحب قواتها الموجودة بشكل غير شرعي في سورية.. وليس من واجبنا تعليمهم الصدق.
وبخصوص الوضع في مدينة إدلب، أكد المعلم أن هذا الوضع يحكمه اتفاق سوتشي والجانب التركي تلكأ في تنفيذ الاتفاق، ونسمع من الأصدقاء الروس أن تركيا مصممة على تنفيذ الاتفاق ونحن ما زلنا ننتظر ذلك، لكن أيضاً للصبر حدود ويجب أن نحرر هذه الأرض.. والأصدقاء الروس بدؤوا يشعرون بنفاد صبرنا وهم يتواصلون مع الجانب التركي الذي نعتقد أنه يفتقد العقلانية والحكمة.
وأشار المعلم إلى أنه في كل اجتماع يعقد لا تترك سورية فرصة إلا وتسلّط الضوء على الاحتلال التركي والسياسة العدوانية التركية تجاهها، مبيناً أن أخطاء سياسات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ودعمه الإرهاب في سورية كانت بارزة في نتائج الانتخابات التركية الأخيرة التي أعطت تقدماً واضحاً لأحزاب المعارضة.
وبشأن الوضع في الجزيرة السورية، قال المعلم: يوجد في شمال شرق سورية والجزيرة عشائر عربية ومجموعة من المواطنين السوريين الأكراد نأمل أن يعودوا إلى رشدهم ويتعلموا من دروس التاريخ وألا يثقوا إلا بالوطن السوري.
بدوره قال أرياسا: أتفق مع الوزير المعلم بأن هناك الكثير من نقاط التشابه بين فنزويلا وسورية وأن المؤامرة الأمريكية التي تستهدف البلدين واحدة.. والشعبان الفنزويلي والسوري يقاومان الامبريالية وسيخرجان منتصرين، مؤكداً أن تجربة سورية في الحرب على الإرهاب ستفيد فنزويلا في مواجهة المؤامرة الأمريكية التي تتعرض لها.
وأضاف أرياسا: نشعر بالفخر لوجودنا في سورية في هذه المرحلة التاريخية المهمة من تاريخ الشعوب وسنحتفل معها بتحقيق النصر النهائي على الإرهاب، لافتاً إلى أنه على جميع شعوب العالم أن تتعلم من سورية التي تحقق الانتصارات على الإرهاب، وتابع: إن الإدارة الأمريكية تتحدث عن تدخل عسكري في فنزويلا وتقول إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، والسؤال لماذا الحوار واحترام مبادئ الأمم المتحدة وإرادة الشعب الفنزويلي ودستوره ليست مطروحة بين الخيارات، مشيراً إلى أن هناك دولاً في مجلس الأمن تعمل على وقف المخططات الأمريكية الرامية لزعزعة الاستقرار في فنزويلا والتدخل في شؤونها ونهب ثرواتها. وأكد أرياسا أن فنزويلا أفشلت المخططات التي أعدها الحزب اليميني المتطرف بزعامة خوان غوايدو لزعزعة الاستقرار في البلاد بدعم من واشنطن.
وحول دعم روسيا لفنزويلا قال أرياسا: إن هناك اتفاق تعاون عسكري بين البلدين منذ عام 2001 وتقوم روسيا منذ ذلك الوقت بالإيفاء بالتزاماتها في هذا الإطار وتطبيق الاتفاق فيما يتعلق بدعم فنزويلا على المستوى العسكري وتزويدها بالأسلحة وبكل الإمكانيات العسكرية الدفاعية وليس الهجومية.. فنحن نسعى إلى الدفاع عن شعبنا وعن سيادة وطننا.