رياضةصحيفة البعث

فجر إبراهيم تحت الأضواء.. بعد خمس جولات وصدارة بجدارة مزمار الحي مازال لا يطرب

 

بداية لابد من التأكيد أننا لسنا مطبلين لأحد، بل نستند إلى تجارب سابقة وحالية، والتجربة هي البرهان الأكبر، وتجاربنا الأخيرة كانت نتيجتها مطابقة لمثلنا الشعبي القائل: (زيوان البلد ولا قمح الجلب)، حيث نجح الكابتن فجر إبراهيم بقيادة منتخبنا إلى النهائيات الآسيوية 2011 دون أية هزيمة وبصدارة المجموعة، ولكن ذلك لم يشفع له لأنه لا يملك جواز سفر أوروبي، وجئنا بالروماني تيتا لنخرج من دور المجموعات بخفي حنين، ثم نجح الكابتن فجر مجدداً في التأهل للنهائيات الآسيوية 2019، والدور الحاسم من تصفيات كأس العالم 2018، وتمت إقالته مرة أخرى، وجاء الحكيم وتألق في الدور النهائي للتصفيات، وأملنا تغيراً في عقلية بعض الزملاء الإعلاميين، وبعض عشاق (الخواجات) في الشارع الرياضي، ولكن اتحاد الكرة الأسبق رضخ “بسذاجة” لضغط جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، وأقال المدرب الذي أوصلنا إلى مشارف المونديال، وكان الإخفاق مجدداً على يد أجنبي آخر، قد يقول قائل: شتاينغه وتيتا ليسا على قدر الطموحات، وما نطالب به هو مدرب من المستوى “العالمي”، وفي هذه الحال نتساءل: ماذا قدم المقال مارتشيللو ليبي بطل العالم في 2006 للمنتخب الصيني؟! وماذا قدم المقال هيكتور كوبر وصيف دوري أبطال أوروبا في 2000 و2001 لأوزبكستان؟! وماذا قدم الهولندي فان مارفيك وصيف كأس العالم 2010 للإمارات؟! لماذا يعتقد البعض أن نجاح الطليان في 2006 أو الهولنديين في 2010 نجاح لمدربيهم، وإخفاق منتخبنا وغيره من المنتخبات الشقيقة والآسيوية إخفاق للمدرب المحلي بالضرورة؟هل لدينا ملاعب وبنية تحتية وتأسيس فني وبدني للاعب في الأندية بطريقة احترافية وعلمية كالأوروبيين؟ وعليه فهل يمكن تحميل مدربينا مسؤولية إخفاق المنظومة الكروية بأكملها؟!.
“قاهر ليبي” هو لقب استحقه الكابتن فجر بجدارة، فمن يهتم أو يركز على الشق التكتيكي يمكنه أن يدرك هذه الحقيقة بوضوح من خلال الشوط الثاني لمباراة الصين، وكل متابع لكرة القدم يعرف أن الشوط الثاني يسمى في عرف الكرة شوط المدربين.
دخل منتخبنا الشوط الأول بتعليمات واضحة من الجهاز الفني بضرورة الانضباط الدفاعي، والنقطة الأهم في الشق الهجومي كانت التعليمات الواضحة للسومة بالتحرك المستمر نحو الأطراف وإلى الخلف لسحب المدافعين، وخلخلة الخط الخلفي للمنافس، مع تحركات واعية ومدروسة من الثلاثي المواس والأومري والسلامة ضمن الفراغات التي يتركها المدافعون.
أما في الشوط الثاني وبعد قراءة متقنة من الإبراهيم لمجريات الشوط الأول، وطريقة لعب الصينيين، ومع ضرورة البحث عن النقاط الثلاث في أرضنا الافتراضية بعد أن أنهى الصينيون الشوط الأول متعادلين، فجاءت التعديلات التكتيكية للكابتن فجر لتغير شكل المباراة تماماً، وتم نقل المواس إلى الجهة اليسرى، وكانت التعليمات واضحة للعجان بالانطلاق والمساندة الهجومية، وللمرمور بالتقدم أكثر نحو نصف ملعب الخصم، وكانت التعليمات واضحة أيضاً بالتركيز في الهجوم على الجبهة اليسرى (الخاصرة اليمنى للمنتخب الصيني)، مع ثبات ظهيرنا الأيمن حسين جويد في الخلف، حيث كانت خطورة المنتخب الصيني في الشوط الأول كلها من الجهة اليمنى لمنتخبنا، ومنها جاء الهدف الصيني، ولكن حين تم تثبيت الجويد توقفت الخطورة الصينية تماماً في الشوط الثاني، في حين أعطيت حرية التقدم للعجان بعد أن ظهرت الجبهة اليمنى في الفريق الصيني قليلة الخطورة ولا تثير القلق، وبالفعل نجح الرباعي (مرمور وأومري ومواس وعجان) في خلق أكثر من كرة خطرة على المرمى الصيني، وجاءت تبديلات الكابتن فجر في الوقت المناسب، فكان دخول الخريبين غير الجاهز تماماً لوقت محدود لتنشيط الهجوم بعد أن نال التعب من الأومري، ونجح خريبين بإضافة نفس جديد للشق الهجومي، كما كان دخول شادي الحموي مكان ورد السلامة الذي بذل مجهوداً بدنياً كبيراً، فازداد الضغط والارتباك على الدفاع الصيني، وجاء هدف الفوز بقدم المدافع الصيني. خلاصة القول: إن انتصارنا كان تكتيكياً بامتياز، ومنتخب سورية بمدربه ولاعبيه قهروا بطل العالم.
رامي الشلفون