الصفحة الاولىصحيفة البعث

“واشنطن بوست”: ترامب استغل قتل البغدادي لتلميع صورته

 

اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الرئيس دونالد ترامب وجد في مقتل متزعم تنظيم “داعش” الإرهابي أبي بكر البغدادي فرصة ثمينة لتلميع صورته أمام العالم، وخصومه الساعين لعزله في الداخل، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن مقتل الإرهابي البغدادي ليس إنجازاً، مشيراً إلى أن التنظيم الإرهابي هُزم في سورية والعراق بفضل تضحيات جيشيهما وصمود شعبيهما ودعم القوى الحليفة لهما، وقال: “إن المجموعات الإرهابية لها تاريخ صلاحية عند الأميركيين وعند انتهائها يتم القضاء عليها”، معتبراً أن “داعش” كمنهج فكري إرهابي لا يزال موجوداً، وهناك دول مثل الولايات المتحدة تستثمره كأدوات لها. وأوضح موسوي أن طهران لا تعتبر مقتل الإرهابي البغدادي نهاية لـ “داعش”، محذراً من إعادة هيكلة فلول هذا التنظيم الإرهابي على يد الولايات المتحدة وعودة عملياتهم التخريبية في المنطقة. كما اعتبر المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان في تغريدة له على تويتر أن الإرهابي البغدادي كان كغيره من المتزعمين الإرهابيين دمى من صناعة أميركية صهيونية انتهت فترة صلاحيتها بعد أن أشعلت النيران في المنطقة بالبترودولارات السعودية بغية أن يبقى محركو الدمى في سدة الحكم، فيما أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي “أنه لا مقتل أسامة بن لادن ولا مقتل البغدادي يمثّل نهاية مكافحة الإرهاب، بل هو نهاية فصل واحد منه، فالإرهاب مازال يظهر ويزداد بالسياسات الأميركية والبترودولارات الإقليمية وبالفكر التكفيري، وينبغي وقف هذه المصادر الثلاثة للقضاء على الإرهاب بشكل كامل”، وشدد على ضرورة إنهاء أميركا تدخلاتها في منطقة الشرق الأوسط، موضحاً أن مكافحة الإرهاب لا تتحقق فقط بإعادة كل الأراضي إلى سلطة الدولة السورية والقضاء على التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” وغيرها، بل أيضاً بالخروج الكامل والعاجل وبلا قيد أو شرط للقوات الأميركية وجميع القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي في سورية.
إلى ذلك كتبت “واشنطن بوست”: “إذا كان خطاب الرئيس السابق باراك أوباما عن قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قد استغرق 9 دقائق في قاعة كروس هول في البيت الأبيض ملحوظاً بسبب نغماته المختارة، وإشادته بالقوة الدائمة لقيم أمريكا، فإن بلاغ ترامب عن قتل البغدادي استمر 50 دقيقة في قاعة الاستقبال الدبلوماسي، وتميّز بالبراعة الظاهرة واللغة الفظة والتلويح بالقبضة التي حددت نهجاً وصفه هو نفسه ذات مرة بـ”الرئاسة الحديثة”، واعتبرت أنه “قد يكون من أبرز الأمور اللافتة في إعلان ترامب عن العملية، التفاصيل الكثيرة التي قدمها، وكانت أكثر بكثير مما اعتدنا عليه في مثل هذه الإعلانات، والأوصاف المهينة التي استخدمها ضد القتيل (الكلب والجبان والوحشي وغيرها)”.
وأشارت إلى أن “ترامب تحدّث عن سعة معرفته بالعملية، ومتى حضر الاجتماع الخاص بها، وكيف جرت وكيف مات الجميع بمن فيهم زوجتا وأطفال البغدادي، كما روى بعض تفاصيل العملية المميتة”.
وفي معرض استعراضه لبطولاته، سخر ترامب من البغدادي، الذي وصفه بالجبان، وقال: “لا أود التحدث عن الأمر، لكنه كان خائفاً ويبكي ويصرخ طوال الوقت قبل أن يفجر نفسه بسترة ناسفة كان يرتديها”، وتابعت: “ترامب لم يكن صريحاً في البداية بشأن حجم الفضل الذي يعتقد أنه يستحقه، ولكن مع بدء إجاباته عن الأسئلة صار هدفه يتضح أكثر فأكثر، إذ بدا أنه يلمّح مراراً وتكراراً إلى فكرة أن قتل البغدادي كانت مهمة أكبر وأصعب وأعقد من قتل أسامة بن لادن تحت قيادة الرئيس السابق أوباما، حيث اتهم ترامب آنذاك سلفه بسرقة الفضل في العملية التي نفّذها الجيش، وليس هو شخصياً”.